عندما أكتب عن أن الفترات التي شهدت رئاسة صلاح إدريس لنادي الهلال ، أنها من أسوأ وأفشل الفترات الإدارية في تاريخ هذا النادي ، لأنها بالفعل تستحق عندي هذا التعبير ، وعندما أكتب أن هذه الفترة تعتبر ( عدم) أي غير موجودة كمستندات مالية وإدارية تؤكد أن للهلال في هذه الفترات مجلس إدارة لأنها بالفعل تؤكد ذلك ، فهي فترة ( ممسوحة) لايوجد مايثبت أنها كانت موجودة . إذا قارنا الفترات المذكورة تحت رئاسة هذا الرجل ، مع الفترة التي سبقتها مباشرة وهي فترة المجلس ( المعين) ، أو مايطلق عليها إسم فترة مجلس عبدالرحمن سرالختم ، سنقف بكل صدق وصراحة علي الفارق الكبير بين المجلسين ، فمجلس عبدالرحمن سرالختم يعتبر في تقديري من أنجح مجالس الإدارات التي مرت في تاريخ الهلال الحديث ، رغم أنه ( معين) وهذه لوحدها تخصم منه الكثير لأن أهم مكتسبات الرياضة الأهلية والديمقراطية ، وهذه بكل تأكيد لاتقارن بأي شيء آخر ، ومع ذلك فإن الطريقة التي أدير بها النادي تعتبر نموذجية ، وتستحق أن ننصفها ونذكر التركيبة التي مثلت المجلس في ذلك الوقت بأنها الأفضل وعلي رأسهم ، ميرغني إدريس ومالك جعفر ومحي الدين الخطيب ، وعوض أحمد طه ، وعبدالعاطي هاشم ، وحسن علي عيسي وبقية أعضاء ذلك المجلس . من العلامات البارزة في مسيرة هذا المجلس ، الفكر العالي الذي أدير به دولاب العمل في كل جوانب العمل ، بداية من فريق الكرة ومرورا بالعمل الاداري اليومي ، والإستثمار ، و الجانب المالي ، علي مستوي فريق الكرة وضعت لائحة واضحة المعالم تمت مناقشتها أولا مع اللاعبين ، وبعد التأمين عليها وقف كل لاعب علي حقوقه وواجباته ، ليشهد فريق الكرة في هذه الفترة إستقرارا لم تعرفه كل الفرق التي مرت علي النادي ، لأن كل شيء كان واضحا ، إذا أخطأ اللاعب يعلم جيدا ماذا ينتظره من عقوبات ، وإذا أجاد يعلم ماسيجده من تحفيز ، كما الحياة داخل الفريق لم تكن مكشوفة لوسائل الإعلام ، وكنا نعاني في الإعلام بشدة من الخروج بأخبار عن خلافات أو تذمر ، أو عدم تسديد مستحقات ، وهذا لايعني عدم وجود مشاكل داخل الفريق ولكن النظام الاداري لفريق الكرة مكن من السيطرة علي كل التفاصيل التي تتعلق به ، وكان يقف علي رأس القطاع الرياضي مالك جعفر ، معه المهندس عاطف النور في إدارة الكرة ومعه العقيد في ذلك الوقت أسامة فيروز ، وكان هذا الفريق هو الفريق الذي هز الأرض تحت أقدام أقوي الفرق الأفريقية ، فالإنضباط كان شعار تلك المرحلة ، وكان أول فريق سوداني يصل دور المجموعات في الكنفدرالية مع المدرب التونسي الحيدوسي ، بمعني آخر أن صلاح إدريس عندما وصل للرئاسة وجد فريقا جاهزا . ونجح المجلس ( المعين) وقتها في تأهيل النادي وإضافة عدد من المنشآت ليظهر بالصورة التي ظهر عليها ولم يضف إليه صلاح إدريس شيئا حتي مغادرته مستقيلا ، بل علي العكس تغيرت ملامحه للأسوأ . كما نجح في جذب عدد من الإستثمارات التي ضخت أموالا للنادي ، وقام ببناء مشروعات إستثمارية مستقبلية ، منها برج الهلال الحالي الذي سلمه لمجلس صلاح إدريس بإتفاق محترم مع الشركة المنفذة ، ولكن سؤ إدارة صلاح إدريس هي التي قادت إلي الأزمات المتلاحقة مع الشركة وترتب عليها القبض عليه مرة أو أكثر . ولاننسي حوض السباحة كمشروع إستثماري أيضا والذي ردمه رئيس النادي الحالي الأمين البرير عندما كان جزء من أحد مجالس صلاح إدريس ، ليدفع النادي خسارة مشروع كان سيسهم في تقديم دعم جيد للنادي بسبب صراعات إدارية . أما أهم نجاحات المجلس المذكور فكانت في تقديم تقرير مالي ، علي اعلي مستوي قدمه أمين المال وقتها المهندس محي الدين الخطيب ونشر علي صفحات الصحف ، رغم أن المجلس ( معين) ولايوجد مايلزمه بتقديم كتابه المالي للرأي العام الرياضي ، إلا أنه فعل ذلك في سابقة الأولي من نوعها ، تقرير مالي دقيق به كل التفاصيل المالية . لكل هذا إستحق أن أطلق عليه إسم المجلس النموذج ، مثلما إستحقت مجالس صلاح إدريس أن تكون الأسوأ. hassan faroog [[email protected]] ///////////////