الإجراءات الأخيرة أغلقت مدارس أهلية وألغت مواعيد في المستشفيات يعيش كثير من السودانيين المقيمين بالمملكة العربية السعودية حالة من القلق والترقب على خلفية الاجراءات التي تتخذها السلطات السعودية بترحيل المخالفين لنظام الاقامة والعمل، خاصة ان اعداداً كبيرة من هؤلاء لا يعملون مع كفلائهم، فيما تسيطر المخاوف على من تبقى من الذين قدموا الى السعودية في رحلات حج وعمرة وزيارة، والذين آثروا البقاء بعد انتهاء الفترة المحددة لإقامتهم في السعودية.. وذات الحال ينطبق على بقية العمالة الوافدة العربية والاجنبية، حيث تأثر الجميع بالقرارات الاخيرة التي اتخذتها السعودية، وتم بموجبها تنظيم حملات أفضت الى ترحيل اكثر من «200» الف خلال اربعة اشهر بحسب المسؤولين في مديرية الجوازات. وبينما تنشط حملات التفتيش والمداهمة، أغلقت مدارس أهلية أبوابها لعدم نظامية بعض معلميها ومعلماتها، فيما أرجئت مواعيد في المستشفيات والمستوصفات الطبية لذات السبب.. وفضل البعض البقاء في المنازل لحين تدبر الأمور، للحد الذي جعل حركة سير السيارات في شوارع العاصمة الرياض يناسب بسلاسة غير معهودة إلا في الأعياد. وأمام هذه التداعيات التي كادت تشل سوق العمل السعودية، سارع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بإصدار أمر ملكي بإمهال العمالة الوافدة المخالفة لنظام العمل والاقامة مدة ثلاثة أشهر، حتى تتمكن من توفيق أوضاعها. وبينما رحب البعض بهذا الامر الملكي لمنحه العمالة فسحة تمكنهم من توفيق اوضاعهم، رأي البعض ان الاجل المحدد بثلاثة اشهر لا يمكن من توفيق اوضاع كثير من الذين لا يعرفون حتى اماكن اقامة كفلائهم . الى ذلك عبر عدد من السودانيين ل «الصحافة» صفحة «مع المهاجر» عن ارتياحهم للقرار الملكي وامهالهم مدة ثلاثة اشهر حتى يوفقوا اوضاعهم، واعتبروها فرصة كافية لنقل الكفالات وتغيير المهن، بينما رأى فريق آخر ان المدة غير كافية لأنهم اصلا لا يعلمون أماكن كفلائهم في المملكة. وقال جبارة حمد النيل: «أعمل محاسبا بإحدى الشركات غير ان مهنتي في الاقامة «حداد»، وقد اضطررت خلال الايام الماضية للبقاء بالمنزل، ولكن بعد قرارات الملك عدت للعمل، وطلبت من الشركة ان تسارع في تغيير المهنة ومن ثم نقل كفالتي ان كانت ترغب في استمراري بالعمل». وأكد عبد الحليم يوسف خميس انه يعمل فني مختبر بمستوصف طبي، الا انه يحمل مهنة سائق خاص، فضلاً عن انه لا يعمل مع كفيله، وبالتالي فهو عرضة للترحيل ما لم يقم المستوصف الطبي بنقل كفالته وتغيير مهنته خلال هذه الفترة. واتفق معه في ذلك ايهاب عمر خالد «فني تكييف» بحسب الاقامة، فيما يمارس مهنة التدريس بمدرسة خاصة «أهلية» كانت قد علقت الدراسة لحين انجلاء الموقف، ولكن قرار الملك عبد الله بمنح مهلة ثلاثة اشهر لتوفيق الاوضاع جعل المدرسة تستأنف العمل. وأشار الى ان المدرسة لن تستطيع نقل كفالات جميع المعلمين كما افاد بذلك المالك.. وبالتالي نظل نبحث خلال هذه الاشهر وهي غير كافية عن بديل آخر، وان لم نجده فليس امامنا خيار غير العودة الى السودان قبل ترحيلنا. ومن جهته أكد وزير العمل السعودي المهندس/ عادل فقيه أن فرصة الثلاثة اشهر كافية للجادين في تصحيح اوضاعهم، مؤكداً انه لا مبرر لبقاء العامل يعمل مع صاحب عمل آخر او لحسابه الخاص في مخالفة صريحة لنظام العمل، او بقاء العامل دون تجديد اوراقه الرسمية بما يتفق مع الانظمة المرعية في السعودية. وقال إن الحملات التصحيحية ستعود بالفائدة على المؤسسات التي تقبع في النطاقين الاحمر والاصفر، حيث ستتمكن من القفز الى النطاق الاخضر بتوظيف السعوديين. وفي ما يتعلق بموقف السفارة السودانية في الرياض، فقد ادلى السفير عبد الحافظ ابراهيم بتصريحات صحافية اكد من خلالها ان مهلة الأشهر الثلاثة فرصة ثمينة للعمالة للمسارعة إلى تصحيح اوضاعها، مشيداً بموقف الملك عبد الله الابوي الشجاع. وشدد على ان السفارة السودانية في الرياض والقنصلية في جدة ستعملان على تذكير السودانيين بأهمية مهلة الأشهر الثلاثة، والتشديد على الامتثال لجميع الانظمة والقوانين الداخلية والاسراع الى تصحيح أوضاعهم.