أشير لطرحكم على صحيفة سودانايل العامرة والواعدة بتطلعات شعبنا للحرية والحياة الكريمة بشأن الأمير نقد الله وما يلفت النظر في هذا الموضوع مبادرتكم لملء الفراغ الفكري وخاصةً التاريخي لرموز الحركة الوطنية السودانية. بصرف النظر عن الاتجاهات السياسية، والحق يُقال أن جميعهم قد أثروا الحياة السياسية على مر التاريخ وسيرتهم الطيبة خير زاد لشباب اليوم، ولتكون دافعاً لهم لتقديم العطاء للسودان وشعب ينتظر مبادراتهم على الساحة الوطنية اليوم . وربما تكون السيرة العطرة لهذه الرموز بغرض التوثيق من أمهات الكتب والمراجع ولكن مكتباتنا خاوية من التوثيق المحايد والصادق إلا ما قل وندر. لذا فإن الأمر يحتاج لقصاصات قد تكون في كتاب أو مخيلة مشاهد أو راصد للأحداث وربما تكون متواضعة الحجم أو قطرة ماء في بحر من العلوم فتعتبر إضافة ذات فائدة ، وأذكر لهذا القائد السياسي المغوار حضوره مع الإمام الصادق المهدي لحضور اليوبيل الفضي لهيئة شؤون العمال ونقابة السكة الحديد وكنا في مجموعة المجلس العام للنقابات في عطبرة الذي يضم اتحاد الجامعيين وبقية النقابات وكهيئة لاستقبال الضيوف من جميع الأحزاب وتصادف في تلك الأيام نزول أمطار غزيرة عزلت مدينة عطبرة جواً وبراً وعبر القطارات مما اضطر الجمع الكريم للبقاء أيام في مدينة الحديد والنار بعد الاحتفال فكانت فرصة لتقديم الندوات والمحاضرات في أندية المدينة لينبري الأمير نقدالله بطرح نظرية جديدة لاستيعاب الشباب في حزب الأمة وفتح المجال لهم من خلال أجهزة يقودونها بأنفسهم للطلاب والمهنيين ونقابات العمال والموظفين ولاقت النظرية ترحيباً كبيراً ليس من الحضور فحسب بل امتدت إلى ربوع الوطن لتلقى القبول على الرغم من تفرق الناس في أحزابهم وتجمع الشباب في ندوات مصغرة لمناقشة هذه النظرية التي كانت بمثابة تنقية للنفوس من الفرقة والشتات ، حتى عندما ضُربت الجزيرة أبا في وقت لاحق كانت مبادرات الشباب من خارج حزب الأمة أكثر حماساً للدفاع عن الأنصار ، ولاقت النظرية نجاحاً في المناطق المؤثرة بقبائلها وبقيادات جديدة في دارفور وكردفان والدليل على ذلك ميلاد الوجوه الشبابية أنذاك أمثال على حسن تاج الدين وبكري عديل وغيرهم في قيادات حزب الأمة. ألا رحم الله الراحل المقيم وأسكنه فسيح جناته. Ismail Shams Aldeen [[email protected]]