[email protected] ضحكت ملء شدقي لتبرير مدير البرامج بقناة النيل الأزرق الفطير لإيقاف برنامج " أفراح أفراح" ، حيث ذكر أنهم فعلوا ذلك لأن البرنامج خالي من المضمون! يا لمحنتنا في هذا السودان وأوساطه الإعلامية المحيرة. بعد كل هذه السنوات الطويلة و( المغص) و( المرض) الذي عاناه مشاهدو القناة مع أسئلة من شاكلة " شعورك شنو في اللحظة دي" " و " معانا فلانة شقيقة العريس" و " ماذا تقولين للعريس في هذا اليوم؟" بعد كل هذا الغثاء المر كما العلقم يقول مسئول البرامج في القناة أن " أفراح أفراح" أوقف لأنه بلا مضمون ويحاول أن يوهمنا بأنهم يمارسون في قناتهم المبجلة نقداً ذاتياً ويقومون بمراجعات بين الفينة والأخرى للتراجع عن الأخطاء وتعزيز نقاط القوة! أيعقل يا ناس أن تكتشف قناة بكل هذا الحجم انعدام مضمون أحد برامجها بعد كل هذه السنوات! وما ذنب المشاهد طوال الفترة الماضية؟! وطالما أنكم تزعمون بأنكم أفقتم بعد كل هذه السنوات على حقيقة انعدام المضمون في أحد برامجكم، فمن واجبنا أن نحيطكم علماً بأن معظم برامج هذه القناة بلا مضمون. أصلاً انتو غير الغناء والرقص بتقدموا في شنو ؟! خلال شهر رمضان الكريم ( الحفلة الكبرى لدى القائمين على القناة ) حدثنا مدير البرامج نفسه عن سهراتهم في أول واحدة منها مؤكداً أنها سوف تركز على تقديم رسالة إعلامية هادفة عبر قوالب خفيفة وشيقة. لكن المتابع لتلك السهرات وكل سهرات النيل الأزرق خاصة خلال شهر الصيام لابد أنه وجد الغناء والرقص فقط ولا شيء غيرهما. حتى الحوار الذي يجري ما بين أغنية وأخرى أو رقصة ورقصة لا يكون سوى مجرد تكملة للحفلة، والغرض منه فيما يبدو منح المطربين راحة لكي يواصلوا غناءهم، وليته كان غناءً مقنعاً. مذيعاتكم دائماً من المملسات الممكيجات الملمعات المبودرات المسحطات. وحتى لا نظلم أخريات نؤكد أن القليلات جداً منهن يقدمن ما يفيد المشاهد. لكن لأن الشر يعم، وأنتم أردتم لقناتكم أن تكون قناة قشور ومظاهر براقة دون رسالة عميقة فالذنب ذنبكم حين نقول مثل ما نقوله. برنامج الهيصة والهجيج " نجوم الغد" تحول بقدرة قادر وبعون كبير من قناتكم لمؤسسة تدر الملايين على القائمين عليها دون أن تقدم لهذا البلد المكلوم بأبنائه الخدمة التي يوهمنا بها مقدمه. فمقدم هذا البرنامج يردد بين الفينة والأخرى حديثاً ممجوجاً عن العمل الكبير الذي يجري في إعداد حلقات البرنامج، في حين أننا نشاهد أن كل من هب ودب يمكن أن يصبح مطرباً يُفرض على المشاهدين سماع صوته بفضل هذا البرنامج الذي فقد بريقه منذ زمن بعيد. والعجيب أن بعضهم بعد أن يكمل وصلته الغنائية يوجه له أحد أعضاء التحكيم حديثاً من شاكلة " لديك مشكلة في الزمن واختيارك لم يناسب طبقات صوتك أو صوتك جيد لكن ليس لديك القدرة على التطريب، ومخارج الحروف غير واضحة عندك ، ولديك مشكلة في الاستماع" يعني أنه لم يسمع جيداً الأغنية التي قام بترديدها.. وبعد كل هذا يقول له عضو لجنة التحكيم " وفقك الله". ربنا يوفق الجميع في كل خطوات حياتهم.. لكننا نسأل: كيف يكون المطرب مطرباً وهو لا يملك القدرة على التطريب؟! فهذا النقص وحده يكفي لاستبعاد أي مشارك، لكنهم رغماً عن ذلك يصلون ويزعجون المتابعين بأصواتهم غير الطروبة.. وبرضو نسمعكم تقولون أن البرنامج يعمل على تطوير المواهب! يعني السودان ده ناقص مطربين عشان تخرجوا لينا كل أسبوع العشرات منهم؟! أخلص من كل ذلك إلى أنه ليس هناك غرابة في أن يكون برنامج " أفراح أفراح" بلا مضمون، لأن القناة كلها بلا مضمون وشغالة طرب ورقص وعلاقات عامة طوال الوقت وجنرالكم دائم الحضور في المناسبات الاجتماعية والحفلات أكثر من حضوره في الورش الرامية لتطوير البرامج ( البلا مضمون) هذا إن وجدت ورش من هذا النوع أصلاً. كان عندكم أسباب أخرى لإيقاف البرنامج المذكور أحسن تقولوها عديل وبلاش مواربة لأن القصة كلها (جبانة هايصة) وما في زول حا يلومكم على حاجة! في نقاط: لم تألوا القناة جهداً في المتاجرة بمرض المطرب صاحب الشعبية الكبيرة محمود عبد العزيز، مثلما فعلوا مع وفاة نادر خضر، والمصيبة أنهم لم يكونوا الوحيدين في هذه المتاجرة الرخيصة ولو بموت الأعزاء، فقد سارت على ذات النهج العديد من المؤسسات الصحفية وظللنا نتابع خلال الأيام الفائتة أخباراً عن سفر فلان وعلان من الصحفيين للأردن بغرض تغطية ( حالة مرضية متأخرة ).. فهل يحتمل مرض شخص بالله عليكم لكل هذا؟ وهل من المقبول أن يسعى البعض لتصوير محمود وهو داخل غرفة العناية المركزة؟! ما زلنا نطالع على صفحات صحفنا الرياضية تلك النوعية من الأخبار التجارية جداً عن تألق هذا اللاعب أو أهداف ذاك وإدهاش هذا لمدربه وإذهال ذاك للجهاز الفني بقدراته العالية ومهارته في الاستلام والتمرير، رغم أن الناديين الكبيرين بدأا لتوهما الاستعداد للموسم الجديد، فلماذا لا نترك الأجهزة الفنية تعمل في صمت عسى ولعل أن ينصلح الحال قبل بدء التنافس الأفريقي. ضحكت جداً لخبر يقول أن الكوكي الذي طالب بإغلاق التدريبات قبل باقتحام جماهير المريخ بمروي للملعب وأعجب بتفاعل تلك الجماهير مع التدريب! يعني هو وكت فاضي لمتابعة تحركات الجماهير لزوم المعسكر والخسائر المادية شنو؟! " غارزيتو ذُهل من قدرات تراوري" .. برضو خبر مضحك، فكيف يندهش مدرب لقدرات لاعب قال بنفسه أنه ظل يتابعه منذ أشهر من أجل ضمه للكشف الأزرق؟! وبالمناسبة الاستلام والتمرير من أساسيات كرة القدم ولا يفترض أن تذهل لا غارزيتو ولا غيره، لكن لأننا نعيش عصر تدهور مريع في هذا المجال صرنا ننظر للاعب الذي يثبت ويمرر صاح على أنه فلتة. ما لم نعقل ونفهم أن التدريبات المقصود منها تكملة النواقص وتعزيز نقاط القوة وتجريب الخطط الملائمة، لا تأجيج مشاعر الجماهير وتسويق الأوهام، لن يتغير شيء في الموسم الجديد.