هل يصح القول اننا شعب اللحظات الاخيرة.. فنحن دائما نأتي متأخرين، وكذلك ننجز اعمالنا بتمهل، الم تعش عزيزي القارئ لحظة وقفة العيد، حيث يعمل الخياط « الترزي» حتى الفجر لكي يتمكن من انجاز اكبر عدد من «ملابس صلاة العيد»، وكذلك تجد بنات الحي الكل تبذل قصارى جهدها لإكمال عمليات الكنس والمسح والكي وقبل أن تنجز اعمالها،يداهمها العائدون من الصلاة ، واصواتهم ترتفع وتتداخل «العيد مبروك عليكم» .. وحتى في اعمالنا الطبيعية نبقي اعمالنا للأيام التالية .. حيث تجد الموظف ينظر الى ساعته وهو يغلق الاوراق داخل الدرج ويهم بالخروج على ان يكمل عمله «بكرة» .. وعلى هذا وذاك قس... ! الآن نحن في السعودية أمام قضية جدية تتلخص في ضرورة توفيق الاوضاع قبل انتهاء مهلة خادم الحرمين الشريفين المحددة بثلاثة أشهر، من بعدها تنطلق حملات الجوازات ووزارة العمل لتطبيق النظام بصرامة بحق مخالفي نظام العمل والاقامة، وقد ادهشتني اجابات كثير من السودانيين خلال اعداد سلسلة حلقات « اوضاع السودانيين بالسعودية قبل انتهاء مهلة الملك عبد الله « ، فصدمت من اجابات من شاكلة «يازول بكرة الموضوع ده بينسوهو» .. «والله ما عارف طريق للكفيل» ..» خليها على الله».... ونعم بالله ولكن مثل هذه الافكار لن تعالج قضية .. ومن بين هؤلاء من يقول لك «سفارتنا قاعده ساي» ..» وجهاز المغتربين ده دوروشنو»؟ !!!!!!.. أحسب أن كثيرل من هؤلاء قد اعيتهم الحيلة حينما جعلوا السنوات تسرق اعمارهم حتى اضحوا امام حقيقة صادمة جدا، لا يعرفون كيف يتعاطون معها ..فهمالآن لا يحسبون كم تبقى من مهلة الملك عبد الله بن عبد العزيز ، بل يعولون على المقادير أن تغير هذه المعادلة بأن تتخلى السعودية فجأة عن هذه الاجراءات .. ولكن هذه الاماني لن تتحقق .. فالسعودية لم تقدم على هذه الاجراءات الا بعد دراسات متأنية سهر عليها خبراء في مختلف التخصصات، ووصلوا الى حتمية تنفيذ هذه الاجراءات دونما « تساهل» ، واعتبروا ان الاجراءات ستوطن الوظائف، وتقلل الجريمة ، وتهزم سوق التستر ووقف هروب اموال طائلة خارج المملكة. لذلك يتوجب علينا جميعا ان نتعامل بجدية ووعي كبير مع هذه الترتيبات، وان نسارع بالاستفادة من هذه المهلة، وان لا ننتظر الحكومة او السفارة او جهاز المغتربين ، لان الامر بأيدنا على الاقل في اللحظة الراهنة ..نعم يجب ان نعي ان»الكفيل» يتأهب لتوديعنا بعد سنوات من الشراكة، لان نظام بلاده اقتضى ذلك طالما كنت مخالفا للنظام ..ومن يفلح في توفيق اوضاعه عليه ان ينتظر ،ولكن ان يكون الانتظار بفهم مختلف بحيث يصبح التفكير حقيقي في كيفية توفيق الاوضاع داخل السودان ، حتى لا تهزمنا مثل هذه الإجراءات «المباغتة» .. علينا ان نبذل الجهد لتوفيق الاوضاع ، ودون ذلك أننعود الى بلادنا دون تضجر، ومن ثم لنا أن نتساءل عن دور الحكومة وجهاز المغتربين حيال العائدين. "الصحافة" قسرا.