كفانا صبراً، كفانا قهراً، كفاناً ذلاً، كفاناً حسرة على اللبن المسكوب، كفاناً حزناً، يا أبناء وبنات السودان الشرفاء حيثما كنتم، الوطن وشعبه يناديكم. هيا هبوا ثورة وعنفوانا وكبرياءاً وشموخاً، واحتجاجاً، ورفضاً، لكل الحماقات والدمامات والمظالم، والتجاوزات والانتهاكات، والجرائم، والسجون، والقيود، والمتاريس، والعراقيل، والسدود، والبغضاء والأحقاد، والرجعية، والفساد، والشعارات الزائفة، والتعاليم المنافقة، التي أورثتنا، الفقر والمجاعات، والحروب وظروفها، والآمها، ومآسيها، وثقافة، ولغة العنصرية التي صنفت أبناء وبنات الوطن الذي كان واحداً، على أساس الدين، حتى أضحى وطنين .. العنصرية التي حولت أجزاء السودان المختلفة إلى ميادين ومواقع حربية متواجهة لا تعرف سوى لغة السلاح، لغة القتل والإبادة على أساس العرق، والشكل والسحنة..! هيا هبوا يا أبناء وبنات السودان الأشاوس، هبوا رفضاً وتمرداً على هذا النظام القميء، هذا النظام المتخلف، الذي عاث خراباً، وفساداً ودماراً في كل مجالات الحياة، منذ لحظة مجيئه في 30/6/1989، وحتى هذا اليوم الذي طوق فيه الحزن مشاعرنا، أحساسينا، عواطفنا، أعصابنا، عقولنا، بيوتنا، شوارعنا، جامعاتنا، حقولنا، ثكنات جيوشنا، طرقاتنا، كل شيء فينا طوقه الحزن، وقد حاصرنا اليباس والجفاف من كل الجهات ، حقولنا، قطعان ماشيتنا، غاب عنها المطر، تاهت خطانا عشرون عاماً وأكثر، في سكة المتاهة، في مسيرة الوهم والنفاق والدجل، التي دشنها هذا النظام بقتل الأمل، ومعاداة النور، وشنق الصباح ، ونحر الشموع ، والدوس بكل همجية وتوحش على الورود والزهور.. هذا النظام ، العاري من الأخلاق والقيم والمثل، جعل ثمن الحياة في عهده الحالك أنهار من الدماء ، والدموع، والأحزان والحقارات والمظالم والتفاهات والضياع والتشرد واللجوء.. ! هبوا، يا أبناء وبنات الوطن الشرفاء في جه هذا النظام الفاسد المجرم العميل، الذي جعل أرض السودان الحبيبة تنزف دماً، عشرون عاماً وأكثر حتى فصل الجنوب..! يا أبناء وطني لا تغرنكم الأعيب النظام وشعاراته المنافقة التي يتحدث فيها ومن خلالها، هذه الأيام عن رغبته في تكوين حكومة قومية.. إي حكومة قومية هذه التي يدعوا لها هذا النظام..؟ وما فائدة هذه الحكومة بعد ان إنفصل الجنوب..؟ ومن هم هؤلاء الذين يشكلون الحكومة القومية هذه..؟ وما هي برامجهم ..؟ هل هم قادة الأحزاب التقليدية الذين أوصلوا البلاد الى هذا الدرك السحيق..؟ هؤلاء الذين قال الله فيهم :" صم بكم عمي فهم لا يرجعون" تباً لهم، ولهذا النظام. يا بنات وأبناء السودان الشرفاء، إن السودان مسؤولية في أعناقنا، نحن الشباب الطامح في بناء الوطن الخالي من أمراض الماضي وعقده ، بناء وطن أساسه الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية والمساواة بين الناس أمام القانون .. نحن الشباب أصحاب الفكر الخافق بعديد الآراء ، والقلب النابض بعديد الأشواق، والضمائر المتقدة بقيم الحياة، والعطاء، والعمل والإخلاص، والتفاني من إجل رفعة شان وطننا وشعبنا ..يا شباب بلادي المناضلة، المتطلعة للغد المشرق، هيا نتصدى لهذا النظام القابع على صدر الشعب، والكاتم للأنفاس. ومن منطلق الواجب الوطني الذي يتقدم على كل ما سواه من واجبات، أناشدكم، ألا يهدأ لكم بال، حتى إقتلاع هذا النظام الفاسد، وكل المرتبطين به فكراً، وسلوكاً، ومصلحة، ونقيم بدلاً عنه صرحاً وطنياً يحتفي بالإنسان، وبفكره وروحه، وإبداعه، صرحاً تبزغ فيه شمس الحرية، وتترسخ فيه معاني العدالة والمساواة، صرحاً نحشد كل طاقة فينا ، كل فكر، كل عنفوان، كل ملكة إبداع وخيال، حتى يتلألأ الوطن من جديد، عندها فقط سيكون للسودان عيد..! الطيب الزين Eltayeb Hamdan [[email protected]]