تحول نادي الهلال المحتل هذه الأيام من مجموعة منفلتة من الشبيحة والبلطجية ، إلي مكان للإستقطاب السياسي العلني ، وتحول إلي مزار للمسؤولين الحكوميين وللمعارضة ، فبعد التصريحات المساندة للوضع المنفلت في النادي من الوزير الولائي الذي أكد علي قانونية الإعتصام ، ولم يتوقف التأييد الحكومي عند هذا الحد بل تم دعمه بزيارة من عضو في المنسقية ، وإكتمل بزيارة من مدير إدارة الرياضة الولائي ، ورددت الأخبار زيارات لشخصيات أخري محسوبة علي الحكومة . القيادية بحزب الامة القومي المعارض مريم الصادق دخلت معمعة الإستقطاب السياسي لإنفلات رياضي من أوسع الأبواب ، بالزيارة التي سجلتها أمس الأول لنادي الهلال ومخاطبتها للمجموعة التي تحتل النادي وترديدها لكلمات أوردتها صحف الأمس تؤكد علي حجم الفشل السياسي الذي تمثله ، وتؤكد أكثر علي الورطة التي أوقعت فيها حزبها القومي ، بتقديمها له كحزب متهافت علي المكاسب السياسية الضيقة حتي ولو كانت في منشط رياضي ، وفي المنشط جزيئة تخص نادي كرة قدم ، لتحوله في لحظة غياب كامل للوعي السياسي الذي يفترض أن تتميز به إلي ساحة للإستقطاب السياسي الحاد . مصيبتنا في مثل هؤلاء السياسيين من ( الحكومة والمعارضة) ، الذين لايعرفون ألف باء رياضة ، ولايعرفون إحتياجاتها وأزماتها وإشكالاتها وحجم المعاناة التي تعيشها ، فلم نسمع مريم الصادق القيادية بحزب الامة القومي تتحدث في منبر من منابرها عن الواقع الرياضي المتدهور ، ولم يفتح الله عليها ولاعلي حزبها بكلمة عن تسيييس الحركة الرياضية ، والمحاولات التي لاتنتهي لإفراغها من أكبر مكتسباتها ( أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية) . ولكن إذا عرف السبب بطل العجب ، فالقيادية بحزبها تقوم بذات الممارسة وعلي عينك ياتاجر . بل بطريقة أسوا في تقديري بداية من المظهر الذي ظهرت به وهو يعرف في المصطلحات السياسية ( بالإنتهازية السياسية) ، قدمت نفسها لمن يحتلون النادي علي أنها ( هلالابية) دعمت هذا التعريف بالمظهر الذي كان اللون الأزرق (شعار الهلال) هو الطاغي في لبسها ، هذا المدخل للتعامل مع المحتلين يعبر أفضل تعبير عن المصطلح السياسي المعروف ( الانتهازية السياسية) ، يدعم ذلك أكثر ماذكرته للمحتلين حسب التصريحات المنشورة والتي جاء فيها ( ماتفعلونه الآن هو الديمقراطية بمراحلها الثلاث ، والإعتصام قام من أجل معارضة سياسة المجلس وتقديم الإحتجاج بصورة سلمية يعني الممارسة الديمقراطية وفق القانون ، وأضافت لن يضيع حق وراءه مطالب وذكرت أن حضورها للنادي بتكليف من الحزب الذي إجتمع في الأيام الماضية وناقش أزمة الهلال وقرر إصدار بيان رسمي) إنتهي . فوضي تضرب بأطنابها في كل مكان ، فقد تحولت الازمات الرياضية إلي ( دلالة) سياسية يحاول كل أن يخرج منها بمكاسب حزبية ضيقة ، فقبل أن نفيق من صدمات التدخلات الحكومية التي لاتنتهي في الرياضة ، هاهو حزب مثل حزب الأمة ممثلا في القيادية مريم الصادق يدخل من الباب ( الضيق) للرهان علي لاشيء ، والغريب أن الحزب ( قومي) ، والشجاعة كانت تتطلب أن تقدم مريم الصادق نفسها بهذه الصفة ولاتعتمد علي أنها ( هلالابية) لتكسب به تعاطف المحتلين للنادي . المضحك في هذه المهزلة ، أن ماإعتبرته مريم مكسبا يضيف لحزبها القومي ، في المتاجرة بأزمة رياضية بحتة لها تداعياتها الخطيرة ، وقد تتسبب في أن تسيل أنهارا من الدماء خاصة بعد الإعتداء الدامي الذي تعرض له عضو مجلس إدارة النادي أحمد آدم ، يجد دعم وتأييد من عناصر نافذة في الحكومة . وهذا يعني من جانب آخر تحالف معلن من حزب الأمة القومي مع الحكومة في تأييد ودعم إحتلال نادي رياضي . قالت ديمقراطية قالت. hassan faroog [[email protected]]