منع جهاز الامن و المخابرات السودانى الصحافية و الناشطة المدنية ، رشا عوض من مغادرة السودان الى القاهرة عبر مطار الخرطوم ليومين متتاليين . وابلغت سلطات مطار الخرطوم الاحد الماضى الصحافية ، رشا بينما كانت تهم بمغادرة السودان فى زيارة خاصة الى العاصمة المصرية القاهرة ان امرا بمنعها من السفر قد وصلهم من جهاز الامن والمخابرات و تكرر معها المنع امس الاثنين دون ابداء الاسباب وراء ذلك وتحصلت رشا على تأشيرة خروج الى مصر من وزارة الداخلية السودانية ولم تجد نفسها على قوائم المحظورين من السفر. وتعد ، رشا عوض من انشط الصحافيات المدافعات عن حقوق الانسان في السودان وتم ايقافها منذ عام ونصف العام من الكتابة في الصحف السودانية بقرار من جهاز الامن مع مجموعة كبيرة من الكتاب والصحافيين المناوئين لسياسات نظام الرئيس عمر البشير . واغلقت السلطات السودانية صحيفة (اجراس الحرية)ٍ المقربة من الحركة الشعبية بعد تصويت مواطنى جنوب السودان على الانفصال و تأسيس دولة مستقلة فى يناير 2011 وهى الصحيفة التى كانت تعمل بها رشا . وتفرض السلطات السودانية منذ انفصال الجنوب قيودا مشددة على الصحافة و الصحافيين وعلى العمل المدنى حيث اغلقت صحف (التيار ورأى الشعب) بينما قررت صحيفة الميدان الناطقة بأسم الحزب الشيوعى التوقف عن الصدور فى نسختها الورقية بعد تكرار مصادرتها عقب طبعها مباشرة ما تسبب لها فى خسائر مادية جسيمة وهى عقوبة اوقعتها السلطات السودانية كثيرا على عدد من الصحف التى تتجاوز موجهات النظام وخطوطه الحمراء فى النشر . و اغلقت السلطات السودانية قبل اشهر اربعة مراكز ثقافية بعد ان اتههمتها بتلقى تمويل اجنبى من اجل العمل على اسقاط النظام وهو ما نفته قيادات هذه المراكز و اتهمت بدورها السلطات بأستهدافها فى اطار حملة واسعة للتضييق على الحريات بغية منع اى رأى مخالف لها . *وكانت الصحافيه ،رشا عوض قد اصدرت مع اثنين من زملائها الموقوفين عن الكتابة فى الصحف السودانية البيان ادناه تعليقا علي قرار ايقافها من الكتابه في سبتمبر 2011م : في الثامن من يوليو 2011م علق مجلس الصحافة والمطبوعات صدور صحيفة أجراس الحرية متذرعا بوجود شخص من جنوب السودان ضمن حملة الأسهم في الشركة التي تصدرها، وقبل أن تنتهي الفترة التي حددها المجلس نفسه لتوفيق الأوضاع قام المجلس بسحب ترخيص الصحيفة نهائيا في خرق صريح للقانون، في أغسطس 2011م عرضت علينا صحيفة(الجريدة) – مشكورة – الانضمام إلى كوكبة كتابها، رحبنا بالعرض واتفقنا مع إدارة الصحيفة على كتابة مقالين في الأسبوع، وحالما بدأت (الجريدة) في نشر مقالاتنا استهدفها جهاز الأمن والمخابرات بمصادرتها من المطبعة بشكل متكرر مكبدا إياها خسائر فادحة، في 4/ سبتمبر/ 2011م تمت مصادرة الصحيفة للمرة الرابعة، وفي ذات اليوم أصدرت أسرة صحيفة الجريدة بيانا حول ملابسات مصادرتها أوردت فيه أن جهاز الأمن أبلغهم صراحة أن سبب المصادرة هو وجود كتاب “أجراس الحرية" وهددهم بأن استمرار هؤلاء الكتاب سيؤدي إلى عدم صدور(الجريدة) لأن الجهاز لن يسمح ب"أجراس حرية أخرى"، إزاء كل هذه الوقائع نود أن نوضح للرأي العام السوداني الحقائق الآتية: أولا: ان ما حدث ل "أجراس الحرية" وما تعرضت له صحيفة “الجريدة" من ضغوط لإجبارها على إقصائنا، وما تتعرض له الصحف من مصادرات ومضايقات، وما تعانيه الأقلام الحرة من استهداف وتشريد، يدل على مدى ضيق النظام الحاكم في السودان بالرأي الآخر، ومدى تحكم جهاز الأمن في كل مفاصل الحياة العامة وعلى رأسها الصحافة المكبلة تماما عن القيام بدورها كسلطة رابعة بفعل سياسات التعتيم والقمع والإقصاء في بلد بلغ فيه الاحتقان السياسي مداه وأصبح مهددا بالانفجار في أية لحظة. ثانيا: إن منعنا من ممارسة مهنتنا بهذا التعسف ومع سبق الإصرار والترصد هو رسالة إلى كل الصحف والصحفيين والكتاب خلاصتها أن الحديث عن قضايا الحريات والتحول الديمقراطي وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد ومكافحة العنصرية بصورة منهجية، والانحياز بلا مواربة لقضايا المهمشين جنوبا وغربا وشرقا وشمالا، والتعبير بجرأة عن معارضة سياسات الحزب الحاكم، وتسليط الأضواء الكاشفة على جرائم النظام وانتهاكاته لحقوق الشعب السوداني، والمطالبة بالتغيير الجذري والشامل في البلاد تحقيقا للعدالة والسلام، مثل هذا الحديث بمثابة إعلان حرب على الدولة وتهديد لوجودها يتم التصدي له بالأجهزة الأمنية! وهذا الضيق بالكلمة المكتوبة معناه الحكم بالإعدام على فرص العمل المدني السلمي ولهذا المسلك تداعيات خطيرة على الوطن. ثالثا: نشكر صحيفة (الجريدة) جزيل الشكر على مبادرتها باستكتابنا وسعيها لأن تكون منبرا ديمقراطيا يستوعب مختلف الآراء، ونشكرها كذلك على نهج الشفافية والصراحة الذي اتبعته في تعاملها معنا ومع قرائها ونحييها على أنها أصدرت بيانا مفصلا كشفت فيه ضغوط جهاز الأمن عليها . رابعا: نجدد العهد مع قرائنا الكرام أن تظل أقلامنا حربا على الاستبداد والفساد، وتظل عصية على التدجين والترويض، مرابطة في خندق الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومنحازة لصف المهمشين والمستضعفين ورافعة لرايات التغيير والحداثة والاستنارة. فايز السليك خالد فضل رشا عوض 11 سبتمبر/ 2011م