• عزيزي القارئ: اقراء مقال الطيب مصطفي المنشور في سودانايل بتاريخ 19\08\2009 عن برنامج منبر السلام العادل بعنوان زفرات حرى لتكتمل لك الصورة . كنت دائما اقراء كتاباتك في صحيفتك وغيرها ولكن لم اجد جدوي وقيمة تجعلني اضيع من وقتي لكي ارد لك و لكنني من الان صممت علي ان لا اتواني من الكتابة ضد دعاة الجاهلية وثقافة البدو البربرية في بلد قدم افضل نماذج للحضارة البشرية في التاريخ وعلي الان ان اخبرك عما يدور بداخلي فيما يخص سقمك الذي تبثه لكي تباعد خطوات التقارب بين ابناء الوطن الواحد, ما اطلبه منك ان تجلس وتري بانفك كيف انك تكره بنو غير جلدتك واستبدل نفس الاحساس وافترضه لدي أعداءك الذين تدعيهم وانظرالي النتائج المتوقعة وأسال نفسك لماذا دائما تبث الكراهيه بيننا بدلا من غيرها و كيف يكون حال بلد بأشخاص ذو مفاهيم مثلك والي اين يكون منتهاهم لا سيما وهم اذا كانوا متخذي قرار في الدولة . الطيب مصطفي : علي السودانيين الشماليين وانك تدري ما اعنيهم الاعتزار الي غيرهم من السودانيين ولا جدال في ذلك ان هذا الوطن كان موجود ان قبل ان ياتي الغزاة الي الدنيا فضرب حكامهم الوطنيين من (اواوا سنة 1850 ق.م مرورا ببانخي واركماني حتي شيراكاريرعام 20 - 30 م) اروع نماذج التطور والرقي في السياسة والحكم وحتي في القتال يهتدي به الناس الي يومنا هذا لجد انها مفخرة لمساهمتنا في تقديم ارث راسخ وقيم وحضارة للبشرية جميعا حتي الان وهو الانجاز الوحيد لكل السودانيين . ولكن منذ ان بداء دخول وتغلغل الغزاة الي البلد الي ان سلم امور حكمه من الانجليز لم يسمع حكامه الي غيرهم من السودانيين ولم تؤمن مصالحهم في الوطن المستقل ,بما اننا لا نري ميزة تحملكم علي ان تتسلطوا علي البلد بطولها وعرضها بالقوة والجبروت وتطلبوا من الناس ان يعيشوا معكم بسلام وامن وطمأنينة وتسلبوهم منها ! وتسبوهم اذا ما نادوا بحقوقهم وتنعتوهم باقصي وابشع انواع الكلمات التي توجد عندكم وتمدحوا من انشق منهم . علينا ان نعي ونفتخر اولا واخيرا باننا سودانيين وان ابنا الشعب السوداني لم يزروا للظلم منفذ ان يترسب الي بالون الوطن و ان ما قامت من ثورات وحركات كانت كلها نتاج الي رفض واقع اراد ان يفرضه جزء من الشماليين علي السودانيين جميعا بالقوة وادي ذلك الي ما ذكرته في مقدمة مقالك, بدلا من ان تركز الحكومات الي القواسم المشتركة التي توحد ابناء الوطن ثم تتري بعدها عوامل التطور والنمو لجأوا الي الظفر والاستحواز علي السلطة واموال البلد ولجأوا الي فرض ثقافة ودين شريحة ( ضيقة) علي الشعب كله ونسوا انهم عندما جاءوا الي السودان كانت هناك دولة بها شعب بثقافة ودين وعادات وتقاليد. الطيب مصطفي: ان السودان ليس الخرطوم فقط اذا كان الحاكمين في الخرطوم لا يدرون ذلك , لذا عليك ان تتخيل ان يعتلي احد من كشيبو علي السلطة في السودان ( ارجو ان لا يسألني احد عن قبيلة كشيبو) ولكن له عقليه الحاكمين الشماليين كم من الوقت كنا سنقضيه في تعلم لغتهم وثقافتهم ودينهم وما قيمتها لكل السودانيين وانتم علي وجه الخصوص , واليك اخر: هب انني سوداني لا أدين بالاسلام و لا افهم اللغة العربية : أسالك عن مكاني في كل منظومات دولتكم التي استلمتموها من الانجليز و عن حقوقي كمواطن عن كيف يدخل ابنائي الي الجامعات وهم لايدرون اللغة العربية نأهيك عن النجاح فيها كيف لي ان اشاهد برامج تلفزيون بلد او كما يسمي ( بالمسجد) وعن الصحف والفن وغيرها , اذا كنت تظن وتطلب من السودانيين السمع والطاعة فهذا ام الهراء و نقطة قوية تدل الي عدم فهم ثقافة بقية السودانيين ودليل الي عدم اهلية الذين وضعوا سياسات البلد الخبيثة هم من يتحملوا وزرها وسيظلوا يدفعون ثمنها وليس لدي ادني شك من انك واحدا منهم . الطيب مصطفي : لم يستقر السودان المعروف انذاك (ببلاد النوبة وما جاورها) منذ ان دخولها الغزاء المسلمين فوقعوا مع النوبة اتفاق الرقيق (البقط) التي ازيلت من كتابات التاريخ السوداني حديثا لانه وصمة عار سيئة لا احد يحبها في عالمنا المعاصر الان لا سيما وانها تتميز بدخول ديانة في بلدنا , دعنا نفكر قليلاعن الاتفاق الي اي مدي من الزمان استمر هذا الاتفاق ؟ والي اي جهة كان يؤخذ عدد 360 عبد ؟ واين هم الان ؟ هل لهم سلالات ام انقرضوا ؟ ما راي دعاة الدولة الاسلامية في السودان الي الاتفاق ؟ وما هي النتائج اذا لم يخرق الاتفاق ؟ وعلينا تحليل الابعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية و النفسية لهذا الاتفاق في الحاضر والمستقبل وخاصة لدي الطرف الاضعف النوبة (رماة الحدق) تجاه الغزاء؟ وعن مدي التزامهم بما يحمله الغزاء من دين وثقافة دخيلة عليهم ؟ وكيف اختزن شعب السودان هذه الاتفاقية في ذاكرتهم حتي الان؟ ولاننا تسألنا عندما كنا في المدارس الابتدائية كيف دخل الاسلام السودان بهذه الطريقة ؟؟؟؟ هل ما تم من الاتفاق من الدين في شي؟ بالتاكيد ليس من الدين ولكن من صميم ثقافة الغزاة فلم و لن يتخلوا عنها حتي اذا ما نهتهم عنها عقيدتهم , لذا ان ما أدير به ديون الدولة في الماضي لا تخلوا من هذه النظرة والثقافة ولكن حمدا لله انتهت الحرب الكبيرة في السودان في هذ الوقت وارجوا ان لا تشعل مرة اخري رحمة بالابرياء جميعا . الطيب مصطفي : اظنك تدري من اين تشعل الحروب في السودان كمعرفتك باشعال البوتوجاز فاذا كنت من الذين ان يرون بان ثقافتهم في طمس ودينهم في خطر ابداءوا بها فسوف نكملها والي الابد ولم اكن اجد اجابة الي صمود مقاتلي الحرية في السودان ضد الة الدولة السودانية الباطشة الا عند عملية الزراع الطويلة عرفت حينها كيف طرد الاتراك والمتوركيين من السودان وقيمت قوام السلطة الحقيقي فاذا كنت تؤمن وتجاهد الي ما تنادي به ومستعد الي باطن الارض دونه كان الاحري بك مقابلة فصائل د. خليل في امدرمان . الطيب مصطفي : لا نتمني حروب اخري في السودان ولكن اعلموا ان الحرب القادمة لن تكون كما كانت وكذلك السودان لن يكون كما كان واي طرف يوقد الحرب هو اول من يصطلي بها في بيته وعقر داره لا تتخيل ان تقوم حرب اخري في الجنوب والمناطق الاخري بل في الاماكن التي توجد فيها دعاتها . ان ما استطاع ان ينشر خلال فترة السلام من رؤي وبرامج لمقاتلي الحرية جعل العصابة التي تحكم البلاد منذ الاستغلال هم اكبر الخاسرين في اي ظرف قادم في المستقبل والاحداث وحدها هي دليلك. الطيب مصطفي : ان ما كتبته في مقالك عن برنامج منبر السلام العادل يناقض بعضه بعضا مما يجسد حالة الانفصام في وجدانك الداخلي تارة تنقض العنصرية والجهوية وتدعوا الي التلاحم في وطن واحد وتارة اخري تدعوا الي قيام دولة ذي توجهات اسلامية وتتبني ثقافة عربية , بربك ما هي العنصرية اذا كان تبني الثقافة العربية و الدين الاسلامي كبرنامج للدولة او حزب لا يحسب عنصرية ؟؟ ام العنصرية هي تبني لغة ودين غير الاسلامي والعربي ؟ او ان ينادي شعوب غير عربية بحقوقها هو دعوة عنصرية. اذا استمر تعنتكم ونهج نفس السياسات القديمة لا نقول لكم الا ما قاله المنفلوطي في العبرات ( إنَّنا لا نعرفكم أيها القوم ولا ندين بكم، ولا نعترف لكم بسلطان على أجسامنا أو أرواحنا، ولا نريد أن نرى وجوهكم أو نسمع أصواتكم، فتواروا عنا وأذهبوا وحدكم إلى معابدكم أو مغاوركم، فإنَّا لا نستطيع أن نتبعكم إليها، ولا أن نعيش معكم فيها). وحينها تسقط كل الاقنعة وانت قد نصبت نفسك ضد الحركة الشعبية فاصمد حينها والذي يريد ان يجاهد ويستشهد في الظلم وقتل ابناء وطنه ويقاتل من اجل الطغاة فهذا شانه, وان لم يتصالح مع نفسه ويعيش مع غيره من السودانيين في وطن امن عليه ان يبحث الي مكان اخر يستوعب ويرحب بفكره وبرنامجه .