جلست أتفحص ذلك التقرير الذي كتب بعنوان ( ملخص إنجازات زيارة وفد كهرباء الشهيد فتحي خليل لمحليتي دلقو وحلفابالخرطوم ) وكما يقول المثل ( الجواب باين من ظرفو ) وهنا أقول أن التقرير ( باين من عنوانو ) والعنوان هنا لا يتحدث عن خطوات عملية بل يتحدث عن إنجازات ولا ندري ماهي هذه الإنجازات ، وقبل أن نطلع على هذا التقرير تحدثنا عن ضرورة إلتفاف الجميع حول هذا العمل حتي تكون نتيجته النهائية توصيل الكهرباء في كل المنطقة دون فرز ، ولكن بعد إطلاعنا على تقرير اللجنة نود أن نوضح بعض النقاط حتى نعرف مكمن الخلل كما نريد أن نفهم بعض النقاط أيضا من أعضاء الوفد أو اللجنة التنفيذية للوفد .. أولاً : وقبل كل شئ ماهو الداعي لتسمية الكهرباء بكهرباء الشهيد فتحي خليل وماهو الداعي أيضاً لتسمية الوفد بذات الإسم ، ولا نريد أن نخوض في أسئلة مفادها ماذا قدم فتحي خليل للمنطقة طوال حياته السياسية للمنطقة وأين كان يصب نتاج نشاطه اليومي سوى في صالح حزبه السياسي والتاريخ لا يكذب ، وحتى كونه كان والياً للولاية فهذا لا يعني أنه تم إختياره بالأغلبية والجميع يعرف ماحدث في تلك الإنتخابات والتي كان المرحوم مرشحا عن حزب المؤتمر الوطني .. ثانياً : كان الوفد بقوام 50 شخص وكل الذين قاموا بعمل الزيارات لم يتجاوزا اللجنة التفيذية فما كان الداعي لهذا العدد الكبير ، إذا لم يكن في أجندة الوفد أن يتحرك بصفة جماهيرية ، فكل الزيارات التي تمت تمت بصفة شخصية وفي مكاتب مغلقة .. ثالثاً : أول ماقام به الوفد يوم 12 /2 /2013 هو زيارة المركز العام للمؤتمر الوطني ومقابلة اللجنة السياسية ومسؤول قطاع الشمال بالمؤتمر الوطني ، و تجاهل الوفد باقي دور الأحزاب السياسية كالشيوعي والأمة والإتحادي وغيرها من الاحزاب السياسية ، وهذه الزيارة تناقض حديث الوفد لنا بانهم خلعوا العباءة السياسية من أجل خدمة المنطقة ، والمؤتمر الوطني هو حزب سياسي كباقي الأحزاب له جماهير في المنطقة كما لباقي الأحزاب أيضاً جماهير ، فلماذا تجاهل الوفد باقي الأحزاب وقام بزيارة اللجنة السياسية ومسؤول قطاع الشمال بالمؤتمر الوطني إذا لم تكن هناك أجندة سياسية !! وأيضا في ذات اليوم قام الوفد بلقاء وزير الدفاع بصفته راعي إتحاد ( حلفا ، السكوت ، المحس ) التابع للمؤتمر الوطني ، وأكد لهم في اللقاء أنه لاخير فيهم إن لم يقوموا بالتنفيذ لهذه القضية العادلة والتي تاخرت كثيراً ، ( و لوزير الدفاع نقول وللوفد نقول أن ال23 عاماً كانت كافية لإنجاز هذا العمل إن كان هناك فعلاً إرادة ) ، ولكن ماقيل لهم يقال كل يوم للتخدير السياسي.. رابعاً : يوم 16 / 2 / 2013 إجتمع الوفد مع نائب الرئيس الحاج آدم الذي كان والياً للشمالية ولم يقدم أي إنجاز حينها وكل ما قاله هو أنه سيقوم بزيارة المنطقة وسيقوم بتوجيه شركة الكهرباء لوضع خطة توصيل وسوق يقابل وزير الكهرباء أسامة عبدالله ، وفي تقديرنا هذه الكلام غير عملي وللإستهلاك فقط ولا توجد به أي خطوة عملية ..وفي ذات اليوم قام الوفد بزيارة الفريق الرشيد فقيري وزير التخطيط العمراني ولاية الخرطوم بإعتباره أحد أبناء المنطقة وقال أنه متابع كل تحركات الوفد منذ اليوم الأول وكل ما فعله هو عمل برمجة للوفد للقاء والي الخرطوم لتقديم العون للوفد .. يوم 17 / 2 / 2013 قام الوفد بزيارة وزير الدولة للمالية عبدالرحمن ضرار ويحمد له أنه قدم للوفد تبرع بقيمه 15 الف جنيه وعدد 1000 عمود كهرباء وهو ابن من أبناء الولاية الشمالية ..وفي ذات اليوم قام الوفد بزيارة لوزارة الكهرباء واللقاء تم مع الدكتور محمد حسن الحضري وزير الدولة للكهرباء في غياب وزير الكهرباء والسدود أسامة عبدالله ولم تاتي الزيارة بجديد فكل ماقيل هو أن كهرباء المحليتين الضغط المنخفض والمتوسط لم تدرج في ميزانية عام 2013م ويمكن معالجة الأمر بعمل محفظة للتمويل بالشراكة مع المواطن خامساً : يوم 18 / 2 / 2013م كان لقاء الوفد بالنائب الأول علي عثمان وطلب منهم السيد النائب العهد والمعاهدة بأن لايكون هناك مضايقات للمستثمرين إن كانوا أجانب أو سودانيين وقال أن للدولة أولويات ومن الأولويات كهرباء حلفا ودلقو ( مع علمنا أنها لم توضع في ميزانية 2013 فكيف هي من الأولويات ؟ ) ..المهم .. وزاد النائب الأول قائلاً للوفد بأن إستثماراً ضخماً قادماً إليهم وسيكون بالعدالة ( ولا ضرر ولا ضرار ) وهذه الجملة في تقديرنا قصد منها ( قيام سدي دال وكجبار كما أن مطالبته بالعهد والمعاهدة بعدم مضايقة المستثمريين أجانب وسودانيين أيضاً قصد مقاومة السدود ولجان مقاومة السدود ) .. وقال إنه سيباشر شخصياً تكوين ( المحفظة ) مع لجنة المتابعة ، وإلتقى الوفد بالدكتور الزبير أحمد الحسن امين عام الحركة الإسلامية ووعد بتكوين المحفظة مع كل الجهات المعنية بالتنسيق مع النائب الأول .. في تقديرنا أن زيارة الوفد للخرطوم كان في المقام الأول إحراج لتلك القيادات والوزراء من أبناء المنطقة والمنتمين للحزب الحاكم ولم يقوموا بأي فعل تجاه منطقتهم ولم يحركوا ساكناً حتى اللحظة ، ولن يفعلوا ، وفي تقديرنا أيضاً أن عدم المطالبة بإدراج كهرباء المحليتين في الميزانية القادمة والقبول بمقترح ( المحفظة ) لن يحل المشكلة بل سينقلها من مربع المطالبة إلى مربع الإمكانيات فالمحفظة تعتمد في المقام الأول على الدعم الغير رسمي وأموال الخيريين وهذه الطريقة لن تحل كل المشكلة بل ستقوم بإنارة بعض المناطق ونسيان الأمر كما كان يحدث في السابق ، وكان الأجدر وما يجب أن يتم الآن هو المطالبة بالإدراج في الميزانية القادمة وإنتظار عام أو عامين خير من إنتظار 23 عاماً أخرى .. ولكم ودي .. الجريدة [[email protected]] /////