حين كان التردي والهلاك يهزم احلام شعبنا العظيم،وحين كان الصدا والعفن ياكل مفاصل دولة السودان،المدخرة ارضها،حين من الدهر،حلما يطعم العالم،وثدي يرضع اطفال الجوار،دولة تزخر بكل شئ،وحين كان مشروعها العملاق ،الذي لا شبيه له يحتضر،تاكله الحسرة والاهات،من جراء التسيب والاهمال،سوء التخطيط والادارة،والعنتريات الفارغة،الفساد والسفه،كانت اثيوبيا،تنجز،بقوة وشغف،حلمها العظيم،سد الالفية،الاستثمار في المياه والحياة والضوء،تاركة الموت والظلمة لجارها الاسيف. الشمس تشرق من المشرق،ادرك هؤلاء القوم الحكمة المقدسة،المستقبل لمن يستثمر في الماء والطاقة والخضرة، فطفقو يصنعون مجدهم،علي تخوم حدود بلاد السودان،وعلي خاصرة بني شنقول،علي ذلك الموقع الاستراتيجي،ذو الطبيعة المساعة، جري كل شئ،هندست الطبيعة، اعيد ترتيبها لتعطي سدا عملاقا مدهشا، بوسعه ان يدخر مياها ضعف تانا، ويولد طاقة تبدد كل ظلام افريقيا،وتحرك مفاصلها المجبولة علي الفاقة والسكون. سيحجز السد خلفه 63 مليارم مكعب من المياه، وينتج اكثر من 5الاف ميقاواط من الطاقة، وتقول اثيوبيا ان السد صمم لانتاج الطاقة، وهو لن يؤثر في انسياب المياه نحو مصر والسودان،وفق الاتفاقيات. لم تهدر اثيوبيا قروضها واموالها ومدخرات ابنائها،في الفشخرة والسفه،وانما عملت علي وضع الدولار المر ،في التنمية والرشاد،بنية تحتية تتجاوز خيالات حكامنا المشغولين بالفلل واليخوت،والمهرجانات الفارغة، والاحتفالات البلهاء،والوطن ياكله الموت والحرب،والفساد والتردي ،حتي ان رئسه يفاخر بعمرانه في ثلاث بيوت في المدينة،بدل ان يضرب القدوة في العمار في الريف البعيد،بئرا،وزرعا وحياة. ليس سد الالفية وحده هو حلم اثيوبيا للاستثمار في ما يحتاجه المستقبل،هناك اربع سدود اخر،ستصنع لهذا الشعب التقمم والنماء. هاهي الشقيقة مصر هلعة من ان هذا السد سيقود مصر للهلكة والموت عطشا،ومن خلفها حبيبها الطيب، المحلوب شمالا، والمفشوق شرقا،والمبعثر علي القبعات،سيبكي السودان الحبيب،ان يفجؤه النهر يوما بانه قد تحول لخور موسمي. تؤكد اثيوبيا ان هذا لن يحدث،ونؤكد نحن انه ينبغي علينا ان نهتبل فرص العمار ان تبغت واحدة،ان نحذو حزو هذه الدولة شحيحة الموارد،ونعمر ارضنا،ونصنع لامتنا فخرا غير الموت والفساد،كما انه ينبغي ان نستثمر مع جاراتنا اثيوبيا وفق مصالحنا الاقتصادية وعمار ارضنا لا وفق ريح السياسة الماكر،وكفانا خجلا وهوانا ان كل الامم من حولنا تنهض،ونحن ويا للعار نهوي للقاع كل حين, Abdulaziz Jahilrasoool [[email protected]]