التحية للشعب السوداني، برغم الإحباطات المتلاحقة، ما زالت فيه روح وطنية عالية، وعافية نضالية عصية على التطويع، تحي وتحتفي برموز الأمس، وتشق طريقها في وسط حقول المخاطر بلوغاً لفجر الحرية. 57 عاما إنقضت من عمره السياسي، ملىء بالفشل السياسي وعدم الإستقرار على أكثر من صعيد، طافحة بالحروب والدماء والأشلاء واليتامى والثكالى والآرامل واللاجئين في كل دول العالم، ومع ذلك يخرج الاحرار في السودان إحتفاءا بهذه المناسبة العزيزة، مرددين حرية، سلام وعدالة، الثورة خيار الشعب.. حررت الناس الكانوا عبيد يا إسماعيل.. الشعب يريد إسقاط النظام.. وما قصرنا في السودان ومنو الضيعنا بلا الكيزان..؟ شعارات عبرت بصدق عن الأغلبية من الشعب التي تعاني الفقر والبؤس، لذلك إكتسبت مسيرة الاشقاء معناها ومغزاها، في مسامع ونفوس وعقول الشعب في داخل السودان وخارجه، لذا نقول ما أجمله من إحتفاء نظمه الشرفاء في السودان، في الذكرى السابعة والخسمين، سلطوا فيه الضوء على الجوانب المشرقة من تاريخ بلادنا المتوشحة هذه الايام بسجوف الظلام ..! نعم إنها محطة نضالية مشرقة في حياتنا تستحق الإحتفاء، بل ما هو أكثر من الإحتفاء. لذا تكون لذكرى الإستقلال على وجه التحديد من كل عام، نكهتها الخاصة التي تتمرد على سائر الأحداث السياسية والإقتصادية والإجتماعية. نكهتها لا يدركها غير المؤمنين بحق الشعب في الحياة، في يحيا حراً عزيزاً، وفي أن يخرج الى الشارع معبراً رأيه، وأن يصل الى صناديق الإنتخابات ليختار ممثليه، في البرلمان والحكومة، والمؤسسات التشريعية، وبلوغاً لهذا الهدف النبيل، ليس أمام الشعب سوى مواصلة نضاله نحو شواطيء الحرية، بإباء واقتدار، تصحيحاً لمسيرة البلاد التي تردت في مهاوي الفشل والعجز والفساد والإفساد، بسبب سياسات نظام الإنقاذ الذي جاء الى السلطة بلا تفويض من الشعب، وبرغم بقائه في سدة الحكم لمدة تجاوزت العقدين، إلا إنه ليس لدينا أدنى شك في حتمية بلوغ الشعب غايته، وهي إستعادة الديمقراطية. صحيح المرء لا يملك توقيتا مؤكداً لذلك اليوم، الذي سنغني فيه أصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باقي.. لكن ذلك لا يغير في حقيقة أن منحى الأحداث يسير في صالح الشعب وضد النظام المجرم المكروه الذي يعاني الإنهيار على مختلف الأصعدة. لذا نقول للنظام إن إعتقال الأحرار الشرفاء في مسيرة يوم الإحتفاء، لن ينقذه من إنهياره الذي يراه بعيداً، إلا إننا نراه قربياً، ولن يضعف عزيمة المناضلين، لأن ثمن الحرية لا بد من دفعه على أية حال. خلاصة القول إن مسيرة الإحتفاء التي خرجت في السودان قاصدة منزل الزعيم إسماعيل الأزهري، هي إمتداد لمسيرة الثورة التي عمت السودان، وهي في طريقها الصحيح نحو الحرية والديمقراطية. فالتحية للزعيم الخالد إسماعيل الأزهري، والتحية لكل من خرجوا قاصدين منزله، تحية وإحتفاءاً، وكل عام وشعبنا أقوى من قاهريه. Eltayeb Hamdan [[email protected]]