[email protected] بدلا من اللت والعجن نعلم أن الفينا مكفينا وأن انفلات الأسعار طال الدواء وكلفة العلاج ولم يسلم منه الخبز، وأن تلبية الحاجات الأساسية لغالب المواطنين أصبحت عسيرة إلا أن ذلك يجعلنا أكثر حاجة لمخاطبة الأسباب الحقيقية لهذه الويلات والاختناقات المتزايدة. لذلك لم نمل التنادي إلى كلمة سواء بين أهل الحكم وبين كل المتضررين من السياسات القائمة التي تسببت في تقسيم السودان إلى دولتين غير مستقرتين وما زالت تهدد السودان الباقي ودولة جنوب السودان بالمزيد من الانقسام والتشظي، لكن للأسف لا حياة لمن تنادي. ها هي الأخبار تفجعنا باندلاع نزاعات جديدة في محلية أبو جبيهة في جنوب كردفان يومي الخميس والجمعة الماضيين راح ضحيتها حوالي المائتي مواطن في مواجهات لا ناقة لهم فيها ولا جمل وسط اتهامات وتنصلات متبادلة بين قوات من دولة الجنوب وقوات جنوبية مناوئة. هذا يؤكد ما ظللنا ندعو إليه من ضرورة الإسراع بإنفاذ ما تم التوقيع عليه بين الرئيسين البشير وسلفاكير من (اتفاق تعاون) وعدم الاعتماد على سياسة كسب الوقت و (اللت والعجن ) الذي وصفت بها المفاوضات المملة بين حكومتي دولتي السودان التي لا تكاد تصل إلى خطوة إيجابية حتى تواجهها من الجانب الآخر فرامل ومقصات سياسية مغرضة. نحن لا ننتظر تدخل الأسرة الدولية التي لم تقصر في دعم جهود الوساطة الإفريقية التي لم تقصر بدورها في محاولات تقريب وجهات النظر السودانية السودانية، لكننا نخشى استمرار تعثر المفاوضات التي من المقرر أن تستأنف غدا الأربعاء يالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا لأن هذا يفتح الباب أمام التدويل - الجاهز أصلا - لأنه يعقد الموقف أكثر في ظل انتشار السلاح وحملة السلاح وحالة الاستقطاب الحادة بين دولتي السودان وفي كل دولة على حدة. لذلك لن نمل التنبيه إلى أنه ليس أمام الحكومة والحزب الحاكم إلا السير بجدية لإنجاح المفاوضات الجارية مع دولة جنوب السودان واستعجال إيجاد مخارج متفق عيها لإنفاذ خارطة طريق اتفاق التعاون دون إغفال الحوار السياسي الداخلي للوصول إلى اتفاق شامل يستكمل سلام دارفور ويحققه في جنوب كردفان وفي النيل الأزرق وحول أبيي وتهيئة المناخ السياسي الصحي بالاتفاق على فترة انتقالية تكون مهمتها الأساسية إنجاز دستور السودان وبناء دولة المواطنة ودفع استحقاقات التداول السلمي للسلطة ديمقراطيا. كلمات مبار ك المغربي شكرا للشاعر الكبير محمد طه القدال الذي نبهني الى أن أغنية (مرت الأيام) من كلمات الشاعر الكبير الراحل المقيم مبارك المغربي وليس كما ورد في (كلام الناس) أمس، لذا لزم التنويه والاعتذار.