بسم الله الرحمن الرحيم مدى ومداد: قرائن الأحوال تجعل للكلمات صولات وجولات.. وشارات بيض للسلام.. وأحياناً مؤشرات خزي وعار ومدى من الحيرة والبؤس.. تجعل قائلها نموذجاً للشخص المتردد الحائر.. وغالباً ما تخرج بأشخاص مغمورين إلى أعتاب الشهرة ومدونات التاريخ ولا تكمن القيمة في كثرة الكلام بل على المبدأ الثابت والثقة المفرطة بما نقوله ونحارب من أجله.. ولقد أسرني وأثار حفيظتي مقال الزميل الأستاذ حيدر أحمد خير الله في عموده المقروء سلام يا وطن.. تحت عنوان صلاة الجنازة على المعارضة بتاريخ 11/12/2012م فقد أخرج ما كنت أود قوله وأقتلعه من نفسي إقتلاعاً.. فالمعرفة بالشعب السوداني وثواره وثوراته فقد نطق نيابة عنهم.. وكما قال الإمام الصادق المهدي إنه وبحسب تجربتنا مع النظام أصبحنا نتبع منهج الشك حتى تظهر الحقيقة) إنتهى. لسان الشعب يقول بالمقابل إنه وبحسب تجربتنا مع المعارضة نتبع منهج الشك حتى تظهر الحقيقة.. أما ما قاله الأستاذ فاروق أبو عيسى بأن الخوف من قهر النظام إنكسر تقول له لا خوف ولا خائفين من أهل هذا الوطن سوى المدافعين والمعارضين من حملة الشعارات الجوفاء لأن خوفهم على مصالحهم وعلى كراسيهم أكثر من خوفهم على مصلحة هذا الوطن.. وهذا ما أكدته التجارب المتعددة معهم.. برغم قواعدهم الكبيرة والزاخرة بالمواهب والمشبعة بالروح الثورية. ولكن كما قيل إن الجيش من الغزلان يقوده أسد يغلب جيشاً من الأسود يقودها غزلان.. الكلمة الحق للقائد الحق تجعل القواعد والشعب يهب هبة واحدة.. ولكن عندما نادى الإمام بإحتلال الشوراع والميادين والسفارات لم تعره حتى قواعده إلتفاتاً.. لأن الثقة بينهما معدومة أو أن القواعد أكثر وعياً من القيادة فكيف لأحزابنا التي تعاني من أزمة القيادة أن تقود الشعب؟! وحتى عندما أرسل السيد الإمام رسالته في خطابه المفتوح للمؤتمرين في مؤتمر الحركة الإسلامية قائلاً: (أما إذا إخترتم محاسبة النفس والتخلي عن الأخطاء ما يفتح الباب لفجر سوداني جديد.. فسنكون أحرص الناس على هندسة الوضع الجديد وأحرص الناس على أن تكون تلك الهندسة هندسة لا تخضع لأحد ولا تعزل أحد.. فالقارئ يجد أن الخطاب منكسر نفسياً ولاهث خلف الحل المنفرد وإيماءات تشير للمساومة الفردية والتنازل عن كل الحقوق في سبيل تنمية الحق الخاص.. أو الجشع الخاص.. وهذا مألوف من سيادة الإمام الحبيب فمنذ تهتدون وحتى التراضي الوطني أو التراضي الشخصي لم تكن مواقف السيد المترددة إلا بيعاً وشراء.. فكما قال الأستاذ حيدر فإن الثورة القادمة هي ثورة فكرية تحمل رؤية لفجر جديد.. والذي يلح على النفس كالمطرقة إذا صليتم صلاة الجنازة فينبغي أن نصلي صلاة الغائب في بعدنا هذا. مدى.. إلى أي مدى يكتب المداد السيناريو المرسوم والموضوع لعزل د. فرح عقار وبأي مشهد إخراجي سيحدفون به.. فوسط كميات السيناريوهات وتعدد المخرجين.. وبراعة النص.. الجمهور في إنتظار نهاية الفليم فإذا طلع النهار.. والناس قيام.. هل سيلحق عقار بعقار؟!