بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: «هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألباب". الآية هذا بلاغ للناس توطئة: لا توطئة للمقال وأبي كرشولا تئن تحت أيديٍ آثمة دنيئة ونفوس من حقدها الدفين أصبحت عنواناً لشر مستطير ، عملت تقتيلاً في العزل الأبرياء الآمنين ، روعتهم وشردتهم ونهبت أموالهم وقطعانهم .. والتوطئة في حداد حتى يوم يعود الحق لأصحابه!!، وحتى يعود الحق فلا بد لنا من أن نقوم بتوصيف العلاقة بين الجبهة البربرية المأجورة وسادتها، فلا يجتمع الأشرار إلا عند الشر ولا يجتمع كل دنيء إلا حول الدنايا، وليس معنى استغلال المظالم الاجتماعية الشرعية يعني أن المتمردين أو المنتفعين السياسيين يمثلون مصالح الجماهير العريضة التي يجري استغلالها . المتن: إن طبيعة العلاقة بين أي حركة متمردة مع سادتها هي كالذيل يهتز بشاشة عند الدفع، ومخلب قط مستعد لتنفيذ أي أجندات تآمرية بالمقابل، هؤلاء الممولين هم من يمثل الاستعمار الجديد الذي يشتري خدمات أمثال هؤلاء ، أي باختصار شديد إنها علاقات مشبوهة ومريبة ، والعلاقة بينهما علاقة ذات تركيبة مزدوجة، تتألف من شقين، الأول أنهم بلا أدنى شك وكلاء للمستعمر داخلياً وهم جزء لا يتجزأ من مموليهم، وبين مستعمرٍ خارجي ممول، وهي علاقة مصالح مشبوهة ، أي أنها كالعلاقة بين القواد وبيت الدعارة – والعياذ بالله - ، وليت هذه الحركات المتمردة تعي طبيعة القوادين مع المومسات، فمهما كانت العلاقة وثيقة بينهم، فالمعروف عن القوادين أنهم يغيرون المومسات حالما تفوح روائحهن النتنة. ولا أظن أنني محتاج لأن أدلل على هذه الحقيقة ، فالأمثلة حاضرة من التاريخ الحديث ، فأين ماركوس، ارستيد، الشاه نشاه ، موبوتو وأورتيغا؟!، هذا على مستوى الرؤساء ، أما على مستوى الحركات فكل تمرد في الدول النامية وخاصة الافريقية هي حركة تحرر أما بعضها كالذي يقاوم الاحتلال فهو إرهابي مثل حزب الله ، القاعدة وحماس ، وجبهة النصرة ، أما في أوروبا فالحركات الانفصالية المتمردة على سلطان الدولة فهي حركات إرهابية فالفلامنكو في بلجيكا والباسك في إسبانيا وحركة انفصال إقليم كتلونينا تجد أقسى مقاومة من حكومات الاتحاد الأوروبي التي اعتقدت أنها توحدت بينما هي تتشظى إلى دويلات صغيرة!! لذا فالحذر، كل الحذر من صبر الشعوب على مثل هذه الحركات المتمردة التي تدعي أنها تحارب الدولة الظالمة لتهميشها الأهالي الغبش ، وحالما ينكشف ستر هذا الادعاء الباطل من خلال أفعالهم المقيتة فحالما يجدون غفلة للاعتداء تقع أقنعة زيفهم فيقيمون المجازر العنصرية ويغيرون على المدن والقرى الآمنة مثلما حدث فيأبي كرشولا ، أليسوا أهلها سودانيون ، فكيف يستبيح سوداني دم سودانٍ أعزل آمن لا له في العير أو النفير، لا لشيء إلا لكونه ينطق بالعربية ويشهد بشهادتي الاسلام؟!، فهؤلاء الهكسوس لا يعلمون أن سيكولوجية الشعب المتمثل في مجموعات اجتماعية غاضبة تختلف عن سيكولوجية الأفراد ، وحتماً سيوجه الناس غضبهم لهؤلاء الذين صفوا أعزائهم وامتهنوا كرامة وأدمية أحياءهم وساموهم سوء العذاب وشرودهم من ديارهم ونهبوا قطعانهم واغتصبوا حرائرهم. الحاشية: لمن لا يعلم طبيعة الشعوب والجماعات الآن ، من الأفضل أن يعلم مقدماً أن غضب الناس يولد فيهم الانفجار ضد من إمتهن آدمتهم والانفجار قريب وقريب جداً، فهو لن يبقي على أي متمرد مهما إختلفت الأقاليم لأنهم اتحدوا بإرادتهم تحت جبهة بربرية ، لم تراعِ حتى أبسط القواعد الانسانية في معاملة من هم أسرى لدى آسرٍ كذوب مدلس!! يجب على هذه الجبهة البربرية أن تعيش من الآن في قلقٍ دائم ، فإنها لا محالة ستواجه مجاهدين مسلحون يريدون رد الاعتبار لأهليهم وتطهير تراب وطنهم ومدنهم وقراهم وتأمين حدود وطنهم ، وهم يريدون الثأر لكل نقطة دمٍ طاهرة أريقت بغير ذنب في أبي كرشولا وأم روابة. ربما كانت الدولة لها حساباتها الخاصة ، فهي تعمل من أجل السلم والسلام وتقدم بعض التنازلات عسى أن يرعوي البغاة ويعودون لرشدهم ولحاضنة الوطن ، أما الآن فالثأر أصبح نزعة بين عامة الشعب وهذه الجبهة التي جمعت بين أمراء الحرب الذين لا تكتفي جيوبهم ولا تسبع بطونهم حتى ولو احترق وضاع الوطن كله طالما هم يقبضون من أسيادهم ثمن عمالتهم عليها أن تدفع حساب جرائمها وبفوائده!! . وليعلم هؤلاء المرجفون أن الغضب وصل منتهاه ، وان المواطن من شدة حنقه ربما وصل اعتقاده بأنه لن يطلب من أركان الدولة أي حماية بالنسبة لما يشعر به من المهانة والاستكانة جراء ما قام به هؤلاء البرابرة أحفاد التتر والمغول والهكسوس وأنهم لن يرضوا عن الدولة ولا عن أنفسهم إلا إذا ما سحقت الدولة هذه الفئة الباغية أو يترك الأمر لهم فيسحقون من غافلهم وهم آمنين!! الهامش: لا شك أن بين الخوف والرجاء تكمن الحياة، الخوف ينتابنا حين نستحضر ذنوبنا ، وفي ذات الوقت نتذكر رحمة الله على عباده فيلامس الأفئدة رجاء بالمغفرة التي هي جزء من كم هائل من رحمات الله على عباده. هنا سيبرز لدى البعض ممن أسرف في حق نفسه إرادة تطهير نفسه فيبيع نفسه لله ويجاهد في سبيله. إن الله تحدى قوة المشركين ومضاء سيوفهم بخيط أضعف مخلوقاته ، هو خيط العنكبوت!! . لذا فإن القرآن الكريم أتى في أحد آياته بدعاء ظل وسيظل يدعو به المسلمون منذ فجر الرسالة وحتى يرث الله الأرض وذلك في قوله تعالي:{ "رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الغَافِرِينَ"}.. الآية . والجبهة البربرية هي مجموعة من السفهاء، وتعريف السفيه لغةً : هو من خفّ وطاش وساء تصرفه ، وفقهاً : من لا أهلية له ولا شهادة ولا قوامة فما بالكم بمن يتآمر ضد بلده ويزعزع أمنها ويسفك دماء أهلها يروع آمنها؟!! . من المؤكد أن هذه التعريفات التي ذكرتها تتواضع أمام أفعال هذه الفئة الباغية التي وصلت حداً من النذالة والحقارة تشمئز وتتواضع أمامه كل ما استطعنا جمعه من توصيف لها من تفاسير لغوية وفقهية!! قصاصة: بعد أحداث أبو كرشولا وأم روابة تجلت بصورة واضحة ثلاثة أنواع من الاعلام وهي : الاعلام الوطني الذي يقول الحقيقة والاعلام الحزبي الذي يقول نصف الحقيقة ويخفي النصف الآخر لحاجات حزبية انتهازية والنوع الثالث وهو اعلام التمرد والشيوعيين والقوميين والعلمانيين وهو اعلام الكذب الصراح ، ليت الجميع يقدم مصلحة الوطن وإنسانه فوق كل اعتبار، فالحقيقة التي لا مراء فيها بأن قطره دمٍ سودانية واحدة تنتج عن الاقتتال هي جريمة بحق الوطن وانسانه مهما كانت الدواعي ، ومن العيب أن نكون أداة مدفوعة الثمن لتنفيذ أجندات أجنبية .. الوطن يُعلى ولا يعلى عليه!! عوافي... Abubakr Yousif Ibrahim [[email protected]]