الفرق الوحيد بين نظامي الإنقاذ وصدام حسين الذي تم إقتلاعه عبر تحالف القوى العظمي عبر عملية ( عسكرية ) - والذي لو صبرت هذه القوى إلي اليوم لإقتلعه الشعب العراقي بمفرده كما حدث لباقي الأنظمة المشابهة له – هو أن نظام صدام حسين كان به بعض التنظيم والإنضباط فى التصريحات فلا أحد من المسؤولين كان يستطيع تجاوز صلاحياته ، والدليل منذ بداية حرب الخليج الثانية حتى نهايتها كانت جميع أجهزة الإعلام تاخذ المعلومة من وزير إعلام العراق ( الصحاف ) الذي كان يعبر بكل وضوح عن الخداع الذي تستخدمه الأنظمة لحماية نفسها ، حتى أصبح الصحاف أضحوكة العالم حينها بتلك التصريحات التى كان يطلقها ( بدحرهم للعلوج ) وإنتصارهم وهو على باب ( طائرة الهروب ) باحثاً عن النجاة فالرجل كان وفياً لمنصبه حتى آخر لحظة ولم يخن ( صدام حسين ) حتى ظننا أنه رجل ألي مبرمج .. وبعدها توالت الشخصيات المشابهة ( للصحاف ) .. وظهر ( بن علي ) ثم ظهر ( إعلام مبارك ) ثم ظهر ( زنقة زنقة ) ثم ظهر ( علي عبدالله صالح ) ، وكلهم كانوا أمثلة صارخة ( للصحاف ) بطل الإعلام العربي والممثل الشرعي للأنظنة الأحادية ، وكل هذا يجول بخاطري عندما أستمع كل يوم لتصريحات الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني - الحزب الحاكم اليوم – فمايقوله الرجل لا يتعدى تخيلاته وتحليلاته الشخصية ، فهو يتحدث عن إغتيالات سياسية تجهز لها المعارضة ، ويتحدث عن خطة محكمة بين الحركات المسلحة والمعارضة الداخلية لإحتلال الخرطوم ويتحدث عن نية المعارضة إسقاط النظام ويتحدث عن تحركات سرية من قبل المعارضة لتحريك الشارع و الطلوع فى مظاهرات مستغلين الوضع الإقتصادي المتردي ، وهو بهذا لم يترك تخوفاً واحداً من مخاوف النظام ويظهر لنا بعد كل تصريح مدى الرعب الذي أصبح يعيشه النظام من أي تحرك شعبي ضد سياساته .. فالدكتور نافع يظن عندما ينسب أي تحرك مستقبلي من قبل المواطنين ضد سياسة حزبه الإقتصادية بان وراءها ( المعارضة ) أنه بذلك سيقطع الطريق أمام المواطنين ويمنعهم من الإحتجاج ، ولكن كما أسلفنا فإن تلك التصريحات هي مكشوفة تماماً كتصريحات صاحبنا ( الصحاف ) ، والدليل ياتي به نافع ذات نفسه عندما يصرح فى تناقض واضح ( بعدم قدرة المعارضة على تحريك الشارع ) وبأن المعارضة ( ضعيفة وهزيلة ) ويشبهها ب( المنقوشة المنتظرة خم الرماد ) ثم يتحداها فى تناقض مضحك فى عدم قدرتها بجمع ألف من أنصارها فى ميدان عام على الرغم من علمه بأن المعارضة لو قبلت التحدي أول ما سيفعله الدكتور هو الركوض ( للجماعة إياهم ) شاكياً من عدم دستورية وقانونية وشرعية تجمعات المعارضة .. تماماً كما كانت تصريحات وزير الإعلام الصدامي ( الصحاف ) لا تتجاوز السخرية منها ولا تتجاوز التصريحات الكلامية الغير مسنودة من الواقع ، نجد اليوم بذات الكيفية تصريحات قيادات الإنقاذ كافة لا تتجاوز التصريحات الكلامية الغير مسنودة من الواقع .. فهم يعلمون تماماً أن تصريحاتهم محمية عبر أجهزة الدولة فقط ، ولكن للشارع رأي آخر ولا يتجاوز النظر لهذه التصريحات من قبيل ( التسلية ) .. ولكم ودي .. الجريدة [[email protected]]