بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس توطئة: حيرتنا حكومة دولة الجنوب التي تحكمها الحركة الشعبية بتملصها الزئبقي وتهربها من تنفيذ تعهداتها والتزاماتها المنصوص عليها في اتفاقية التعاون المشترك ولم أجد لهذه الحكومة مثيلاً أو رديفاً في العالم إلا دولة الاحتلال الكيان الصهيوني، فلم أجد صعوبة في أن أكتشف أن الكيان الصهيوني وحكومة الجنوب رضعا من ثدي واحد هو ثدي " ماما أمريكا" ، فزال عني العجب ، هذه المقدمة ليست إلا لأن أشرح فيما سيأتي مدى التدليس والخداع والخطل الذي تمارسه حكومة الجنوب بقيادة الحركة الشعبية مع السودان ، وحكومة دولتنا لم تيأس من أن الله ربما يهدي حكومة هذه الدولة الوليدة التي لم تبلغ بعد سن الفطام سبل الرشاد.!! المتن: بتاريخ السبت, 08 كانون1/ديسمبر 2012 كتبت مقالاً نشر في هذه المساحة بالتزامن مع صحيفة ديارنا الشاملة وسوداني نت تحت عنوان: "باقان في موسكو يصول ويجول ونحن في غيبوبة" ، وكم كانت فرحتي عندما قرأت أن د. نافع على نافع حط رحاله هناك ليبطل أباطيل باقان وتدليسه . وبتاريخ الثلاثاء, 04 كانون1/ديسمبر 2012 كتبت مقالاً نشر في مواقع هذه الصحف الإلكترونية الثلاثة تحت عنوان " مخطئ من ظنّ يوماً أن لباقان ديناً" خاصة بعد أن وطئت قدماه أرض السودان الطاهرة والتي لو كان الأمر بيدي لما تركته يطأها، وقلت في هذا المقال أن هذا الباقان خبيث وحاقد ولا تطأ قدماه الخرطوم بأي حجة إلا ويعقبها ظهور لمصيبة دبرها ، وفعلاً صدق حدسي فقد جاء ليقول للعالم أنه جاء ماداً يده للسلام ولتفعيل تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك أي الهدف من الزيارة إثبات حالة إعلامياً ليستفيد منها حال زيارته لموسكو!! باقان خرج في قناة روسيا اليوم لينفث أكاذيبه وخداعه وتدليسه في روسيا لتخوفه من وقوف الصين وروسيا بجانب السودان إذا ما عرض الوسيط موضوع " أبيي" أمام مجلس الأمن، فقال أن السودان لم يلتزم بقرار محكمة لاهاي، وأي مراقب لا يجد صعوبة في أن يكتشف أن أحاديث وتصريحات باقان الاعلامية مبتسرة ومجتزأة وتحفل بالخطل لأنه تعود على اجتزاء أي نص من سياقه الكامل، فمثلاً في موضوع أبيي لم يقل قناة روسيا اليوم أن المشكلة تكمن في الخلاف على تفسير السكان الذين يحق لهم التصويت في استفتاء " أبيي"!! عندما ألقى باقان أموم بتصريح الدولار الواحد كرسوم عبور لبرميل النفط كان تصريحه ساذجاً لأنه نسي أن روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط والغاز وأن نفطها وغازها يمر عبر دول أخرى وتعرف مكونات تعرفة رسوم العبور التي لا تقتصر على رسوم العبور فقط وإنما هناك رسوم معالجة ورسوم استعمال المرافق ورسوم مصافي ورسوم تصدير وفي مجملها يتكون رسم تصدير النفط أو الغاز، وليس العبور فقط !! حاول باقان أن يضرب عصفوران بحجرٍ من خلال تصريحاته المجتزأة ، العصور الأول أن الجنوب عرض دولاراً واحداً كرسوم لبرميل لنفط ، والتي يفترض أن تحتسب حسب طول الأنبوب الناقل فتختلف رسوم العبور باختلاف طول المسافة من حقل وآخر إلى ميناء التصدير، وباقان خير من يجتزئ بنود الاتفاقات من سياقها ونصابها إذ لم يقل وعلى طريقة – لا تقربوا الصلاة - لم يقل رسوم عبور ومعالجة ومصافي وتصدير ، وبهكذا تدليس فكأنما يريد أن يرسل رسالة لروسيا بأن رغم أصرار السودان على رسوم أعلى إلا أن إرادة الجنوب غلبت وأن السودان رضخ لشروط دولة الجنوب، إن اتفاقية التعاون المشترك معلنة على المواقع الإلكترونية ويمكن لمن يريد الاطلاع عليها وخاصة إعلاميو روسيا اليوم وعندها سيكتشفون قدرات باقان أموم الساذجة في تدليس العصفور الثاني أن باقان يريد احتواء بالهروب إلى الأمام وإنكار أنهم من تسببوا في هذا الوضع المذري الذي يعاني منه مواطني دولة الجنوب، الذين يخافون غضبة منسوبي الجيش الشعبي الذي لم يتقاضى منسوبيه رواتبهم لعدة شهور وبدأ بالتململ وربما الانقلاب على حكومتهم. إن إطلاق باقان لتصريحه فإنما يريد أن يطمئن كل جوعان يحلم بالعيش في دولة الجنوب بأن معاناتهم كانت لأن حكومة الحركة الشعبية التي تحكم جنوب السودان لا تريد أن يسرق الجلابة المندكورو نفطهم عبر فرض رسوم تصدير باهظة ولم يشرحوا لمواطنيهم ما الفرق بين رسوم العبور كعنصرٍ واحد من عناصر رسوم التصدير. !!. باقان لم يصارح شعب بقرار دولة الجنوب بالأسباب الحقيقية وراء كارثة وقف تصدير النفط التي تسببت في معاناة شعب دولة الجنوب بأكمله ، وكان حريٌ به أن يعترف لمواطنيه بأنه هو بقية ابناء قرنق ومستشارهم عرمان هم السبب الحقيقي لأنهم كانوا يريدون مساومة السودان للتنازل عن أبيي مقابل تصدير النفط وكأن السودان هو المستفيد الأول وليس شعب الجنوب. فهل هناك إجرام وتدليس وخداع أكثر من هذه الأفعال؟!! باقان وبقية "أولاد قرن" وتابعهم قفة " عرمان لا مانع لديهم من إفناء شعب الجنوب عن بكرة أبيه في سبيل مصالحهم الشخصية!! الحاشية: أما ثالثة الأثافي أو ما أعتبره شخصياً نكتة " تفطس" من الضحك هو عرض دولة الجنوب التي تحكمها الحركة الشعبية للتوسط بين دولة السودان و الحركة الشعبية - قطاع الشمال!!!، بربكم هل هناك نكتة مضحكة أكثر من هذه!!. ماذا نسمي هذا، نسميه التفاف أم ماذا؟!.. هل يمكن أيضاً أن نسميه تهرب إنفاذ استحقاقات الاتفاقية؟!!.. أم أنهم حكومة الجنوب وناطقها الرسمي برنابا بنجامين يعتقدان أن حكومة السودان معاقة عقلياً ويمكن استغفالها؟!! .إن اتفاقية التعاون المشترك في جانبها الأمني أوضح من عين الشمس وهي تنص على فك الارتباط بين حكومة الجنوب التي تحكمها الحركة الشعبية وقطاع شمالها وكذلك نصت على تسريح الفرقتين التاسعة والعاشرة، وأنه لا تصدير للنفط عبر الشمال إلا بعد إنفاذ الاتفاقية في شقها الأمني أولاً وقبل البدء في تصدير لتر واحد أو قطرة بترولهم!! الهامش: سأقتطف إليكم من أقوال قادة الحركة الشعبية التي أقل ما توصف به أنه خطل وتدليس وخداع إذ قال المتحدث باسم حكومة دولة جنوب السودان برنابا بنجامين في تصريحات للشروق بجوبا :[ إن حكومته أكدت في أكثر من مناسبة عدم دعمها للحركات المسلحة التي تحارب الحكومة السودانية، مشيراً إلى أن مطالب الخرطوم الداعية إلى تدخل حكومة جنوب السودان لنزع سلاح قطاع الشمال مخالف للقوانين والأعراف الدولية باعتبار أنها حركات سودانية تحارب داخل الأراضي السودانية. وأضاف أن حكومته على استعداد للتوسط بين الخرطوم والحركات المسلحة للوصول إلى حلول الأزمة القائمة عبر الحوار] إنتهى... أليس بإمكان حكومة السودان أيضاً أن تعرض عليهم الوساطة بينهم وبين معارضيهم من الأحزاب والمليشيات والقوات المتمردة؟! نقول لهم بالفم المليان: شكر الله سعيكم وبدلاً من الوساطة نفذوا ما يليكم من اتفاقية التعاون المشترك.. أليس من المضحك أن تدعي حكومة الجنوب أنها تستطيع حمل العجول وعندما رفعت خروفاً – لا مؤاخذة - ظرط ؟!! وإليكم مقتطف آخر لا يخلو من الخطل والتدليس أيضاً : [ في غضون ذلك دعت حكومة دولة جنوب السودان الحكومة السودانية بضرورة الالتزام بإنفاذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وعدم البحث عن مبررات يمكن أن تؤثر على العلاقة بين الجانبين والعودة إلى التوتر مرة أخرى.] .. القراء الأعزاء: بربكم أليس هذا يعتبر من قبيل العجب العجاب الذي تأتي به من أفعال وأقوال تأتي بها حكومة دولة الجنوب من باب المضحكات المبكيات حيث يحلو لها أن توصم الآخر بما تمارسه هي من ممارسات أقل ما توصف به أنها مراوغات زئبقية للتهرب من ما يليها من استحقاقات تنفيذ الاتفاقية، وإيه مراوغة على رؤوس الأشهاد!! قصاصة: إذا كان هناك خلاف بين ساسة وقادة دولة وجيش دولة السودان الجنوب بسبب فك الارتباط بقطاعهم قطاع الشمال من باب عدم نكران الجميل، فلماذا لا يتمُّون جميلهم ويمنحونهم جنسية دولتهم ويستوعبونهم في جيشهم إن كانوا يعتقدون فعلاً أنهم شركاء في " استقلالهم" كما يزعمون ، أم أن الموضوع ليس موضوع رد جميل، بل استعماله لمخلب قط لزعزعة أمن السودان وإثارة قلاقل لنا لا ، إلا نتيجة حقدٍ دفين متأصل في نفوسهم؟!! .. سؤال ساذج لا يحتاج لإجابة أليس كذلك؟!! عوافي... Abubakr Yousif Ibrahim [[email protected]]