بسم الله الرحمن الرحيم أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني بيانا ارتدادياً عقب عودة وفد قوى ما تسمى بالتحالف الوطني من العاصمة اليوغندية " كمبالا " والذي وقع على وثيقة الفجر الجديد مع الجبهة الثورية السودانية المسلحة .. وقد جاء التالي في بيانه الإرتدادي : (( .......غير أن وفد التحالف تجاوز حدود صلاحياته، وتوصل لمشروع جديد تحت اسم الفجر الجديد، يعتمد وسيلة إضافية لإسقاط النظام هو الكفاح المسلح. كما شملت وثيقة الفجر الجديد أيضاً قضايا أخرى غير متفق عليها في التحالف، بل إن بعضها لم تتم مناقشته أصلاً . وكان المفروض ، أن يعرض الوفد، ما توصل له من مشروع اتفاق مع الجبهة الثورية، على قيادة التحالف للتداول حوله ، لا أن ينشره كميثاق. وكان طبيعياً أن يحدث هذا التجاوز لأسس العمل الجبهوي الديمقراطي في ذلك اللقاء الذي حضرته أطراف عديدة غير مكلفة أصلاً من قبل التحالف للحوار مع الجبهة الثورية . إننا في الحزب الشيوعي سنواصل تمسكنا بالأطروحات التي أجازها التحالف في ميثاق البديل الديمقراطي، وخاصة النضال السياسي الجماهيري السلمي و دولة المواطنة المدنية ووحدة السودان. وقد أحسن تحالف المعارضة صنعاً ، بتأكيده أهمية مواصلة الحوار مع الجبهة الثورية على طريق توحيد كل قوى المعارضة. وإخضاع ما أسفر عنه لقاء كمبالا، والذي لا يزال مجرد مشروع، للتداول حوله وصولاً لاتفاق وطني شامل يعبر عن إرادة شعبنا وقواه السياسية المعارضة في الداخل والخارج . )) .. هذا البيان في مجمله - يمكن تسميته ببيان الخيبة والرجفة ، وهو في وجهه الآخر إعلان على نجاح الجبهة الثورية السودانية في مسعاها لإسقاط النظام في الخرطوم .. ودليل على أن الشيوعي الذي رحب بتوقيع وفد الإجماع الوطني على وثيقة الفجر الجديد ابتداءاً ، ثم تراجع بعد أن هدد نافع علي نافع بإتخاذ إجراءات عقابية ضد الموقعين - حزب ضعيف لا يقوى على معارضة المؤتمر الوطني الحاكم ، وأنه أيضا حزب جبان لا يهمه معاناة الشعوب السودانية بقدر ما تهمه مصلحته الأنانية الخاصة . بدأ المكتب السياسي للحزب الشيوعي مرتبكاً خائفاً من ارهاب نافع علي نافع - ليقول " غير أن وفد التحالف تجاوز حدود صلاحياته ، وتوصل لمشروع جديد تحت اسم الفجر الجديد، يعتمد وسيلة إضافية لإسقاط النظام هو الكفاح المسلح . كما شملت وثيقة الفجر الجديد أيضاً قضايا أخرى غير متفق عليها في التحالف ، بل إن بعضها لم تتم مناقشته أصلاً -( بالله عليكم ! صلاحيات شنو وتجاوز ايه !! ) . هذه التناقضات التي وردت في بيان الشيوعي ، دليل على أن تهديدات نافع علي نافع كانت فعالة ومؤثرة جداً لدرجة أن الجماعة لم ينتظروا ولو اربع وعشرين ساعة لإصدار بيانهم .. كما أن هذه التناقضات الفضيحة الواردة في بيانهم تشير إلى أن الشيوعي حزب مفلس خائب عاجز ، يزال لا يستطيع تقدير الواقع على حقيقته في سودان عمر البشير الذي لا مجال للدستور والقانون والنظام والحريات العامة واحترام الرأي والرأي الآخر . الحزب الشيوعي السوداني ببيانه الإرتدادي هذا ، إنما يمارس التضليل والخداع والدجل عند حديثه عن النضال السياسي الجماهيري السلمي ووحدة السودان والدولة المدنية ( دولة مدنية ! شنو يعني دولة مدنية دي ؟ ) ، بل أن حديثه عن دولة المواطنة مثير للشفقة والضحك ، ولا يمكن وصفه إلآ بحديث المراهقين . نعم -كلام الشيوعيون عن النضال السلمي ومش عارف ايه لإسقاط النظام الشمولي القائم منذ 30 يونيو 1989 ، فيه تمنيات لا تنسجم مع الواقع السياسي الراهن في السودان . فالوضع في سودان عمر البشير لا يترك مجالا للحديث عن النضال السلمي ودولة المواطنة وإحترام التنوع والتعددية والحزبية وووو .. وهل المكتب السياسي للحزب الشيوعي عندما أصدر بيان الردة كان تحت تأثير مخدر ما ؟ . يبدو أن أكثر من ثلثمائة ألف من القتل والتنكيل بالدارفوريين ، وعشرات الألاف من الذين ماتوا بطائرات الأنتنوف وصواريخ شهاب في جبال النوبة والنيل الأزرق غير كافية لإقناع الشيوعيين بوجود أزمة ومعضلة حقيقية في البلاد ليطل مكتبهم السياسي على السودانيين ببيان الخيبة والجبن ، مجدداً لم يدرك حتى الآن معاني الخطر الذي يحدق بالسودانيين وبلدهم .. مازال ينكر وجود أزمة سياسية حقيقية في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور ، بل ما زاد الطين بلة إصراره على أن وفد التحالف لكمبالا لم يكن مكلفا للتوقيع على أي اتفاق أو ميثاق -( يعني وفد التحالف ده كان مشى كمبالا للنزهة ولا شنو يا جماعة !! ) . بيان الشيوعي يجيء بعد تهديدات نافع علي نافع كما قلنا ضد الموقعين على ميثاق الفجر الجديد بكمبالا ، وبعد أن بدأ هذا الحزب العجوز الخرب يفقد جماهيره بتأييده المبطن لسياسات حزب المؤتمر الوطني الشمولي بدلاً من التحالف مع القوى الوطنية الحقيقية لإيجاد حل حقيقي ودائم للأزمات الكثيرة التي تتهدد السودان ، وهذا الموقف الجبان في القاموس السياسي يدل على شيء وحيد ، وهو الإفلاس السياسي والعجز عن مواجهة التحديات المختلفة . لا يمكن تبرير هذا البيان المخجل إلآ من باب أنه يأتي في سياق إثبات الوجود ، إلآ أنه أظهر ضعفه بسقطات تناقضاته ، والحديث عن النضال السياسي ووحدة السودان والدولة المدنية التي هي في الحقيقة دولة الخوّان المسلمين . ويبدو أن هذا الحزب الذي ولد حسب مبادئه للوقوف مع العمال والمأجورين والطبقة الكادحة ، غدا يعتاش اليوم من قمامة وفضلات حزب عمر البشير الشمولي الإقصائي . الحزب الشيوعي ، لم يفهم ، ولن يدرك بأنه جزء كبير من الأزمة السودانية بمواقفه المؤيدة للشمولية والعسكرية الحاكمة زماناً طويلاً ، وأنه بأخطائه الفادحة القاتلة ، جعل الحركات المسلحة تحافظ على زخمها وتوسع رقعتها الجغرافية ، وأن عليه أن يدرك أن الشعوب السودانية قررت التخلص من حزب المؤتمر الوطني الذي يحكم البلاد ل24 سنة ، وهو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه عما قريب ، وليذهب هو إلى مزبلة التأريخ ، كما ذهبت من قبله أحزاب الرجعية والطائفية والشمولية وغيرها . والسلام عليكم........ ABDULEHANI NINMIR [[email protected]]