الوضع الماساوي لمشهدنا السياسى يجعلنا نقف والحيرة تضرب اطنابها فينا .. فالأنقاذ وتحولاتها بل فى جميع تحولاتها لم تنسى ابداً انها اتت عبر البيا ن رقم واحد.. تحاول ان تخرج من الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية ..ولكنها تسعى عقب الأنتخابات الى تكوين حكومة عريضة وحكومة رشيقة .. واستقطاب احزاب حتى ولو بشق هذه الأحزاب ، فتجدها خليطاً من هنا وهناك ..فى حالة اشبه بالإنهزام النفسى .. فلو كانت الحكومة على ثقة من نتائج هذه الإنتخابات ، لما إحتاجت لكل هذه الجيوش من المؤلفة قلوبهم سياسياً..من الطامعين والطامحين والجامحين من احزابهم .. حتى تتشكل منهم حكومات مترهلة واللاعبون الرئيسيون منذ الإنقاذ الأولى هم نفس الوجوه عقدين من الزمان ..بذات السياسات ونفس الأفكار والخطط والبرامج ..فيتوقف معين الإبداع .. وتتعطّل عجلة التطور .. ويضرب شعبنا فى التيه .. واحزابنا السياسية التقليدية تنصرف عن التطور وتجيد الفهلوة السياسية .. فالطائفية بخبراتها المتراكمة طورت من اساليبها فى الإلتواء فالبيت الواحد يدرب ابناً فى القصر ويدرب الأبن الآخر فى المعارضة..وتنقسم الأدوار ..وبالتالى يتقاسم البيت المواقف ..استعداداً للميراث حال سقوط الحكومة ..السؤال اليوم هل سقوط الحكومة هو الحل ام سقوط كل نظامنا السياسى ؟؟وهل من رصيد للإنقاذ اكبر من حركتنا السياسية؟؟ وهل يمكن ان نفصل بين حزب الأمة وبقية احزاب الأمة المتفرعة عنه ؟!السودانيون يعرفون الزهاوى ونهار ود.الصادق والعقيد عبدالرحمن الصادق ،ككل من اصل واحد مهما إختلفت الذرائع والمبررات ..وبنفس القدر لافرق بين د.احمد بلال ود.جلال الدقير ومولانا السيدجعفر الصادق ومن يرفضون المشاركة ..لبعض هذا نقول : ان المعارضة هى رصيد الإنقاذ الأكبر.. اما بقية احزاب الإستنارة فهى بحاجة لترتيب رؤاها واطروحاتها على ان تكون من اول كواكب التغيير الحقيقى ..والتغيير المنشود لايبدأ من الحد الأدنى إنما بدايته من الحد الأعلى والحد الأعلى له بداية ..وبدايته إسقاط نظامنا السياسى الذى ساق هذا البلد لهذا الواقع المأزوم ..فالمحيط الإقليمى والدولي ينظر اليوم للتجربة السودانية على انها لاتشكل خطراً ماثلاً إلاّ فى اضيق الأُطر.. وهذا قد ظهرت ملامحه فى اتفاق المصفوفة وهدوء الأحوال نسبياً مع الجنوب ..مما انتج تلقائياً خطوة متقدمة تمهد للتفاوض مع قطاع الشمال ..فلو افترضنا انهذا التفاوض قد سار بصورة جيدة فهل سقف التفاوض سيكون المشورة الشعبية ام سيرتفع هذا السقف ؟!كثير من الاسئلة تترى لتصب فى بوتقة واحدة وهى اننا غير محتاجون لمزيد من إهراق الدم السودانى الغالى ..واكثر حاجة للحفاظ على المتبقى من ارضنا الطيبة ..بل واحوج مانكون للتسامح السياسى فى حياتنا ..وهذا لن يتم بإستمرار المؤامرات على هذا الشعب فكرياً وسياسياً.. ولن يتم من خلال احادية المؤتمر الوطنى ولامن خلال خطابه الذى يحوى حكم الأبد..ولن يتم هذا والحزب الحاكم يتعامل على ان الدولة هى الحزب والحزب هو الدولة..ولن يتم والمعارضة تقوم بتوزيع الأدوار لإقتناص السلطة فى اي سانحة اتت..ولن يتم والمعارضة لاتريد ان تتقدم للشعب ببراج او بفلسفة حكم ..ولن يتم إلا بإتفاقنا جميعاً على برنامج الحد الأعلى... وسلام يااااااااوطن haider khairalla [[email protected]]