قدمت أمس ورقة علمية عنوانها "تثقيف غيرتنا على المصطفى" في مؤتمر السيرة النبوية الشريفة يجامعة أفريقيا العالمية. وهذه ورقتي العلمية الثالثة في رحاب هذه الجامعة التي استمسكت بالعروة الوثقي من المعرفة الإسلامية في أفريقيا في تفاؤل سمح بدين ظل لأربعة عشر قرناً بالقارة ويقتسم سكانها في الولاء. وأكثر هذا الخير بفضل قيادة زميلنا البروف حسن مكي لمعهد الدراسات الأفريقية بالجامعة ثم الجامعة نفسها منذ سنوات. وقصدت ب"تثقيف" الغيرة على المصطفى أن تقوم لا على علم بشأننا الحق فحسب بل وشأن العالم الذي نحن فيه أمة مستضعفة. واستخدمت "تثقيف" في معناها المعروف في "ثقف العود" أي جعله نصلاً حاداً يصيب الحجج الباطلة في مقتل. ونريد بذلك أن نرفع الحرج عن الشارع المسلم الذي استبسل وحده وطويلاً لصون رموز الإسلام الغراء عن الشانئين. لم تعنه ثقافة إلا تلك التي من باب حماسة الغيرة نفسها. حملت الورقة على دفاع الغرب عن سفهائه باسم "حرية التعبير". وقلت إن من قرأ سيرة المصطفى في "آيات شيطانية" لسلمان رشدي صدقت عنده كلمة فيرلين كيلنكينبورج: "بعض الأشياء في بعض الأوقات أهم من الفن" (النيويورك تايمز 8-23-2004). ولم استجل قيمة عبارة كيلنكينبورج إلا بعد تدريسي كتاب "آيات شيطانية" ضمن مقرر عن الإسلام والغرب بجامعة ميسوري-كولمبيا بالولايات المتحدة في منتصف العقد الأول من هذا القرن. فبعد قراءة نص "حادثة الإفك" من سيرة ابن هشام قالت لي أحدى طالباتي إنه بينما رد دان براون في "شفرة دافنشي" (2003) الاعتبار لعاهرة هي مريم المجدلانية نجد أن رشدي جعل من امرأة شريفة عاهراً. فصور براون المجدلانية، التي تواتر عهرها، كضحية للكنيسة أرادت بتعهيرها التغطية على زواجها من المسيح العزب في عقيدتها.. ومن وضاعة رشدي أنه لم يصبر على القذف بحقه صبراً ألزمنا به، باسم حرية التعبير، وهو يهاتر رموزنا هتراً في روايته. فلجأ للقضاء ليرد اعتباره من قذف أحد حماته من الشرطة الإنجليزية. جاء في كتاب الشرطي، رون إيفانز، عن الوقت الذي كان فيه ضمن فريق تأمين رشدي بأنه "نذل، كريه، وبخيل، ومغرور، وعديم اللطف إلى درجة". وذكر أنه طلب من الشرطة قيمة مبيت حراسه في بيته ناسياً أنهم كانوا يحمونه بنفقة دافع الضرائب لما بلغ 11 مليون جنية استرليني. وقال محامي رشدي إن نشر الكتاب سيعرض رشدي للخطر في حين أنه لن يقع من الكتاب نفع عام. ووصف رشدي الكتاب بأنه لا وجه له لتكلأه حرية التعبير, فهو محض قذف. وثمة فرق بين القذف وحرية التعبير. وقال إنه لن يمنع المؤلف من نشره ولكنه متى نشره تحمل مترتباته وسيقاضيه بالقذف (القارديان 2 أغسطس 2008). لم تحتمل القذف با رشدي وتجرعه لنا في عزيز لدينا! خسئت. abdullahi ibrahim [[email protected]]