القوز يقرر السفر إلى دنقلا ومواصلة المشوار    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    ⛔ قبل أن تحضر الفيديو أريد منك تقرأ هذا الكلام وتفكر فيه    إلي اين نسير    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ويستمر مسلسل استغلال الإسلام والمسلمين لصالح اليمين الأمريكي .. بقلم: د. الحاج حمد محمد خير
نشر في سودانيل يوم 16 - 05 - 2013


بسم الله الرحمن الرحيم
Email:[email protected]
يتقدم التاريخ البشري بمدى شجاعة الأفراد والجماعات في مواجهة النظم الإرهابية ومحاولات إغتيال الشخصية وفرض التبعية. وقديماً قيل " إن الساكت عن الحق شيطان أخرس" فجندي البحرية الأمريكية الذي كشف ضرب المدنيين الأفغان وأصر على ذلك، دفع جماعات حقوق الإنسان لترشيحه لجائزة نوبل للسلام. أما اسانج الذي نشر الأوراق السرية لوزارة الخارجية الأمريكية لازال مطارداً من قبل الأجهزة الأمنية الأمريكية.
ويميز الجميع في المصداقية والشفافية مراكز البحث العلمي المستقلة عن المؤسسة الصناعية العسكرية والبيوتات المالية الصهيونية. هذه المراكز المستقلة هي التي تفضح ما يسمى بايديولوجية مكافحة الإرهاب الذي أوصل تحالف تجار الحروب الى الدرك الأسفل من التأمر على الشعب الأمريكي بحيث صارت اجهزة الأمن تصنع الأحداث الإرهابية في داخل وخارج الولايات المتحدة وتستخدم عناصر من العالم العربي والإسلامي وخاصة من باكستان وافغانستان واندونسيا وبنغلاديش وهي بلدان الثقل البشري الإسلامي وتستخدم سياسات الإخضاع والإذلال للبلدان العربية الإسلامية مثل السعودية والكويت وبلدان الخليج الأخرى لتمويل ونشر ثقافة ظاهرها اسلامي وباطنها فاشية ومعلوم ان المعونة الأمريكية منذ الثمانينات من القرن الماضي صرفت ولازالت تصرف على الجماعات الإسلامية لاستغلالهم في صراع المصالح الإستراتيجية كمخلب قط وقد دفعت المعونة الامريكية خمسون مليون دولار لجامعة نبراسكا لإنتاج مناهج دينية للمدارس في افغانستان وباكستان لازالت – خاصة في افغانستان – هي أساس التعليم في المدارس الدينية وغيرها.
في نفس الوقت الذي تدعم فيه بلدان الخليج والسعودية وقطر العدو الصهيوني بوضع أموالهم في المصارف الصهيونية والتي تتبرع سنوياً لإسرائيل عيناً ونقداً بأكثر من عشرة مليار دولار واذا قامت نفس هذه البلدان بما تدعيه من مسئولية اخلاقية تجاه الإسلام و"العروبة" بدفع مثل هذا المبلغ لقضية القدس ليس للقتال والتجهيزات فهم قد عميت قلوبهم بحب الدنيا بل بالصرف على المناصرة للقضية الفلسطينية والقدس داخل الكونجرس الأمريكي لصالح لجم نفوذ اللوبي الصهيوني. ان الكونجرس عبارة عن سوق نخاسة يقرر لمن يدفع أكثر فكيف يا عربان آخر الزمان تضعون اموالكم في مصارف الصهاينة ليشتروا به شراكة استراتيجية مع آلية القتل الأمريكية وعهر الإعلام (ترجمة للمصطلح الجديد Presstitudes) الصهيوني الذي يسود سماء الولايات المتحدة بالدعاية عن ارهاب الدولة. ونذكر هنا بالإعزاز موقف الأكاديمي اليهودي الأمريكي الدكتور شموسكي الذي يقول صباح ومساء بأن كافة قوانين مكافحة الإرهاب الدولية والأمريكية تنطبق على التحالف بين اسرائيل والولايات المتحدة (راجع موقع: global research.ca ).
في اليوم الرابع من مايو عنونت النيويورك تايمز منشيتها الرئيسي قائلة "اسرائيل تقصف سوريا فيما توازن الولايات المتحدة الأمريكية خياراتها". وأضاف مصدر امريكي لم يرغب في ذكر اسمه بأن "اسرائيل قامت بقصف سوريا في حين ان الولايات المتحدة توزن خيارين ايهما افضل توسيع دائرة تسليح "المعارضة" السورية ام القيام بضربات جوية ذريعة استخدام نظام الأسد للسلاح الكيميائي". في حين وزعت وكالة الأسوسيتيل برس افادة من فريق أممي برئاسة المدعجة الأممية لجرائم الحرب السيدة كارلادي بونتي واربعة من اعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وقد أفادوا بأن غاز الأعصاب (Sarin) أستخدم بواسطة "الثوار" وليس نظام الأسد.
وفي الوقت الذي إستوعبت فيه روسيا والصين دروس من حرب العراق وليبيا وأساليب التكتل الغربي لحماية او خلق اسواق جديدة (كلها للأسف للمنتجات الحربية) ولذا لم تمر الحيل عليهم هذه المرة وقد فرضت روسيا العودة لإتفاقية جنيف وعقد مؤتمر بين طرفي الحرب الأهلية السورية. وللأسف أهل الوجعة المسلمون الذين يجري عليهم الإعتداء والعرب الذين يدفعون بسخاء لآلة الحرب الأمريكية وكانوا قديماً يدفعون ويسكتون حياءاً وخجلاً والآن يدفعون ويصرون ان يناصرهم الآخرين. وتحت مسمى الخطر الإيراني تستمتع الولايات المتحدة بأموال شيوخ البترول وتأخذ حصة مباشرة لصناعاتها العسكرية وتمنح جزء منها لإسرائيل بإعتبار انها الشريك القوي والجرب الذي سيقود السعودية والأمارات وقطر في حرب ضد ايران. والفارق ان العرب المسلمين يقتلون الإيرانيين المسلمين بالسلاح الأمريكي لصالح التوسع الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وضد القدس رمز الإجماع الشعبي الإسلامي. في عام 2011 اشترت السعودية بعض اسراب من طائرات الF 35 بثلاثين بليون دولار. هل سمعتم بطلعة طيران سعودي حتى في احتفال الجنادرية؟؟!!!. وفي 19 ابريل جاء وزير الدفاع الأمريكي متفقداً رعاياه ومستويات تسليحهم لحرب ضد ايران وأمرهم بشراء اسلحة بعشرة بلاين دولار (لزوم سد فجوة السيولة لدى الشركات الأمريكية المصنعة للأسلحة) وسرعان ما خرج خبراء الأمركة بأن هذا ليس سوى قسمة التكلفة الدفاعية عن المنطقة بينهمم وبين الولايات المتحدة. وبالطبع حالما انتهت الزيارة أعلن البيت الأبيض تخصيص 3.4 بليون دولار لإسرائيل لمشتروات العام القادم.
أنه كما يعلم طلاب المدارس هناك دائماً موقف صحيح لا يصح سواه وهناك موقف خاطئ يجب ان يتجنبه الجميع فإحتياجنا كشعوب للولايات المتحدة يتمثل في التجربة الحقوقية التي تتعدل من خلال النضال الخالد في الحروب الأهلية الأمريكية سواء التي قادها ابراهام لكلن لتحرير العبيد ونتج عنها الدستور الأمريكي او تلك التي أعطت الحقوق المدنية للسود والملونين وأعطت وثيقة الحقوق التي أضيفت للدستور الأمريكي. او ما يجري حالياً من محاكمة شرطة نيويورك بانها عنصرية.
هذا الصراع بين قوى التطور المنسجم مع المصالح الإنسانية المرسلة هو ما نحتاجه من الولايات. أما قوى الشر الأمريكي التي تتكالب على نهب الأموال السائلة (المصارف) والثروات الباطنية (البترول وغيره) وتسلمها لأعداء الإسلام والمسلمين وحتى المسلمين من المواطنين الأمريكين الذين يقاومون مع بقية الشعب الأمريكي المعادي لقوى الشر يجدون وبالاً وتنكيلاً. ويكفي ما جرى من استغلال لإثنين من الشيشان فيما يعرف بتفجيرات بوسطن. فالإسلاميون صنيعة الولايات المتحدة لقهر شعوبهم في الخارج والإسلاميون ارهابيون داخل الولايات المتحدة.
ويكفي ان هذه القوى الآن التفت تماماً على ادعائها بأنها تحارب القاعدة لنرى أمام أعيننا انها هي التي صنعت القاعدة وتستخدمها سوط عقاب للساسة ضعيفي التجربة والمعرفة العلمية في العالم العربي. ليس عيباً ان يشارك كل الناس بمختلف مستوياتهم العلمية في ادارة شئون بلدهم لكن عليهم ان يدركوا أهمية العلم واستقلالية العلماء والخبراء والمتخصصين والتواضع امام معارفهم ونصائحهم. فالعلماء والمهندسون وخبراء الإعلام واساتذة العلاقات الدولية المستقلين ومن غير اصحاب الأجندة يؤكدون ان الولايات المتحدة تساعد جماعة النصرة وجماعات أخرى سورية مرتبطة بالقاعدة. نعم المصالح غير العواطف ولأن النظام السوري ظل مستقلاً ولكنه ظل ذاتياً وأسرياً مغلقاً وتخلى عن طموح الشعب السوري في تحرير الجولان وبقية الآراضي المحتلة متحايلاً على ذلك وممالئاً للقوى الدولية التي تستغله في ضبط حركة الجهاد الإسلامي المشروع ضد الإحتلال الصهيوني والذي تقوده ايران وحزب الله وحركة حماس اصحب القضية.
انه نوع من السياسة التي تكون عبئاً على وطنها وقضايا التحرر الإقليمي والعالمي وأضعف الإيمان ان نكون محايدين باعتبار ان الحرب الأهلية واحدة من ادوات التغيير. وهكذا يخفي العرب والمسلمون السنة العدو المشترك بالإدعاء بأن الحرب الدائرة في سوريا بين الشيعة/العلويون ضد السنة. واذا عدنا للتاريخ فان الجيوش والمتطوعين المسلمين "المجاهدين" الذين واجهو الحروب الصليبية على مدى قرن من الزمان لم يسالوا عن الهوية المذهبية بل كان يكفي ان يكونوا مسلمين. ويوم كانت جامعة الدول العربية تمثل مصالح الشعوب العربية لم نسأل نحن في الخرطوم ولاءاتها الثلاث بعد حرب 67 – ونحن نعلم ان الكثير من البلدان العربية- لا تعترف بعروبة السودان وحتى اليوم لا توضع ارقام الهواتف السودانية في المسابقات العربية. رغماً عن ذلك فان الصمود العربي الذي انتج النجاح الجزئي في اكتوبر 73 وزاد من ثروات الشيوخ العرب برفع أسعار البترول والذي كانت تأخذه الشركات الأمريكية بأرخص من اسعار الرمل في كاليفورنيا كان بسبب مظاهرات الدعم الشعبي السوداني للقمة العربية في 67.
ان العدوان الجوي الإسرائيلي على سوريا مرتين خلال هذا الأسبوع كان يتطلب ان تتجه المعارضة السورية نحو الحكومة وتشترط انها ستوقف القتال اذا عادت سوريا لقتال اسرائيل دفاعاً عن الجولان. ولكن مسلمو وأعراب هذه الأيام الذين تنبأ بهم المعصوم في الحديث الشريف
" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كتداعى الأكلة إلى قصعتها " ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : " بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن " ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : " حب الدنيا ، وكراهية الموت " .
وتتوالى هزائم جبهة النصرة ويجري اعتقال المرتزقة العرب والأجانب. ففي مدينة حاسم في ريف درعا تمكن الجيش السوري من اسر اثنين من قيادات جبهة النصرة هما عمار الشمري (سعودي الجنسية) ومحمود المطر ( كويتي) وهما متخصصان في صناعة المتفجرات. بالطبع فان قناة الجزيرة والعربية وبقية عاهرات الاعلام الإسفيري لا تذكر هذه المعلومات في نشراتها اليومية فمن يحترم مستقبل الكثير في العالم العربي يجب ان يبذل كل جهد ممكن لا تكون هذه الحرب حرب اهلية من طرفين وطنين ومن يريد ان يتدخل فعلية ان ينضم للقوى التي ترغب في تنفيذ اتفاقية جنيف والتي تتطلب وتتفترض علاقة مع طرفي الحرب الأهلية وهكذا في كل مكان في العالم.
اصحاب الاموال العربية يتسم سلوكهم بالسطحية السياسية والإستهلاك الساذج. في دراسة ممتعة لواد إستون فضحت مستوى تلاعب اليمين الأمريكي واستخفافه بعقول أهل الخليج فالتهديد بالسلاح النووي الإيراني يستخدم كفزاعة ليتبارى عربان الخليج في تسليح بلدانهم والإستعداد لضرب ايران قبل ان تحصل على السلاح النووي وفي وفي الحقيقة فان تسرب مفاعل هوكسي الياباني أكد ان ضرب أي مفاعل نووي ولإيران ستة مواقع نووية ابعدها عن الخليج في قم واقربها في بوشير وأثبتت دراسة جديدة ان ضرب أي من هذه المواقع يعني ان الرياح الشمالية والتي إشتهرت بدفن منطقة الخليج بالرمال بسبب حملها للأتربة والرمال وبالتالي فان الخليج ستنتهي فيه الحياة تماماً ولذا عنون صاحب المقال مقاله ب باي باي دبي. وان الخليج العربي / الفارسي سيصبح ثاني بحر ميت في العالم. ألم نقل لكم ان شيوخ الخليج والسعودية يملكون اموالاً طائلة بالوكالة لصالح الإمبريالية وجهلاء بالقدر الذي يضرون فيه انفسهم.
تداعيات التبعية العربية الإسلامية على السودان:
لا يخفى ان إستهداف الإمبريالية لشعب السودان حساب قديم يجري تصفيته منذ ان بدأت طلائع خريجي المدارس المدنية والعسكرية النضال الوطني ضد الإستعمار البريطاني بإنتفاضة 1924 التي جمعت بين المظاهرات السلمية وإرسال طلبة المدرسة الحربية لرسالة للإنجليز تفيد بأنهم ان لم يسمحوا بالحريات العامة فان العمل العسكري خيار على طاولة الشعب السوداني. يومها أدرك الانجليز ضرورة ابعاد العسكرين عن السياسة ومواجهة الشارع السوداني بخلق تيار محافظ يتفاهم معهم للوصول لمخرج الإستقلال.
لقد علم السودانيون – بسبب من جذور حضارتهم الضاربة في أعماق التاريخ – ان الإحتجاج المدني المنظم هو الذي يفرض التوازن على ارادة التغيير على النخب الحاكمة أجنبية كانت ام وطنية. وارادة التغيير الآن هي ان تتعلم النخبة في المعارضة والحكومة الفرق بين الشراكة والتبعية للقوى الدولية وان تتعلم ان السيادة الوطنية التي تربي الشعب السوداني على احترامها وتقديسها ليست موضوع مساومة مع الجيران او الأصدقاء او الخوف من إغضاب الأعداء.
يرتجف صقور الإنقاذ هلعاً من الرد بالمثل على العقوبات الأمريكية ويطلقون اسوأ حملات التضليل في الداخل لتغطية التعاون الأمني مع اجهزة ما يسمى بمكافحة الإرهاب "الإسلامي" الأمريكي.
فمن تعاقبه حكومة الولايات المتحدة بمنعه من اسواق العملات العالمية (صندوق النقد الدولي والبنك الدولي) وتقاطع مصارفنا الوطنية بوضع مرتبات موظفي السفارة في حاويات لتخلق سوقاً موازياً يجعل التضخم يقضي على الأخضر واليابس وتستثني الصمغ العربي من المقاطعة لتقوم الحركات المسلحة بنهبه وبيعه للشركات الامريكية في بلدان الجوار كل هذا والحكومة لا تتخذ أي قرارات ضد صاحبة الجلالة وكأنما السيادة على سلعة الصمغ للولايات المتحدة وليس السودان.
أما المعارضة عامة والمسلحة على وجه الخصوص – الطرف الثاني في سياسات شد الأطراف التي تمارسها الولايات المتحدة بتحالف وتنسيق مع اسرائيل. والمعارضة تعرف تماماً ان شعب السودان الضارب في التحضر وسلاحه المجرب هو الإضراب السياسي المنظم او الإنتفاضة الغاضبة والتي تشل يد الدول الغاشمة فتفتح الطريق لمفاوضات بين الجيش والأحزاب السياسية لفترة انتقالية. تعلم هذه المعارضة ان عمل مليشيات الإرتزاق لا يكسبها احترام الشارع السوداني.
كذلك فهناك فارق جوهري بين قوى الثورة المسلحة وبين قوى الثورة المضادة المسلحة (وتسمى قوى ثورة مضادة لتضادها مع مصالح المواطن وعدم تقديمها للشرعية الثورية وهي الزحف البطئ والمتطور "البندقية في يد والمنجل والمطرقة في اليد الأخرى) وليس تجنيد قوات مرتزقة يجري تدريبها واعدادها بواسطة اجانب ثم تنداح في هجوم خاطف قصده تلين موقف الحكومة اليمينية المرتمية في أحضان الإمبريالية لتعطيهم جزءاً من السيادة الوطنية اي المحاصصة ليستمر التحالف الجديد في حضن وكنف الإمبريالية. هذا ما حدث منذ نيفاشا ويتكرر مع حكومة الجنوب ويتكرر مع الحركة الشعبية ويتكرر في دارفور. اما القوى السياسية التقليدية فهي تنتظر اما دور ثانوي كما حدث في نيفاشا في المحاصصات او دور رئيسي عند انتفاضة الشارع.
ان الأزمة الوطنية تراوح مكانها بسبب عزلة النخبة السياسية عن حركة الشارع الوطني فالمواطن عزف عن هذه النخبة لأنها لا تقاوم لصالح السيادة الوطنية وتستسلم لكل من يدفع لها ولو الفتات كما حدث لمواطني ام دوم وما حدث من صراعات مراكز القوى في دارفور وابيي وقد أكد شعب ام روابة على وعي المواطن في رفضه لممارسات المعارضة المسلحة وحكومة الجبايات وسرقة الآراضي. فقد اغلقوا منازلهم عليهم فلم يستطع اكلونترا البقاء في مدينة معادية فمارسوا كل الصلف والقهر والتعذيب والإغتصاب والقتل على الهوية. وبعد انسحابهم خرجت الجموع مندده بموقف الحكومة واستهدفت تحديداً اسواق تجار الدين فاحرقتها ومن بين الإدارات الحكومية كان حرق مكتب تسجلات الآراضي اشارة ذات مغزى عميق.
ان المخرج للحكومة والمعارضة هو إحترام السيادة الوطنية وخلق برنامج حد أدنى وطني قاعدته عدم الإسقتواء بالأجنبي ووقف إهدار الموارد الوطنية لصالح اليمين الأمريكي وقاعدته الإسرائيلية. وأكد شعب السودان العظيم رفضه القاطع لهذه الأساليب التي تمارسها كل من الحكومة والمعارضة المسلحة. وعلى المعارضة التقليدية التوجه نحو الشارع ودعم قضايا المعيشة والحريات العامة وفوق هذا وذاك الدفاع عن السيادة الوطنية بالفضح المنظم للحكومة والحركات المسلحة. هذا بالطبع اذا كانت هي نفسها هذه الأحزاب تفهم الفرق في الممارسة بين الشراكة والتبعية. وعلى الجميع السعي نحو سلام لا تعد أجندته القوى الدولية.
12/5/2013م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.