حبى حبيبى يا حبيبى أريت الموس بالدبيبى و ست نور تبقى طيبى وتجيب الموس السنيننى عشان تبقالك هوينى ويتغير الغناء بآخر: الرحيمان يا الرحيمان كدى فوق قليب بت الرجال صوت غناء البنات الصغيرات والدلوكة يأتيك من منزل أم الحسن فقد أعدت لختان بنتيها , السارة وعواطف وغناء البنات هنا ( الحبحيب) والدلوكة, للفرح والدعم والتشجيع لتتجاوز الصغيرتان مخاوفهما على مدى إسبوعين وبيت أم الحسن لم يهدأ, خلطوا العطور, وسخنوا الدهن (للكركار) , جابوا الحريرة والضريرة, والجبيرة ولم ينسوا القرمصيص وسجادة السعف الملون , وأتى الأقارب من القرى القريبة مشاركين, وبالمشاركة تحل وتسهل أمور وأحوال كثيرة بينهم هناك الجيران فى همة جهزوا بيت أم الحسن , هى مناسبتهم وكل أمر كهذا بينهم يخص ويهم الجميع , نظفوا بيت أم الحسن , كل جيل وجنس له دور, صبغوا كل المنزل بالجير, ملأت أزيار عدة, أحضرت البروش والعناقريب والمفارش من كل المنازل المحيطة أعد كعكا بلبن وبيض جمعا من الجيران و كسر حطب لنار الطبخ وفي الصباح ستأتى النساء من السواقى القريبة يحملن أطباق الكسرة والفطير على رؤوسهن , معوانا وعرفا دارجا. يحملنها في أطباق كبيرة مصنوعة من جريد و سعف النخل والدوم وتسمى ( التقل أو العمرة) , صنعت خصيصا لحفظ وحمل الكسرة والقراصة والفطير وغيرها من الخبز الشعبى. فحين ترى النساء فى زرافات يحملن خبزهن على الرؤوس لبيوت الأفراح والأتراح على السواء. وجمعن سويا ما تيسر من سكر وحب شاى , تحس الترابط والجماعية لمغالبة الدنيا.وأن حياتهم ستمضى ويصعب إيقافها كلية, وأنهم أقوى من سوء حكامهم وظروفهم . غناء الفتيات كان تهيئة ومصاحبا لوضع الحناء على يدى وقدمى الأختين بعد أن عدن وسط أترابهن الصادحات من زيارة قبر شيخنا و قد تمسحن جميعا بقليل من ترابه تبركا مع الدعوات بسهولة الأمر والحفظ للجميع وضعن ماتيسر من نزر وهدية للشيخ , عملة معدنية وحفنة من ذرة, وتلك العملة المعدنية القليلة يكثر المتربصون والمتنافسون على خطفها أم الحسن مشدودة بين فرح لختان بناتها ̧ فرح عليها أن تظهره لمن حولها حتى لا تتهم بما يشاؤون من سوء تقدير أو بلادة او ما بينهما . ولكن أم الحسن فى داخلها تغلى شفقة ويخنقها خوف على بنتيها الحاجة الزلال , هى نفس المرأة التى ختنتك يا أم الحسن قبل سنوات ليست بعيدة لتنسى تلك التفاصيل. تذكر أم الحسن جلسة أمها وخالاتها ممسكات بها وهن يحاولن إلهاءها تارة وتشجيعها تارة أخرى . تذكرين يا أم الحسن جلسة حاجة الزلال على نفس سريرك وبين فخذيك , جلبابها الطويل وطرحتها تحت الثوب , والطرحة تلك , تقليد يبدأ بعد حج أمهاتنا لبيت الله الحرام, إكتسابا لصفة أو لقب الحاجة وتمييزا فى المظهر طلبت حاجة الزلال من أمك وخالاتك ان يتركن أماكنهن والدور الذى كن يحاولن القيام به لأخريات ثم وجدت نفسك يا أم الحسن فى قبضات ضَعُفَ واستكان لها جسمك الصغير, ورأيت حاجة الزلال وقد خلعت ثوبها, وبقيت بالجلباب , ممسكة بشفرة لها غمد فى مقبضها الخشبى , بل هى إلى المدية أو تلك التى نسميها مطواة أقرب, وقد اكتسى وجه حاجة الزلال , ذاك الذى كان عادة دائم الإبتسام , اكتسى تجهما وصرامة . زلزلك ألم بين فخذيك ثم انفجر وسرى قويا إلى قفصك الصدرى , بين الضلوع , فى جبهتك ومنتصف رأسك, فى الظهر وفى العيون. صرت كتلة من ألم ممض لم يشفع لك البكاء والصراخ ودموعك التى إختلطت بما سال من أنفك من مخاط., فخارت قواك ولا تذكرين ما أعقب ذلك أكان صحوة أم منام؟؟ أخذ جرحك زمنا ليبرأ بعد أن غطاه لحمك الغض , لكنه غور فى حشاك , و اندمج فى نفسك أسى عميق , واستحال على النسيان والإندمال . استوطنك خوف ورعشة ينكمش لها جسدك كله حين تذكرين ختانك أو يأتيك خبر لختان فتاة. ولازمك ذاك الحال ولم يبرحك , كدخان خانق يحيط دواخلك و تسهل إثارته تصاعد الدخان كثيفا وتجدد الألم والرعب وخوفك العميق حين تزوجك الحسين ابن خالتك البتول, ألم وحفر فى الجسد وتمزيق ولا شئ مما قيل عن لذة و متعة واندماج وتحقق وصفاء ذهن وسكون . متى تفرحين يا أم الحسن ؟؟ كل مرة تحملين وتنجبين يتجدد الرعب والألم الدفين وها هما بنتاك السارة وعواطف تعدان لتزفان إلى باب توسيم القطيع و نفق العذاب فى ذاكرتك دائما , حاضرة فى حزن شفيف , شقيقتك ستنا التى كانت تكبرك وتوفيت عند ولادتها لطفلها الأول , بسبب قالوا إنه راجع أصلا لختانها. وعائشة بنت جاه الرسول التى قالوا إنها تسممت فى الختان وماتت . وهزمتك دموع سالت فوق وجهك المضطرب , حزنا وخوفا وقد يظن و يقول بعض ممن حولك إنها دموع الفرح يومذاك , و أنت وحدك يعصرك ذلك الدخان داخلك. وخوفك قلص أمعاءك واتجه نحو الحلقوم تتقافز الذكريات المخيفة داخلك, تحسينها فورانا فى رأسك , ضيقا فى الروح , وذهبت بتركيزك بعيدا عنك, دم يقطر وأحباب يرحلون أمام ناظريك فمن أين يأتيك سبب لفرح يا أم الحسن, قولى وقد غابت شمسك, شقيش تمشى؟؟ تحاملت أم الحسن على نفسها وذهبت لبيت أبيها , وقصدت الديوان,. ونادت علي أبيها وعلى زوجها الذى كان معه. حضر الأب والزوج , وهالهما حال أم الحسن, اضطرابها كمن يعانى وطأة حمى شديدة وضعفها الباين إ ذ أوشكت أن تسقط أمامهما, أسرعا وأمسكا بها وقاداها الى غرفة معزولة فى ركن الدار ساعداها فى غسل وجهها وشربت و بدأت تهدأ وتتماسك قالت لهما ( أنا خايفة على بناتى ما يلحقن أختى ستنا وعائشة بت جاه الرسول وكتار غيرهن؟؟) صمت الرجلان ثم تنحح الزوج وقال ( أها عايزة تخلى بناتنا غلف؟؟) قالت أم الحسن ( لا نمشى الإسبتالية إن كان لا بد) ظل الأب صامتا , نظر إليه زوج أم الحسن ثم تبعه فى الصمت وفى الصباح, يومذاك , كثيرات قلن, وكثيرون قالوا , و الجميع كانوا كمن أنزل ثقل, طال حمله , من على ظهره, إنزاح من خاطره هم أقلقه زمانا, تنفسوا قائلين ( عفيت منك ياأم الحسن, عملتى الغلبنا نحن من زمان ) سيدأحمد العراقى sid eragi [[email protected]]