دهشت عندما قرأت ذلك التصريح الذي نقل على صفحات الجرائد اليومية والذي أصدره مستشار والي الشمالية لشئون كهرباء محليتي وادي حلفا ودلقو ، والغريب أن الرجل يتحدث عن السد وينشط في هذا الجانب على الرغم من أنه يأخذ أجراً من أجل تنفيذ مشروع الكهرباء الذي أجمع حوله أهالي المنطقة ، ولكن ديدن الرجل هو دائماً عمل ما يخالف إرادة أهل المنطقة ، وما قام به من تصريح يقلل فيه من شأن رأي أهل كجبار الرافض لقيام السد ، والذي أثبته الواقع ولجان المقاومة ، وما نتج عنه من إستشهاد أبناء المنطقة ، فالرجل يضرب بكل هذا عرض الحائض ليقول أن نسبة 95% موافقون على قيام السد ثم يطفق تارة أخرى ويقول 80% موافقون ويتحرى الرجل الكلام الغير مسؤول ، فياترى ماهو المقياس الذي حدد به الرجل نسبة الموافقة من عدمها ، وكيف يجرؤ على هذا التصريح وهو الذي لا يستطيع أن يتعدي حدود دنقلا شمالاً بعد أن وجد رفضاً شعبياً قوياً لشخصه ، ولكن كما يفعل دائما من يفقد المنطق ، فقد هرول الرجل نحو لجان الكهرباء ووجد فيها ضالته ، وأصبح رئيسها وقال أنه سيجلب الكهرباء لأهل المنطقة فوجد مدخلاً متسعاً ليلج من خلاله ، ولكن قبل أن تمضي أيام قلائل ، خرج لنا الرجل بقصة سد كجبار وضرورة قيامه كعادته ، والغريب إنه مستشار الوالي لكهرباء محليتي وادي حلفا ودلقو ، وعين لهذا الغرض ودون مقدمات وافق الرجل ليصبح رئيساً للجنة السدود التي كونتها حكومة الولاية بغرض التنوير بجدوى سد كجبار وقام بعمل إجتماع تويري في قاعة الشرطة بدنقلا وصرح فيه بأن 95% من أهالي كجبار يوافقون قيام السد ، ثم تحولت النسبة إلى 80% ولا نندهش غداً عندما يقول أنها 50 % وقد تضمحل هذه النسبة في مقبل الأيام أكثر حتي يتوارى الرجل مرة أخرى عن الأنظار كما فعل في المرات السابقات حينما كان معتمداً وذهب دون أسفاً عليه .. وماحدث قبل أيام من حضور وفد خمسيني للخرطوم ، لتقديم واجب الولاء والطاعة للمؤتمر الوطني وقيادات الحركة الإسلامية ، بحجة مطالبتهم لكهرباء المنطقة ، وكانت نتيجة زيارتهم عكسية تماماً حيث خرجوا بعهد ومعاهدة مع السيد النائب الأول بقيام سد كجبار كما ذكروا في تقريرهم وعادوا ، وبعدها شرع رئيس اللجنة المهندس يوسف طاهر بالترويج لقصة السد ناسياً تماماً لماذا تم تعينه مستشاراً للوالي لكهرباء محليتي حلفا ودلقو ، ويجب على اللجنة إقالته من هذا المنصب ، وليعينه الوالي مستشاراً له لشؤون سد كجبار ، وحتى بعرف الجميع الحقائق ، فالرجل كان معتمداً سابقاً ولم يجد قبولاً من أهل المنطقة ، فطفق يبحث عن مدخلاً ليعود من خلاله للعمل العام ووجد كما أسلفنا ضالته في لجنة الكهرباء ، التي إنحرفت بسببه عن مسارها .. وفي تقديرنا أن ما يقوم به مستشار الوالي لشؤون كهرباء محليتي وادي حلفا ودلقو ويأخذ أجراً في هذا العمل ، سيتسبب في فتنة وإنقسام كبير في المنطقة وهذا هو المقصود تماماً بمثل هذه التصريحات التي تكذب الواقع وتقول أن 80% من مواطني كجبار يوافقون علي قيام السد ، فكل ما نطلبه من السيد مستشار الكهرباء أن يمدنا بنتائج إستطلاعه وأن يعلن عن الطريقة التي قاس بها رأي أبناء كجبار ، وحتى نسمع رداً من السيد مستشار الكهرباء ، سنضع ما يقوم به في خانة عدم الصدق .. وماقام به معتمد دلقو الحالي واللجنة التفيذية للوفد الخمسيني من تجاهل للجان الخرطوم والإسراع بتكوين لجنة من عضوية المؤتمر الوطني بالخرطوم لتقوم بالتنسيق كان واضحاً من هذا الأمر أن في الخفاء مؤامرة تحاك بإتقان للإنحراف بموضوع الكهرباء إلى قيام السد ، فلماذا ياترى تدير عضوية المؤتمر الوطني في المنطقة صراعاتها بهذا الأسلوب الغير جدير بالإحترام ؟ ، وخيراً فعلت لجان الخرطوم بعمل ندوات لأهل المنطقة بالخرطوم لتوضيح الحقائق وفضح هذه التحركات ، واليوم بحمد لله إنكشف المستور وتمايزت الصفوف ، وتوحدت الآراء من أهالي المنطقة رفضاً للسد ، ويدأ قوية للمطالبة بالكهرباء ونصيب المنطقة من الذهب المستخرج من أرضها .. ولكم ودي . الجريدة [[email protected]] /////////////