"أسلوبها يشبه رعاة البقر إلى حد ما وتميل إلى معاملة الدول الأخرى على أنها مجرد توابع للولايات المتحدة" ،هذا كان راي دبلوماسي غربي في سوزان رايس مندوب الولاياتالمتحدة الامريكي في الاممالمتحدة ،والمقربون من رايس يقولون إنها تجد صعوبة في الصمود أمام خريف طويل من الانتقادات الموجه لها، ويذهب مؤيدو رايس الى القول إن الكثير من الهجمات التي تطالها سببها أنها امرأة لان الأسلوب الصارم الذي تبديه طالما كان في صالح بعض مسؤولي الخارجية الأمريكيين الأسطوريين. وبالرغم من رايس ذات الجذور الافريقية التي عانت من الاطهاض العرقي والتفرقة العنصرية ،الا ان صوتها كان عالي في مناهضتها لقيام دولة فلسطين حينما قالت: "قرار منح فلسطين وضع دولة مستقلة و مراقب في الأممالمتحدة سيضيف المزيد من العراقيل أمام تحقيق السلام، وذلك بحجة ان هذا القرار لا يؤسس لتكون فلسطين دولة ولا يجب ان يُقرأ على انه يشكل مرجعية لفلسطين وهو يحتاج للنظر فيه" ،وجوبهت رايس حينها بالهجوم على صفحات الفيس بوك ووصفت بالبربرية ،وقيلا عنها بأنها من أكثر الأميركيين الذين شعروا بإحساس فقدان الحقوق، فكيف ترتكب مثل هذا الجرم والظلم . عرف عن سوزان رايس سفير الولاياتالمتحدة للأمم المتحدة في حكومة الرئيس الأمريكي باراك اوباما منذ يناير 2009 بقوة شخصيتها وجرأتها في اتخاذ قرارات صدامية اذا كانت تخدم أجندتها، كما عرفت بعدائها الشديد لعمليات القتل الجماعي وتشددها في التعامل مع أزمة دارفور. عملت رايس في مجلس الأمن القومي وكمساعدة لوزير الولاياتالمتحدة للشئون الأفريقية خلال الفترة الثانية لرئاسة بيل كلينتون ولم تبلغ الثلاثين من العمر ، وتستغل سوزان علاقاتها بالسيدة الاولى وصديقها العزيزة ميشيل أوباما للضغط على وزارة الخارجية لزعزعة استقرار السودان واغراقه في حروب مستمرة . ولدت في السابع والعشرين من نوفمبر 1964 في واشنطن ، والتحقت بجامعة ستانفورد، حصلت علي شهادتها الجامعية عام 1986، وتعد رايس المبعوثة الأنثى الثالثة للولايات المتحدة في الأممالمتحدة، بعد جين كيركباترك ومادلين أولبرايت. هي أيضًا أول امرأة من أصول أفريقية تتقلد هذا المنصب، وهي أول شخص من أصول أفريقية يفعل ذلك بعد أندر يانج ودونالد ماكهنري. وتمت الموافقة على تقلد سوزان رايت لمنصبها الحالي في الأممالمتحدة من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي بتصويت بالإجماع في 22 يناير 2009. ومارست رايس سياسة عداء وعدم ارتياح للسودان بشكل واضح ومعلن حيث تمكنت بمساندة بعض المتشددين المعروفين بعدائهم للسودان أبرزهم برندر قاست من حمل الإدارة الأمريكية على فرض عقوبات اقتصادية في العام 1997 ،وعملت رايس على إجهاض خطة أحد السفراء الأمريكيين الذين عارضوا إغلاق السفارة الأمريكية في الخرطوم بدعاوى أمنية ونجحت في إقناع الخارجية الأمريكية بإغلاق السفارة وترحيل الدبلوماسيين في أواخر التسعينات وعندما فشلت السياسة الأمريكية تجاه السودان عن طريق تأليب جيرانه ،حيث اقترحت رايس على السودان استضافة واشنطون محادثات سلام بين الحكومة والحركة الشعبية لكن وزير الخارجية الاسبق د. مصطفى عثمان اسماعيل رفض المقترح معللاً ذلك بأن السودان لا يمكن أن يرهن أهم قضية له لجهة غير محايدة ووقفت رايس في عهد كلينتون ضد ترشيح السودان كممثل غير دائم لإفريقيا في مجلس الأمن ومارست إبان عهد كلينتون سياسة العزل والإقصاء الدبلوماسي الدولي وأظهرت حينها انحيازاً ظاهراً للحركة الشعبية. و فسر عداء رايس المتزوجة من يهودي أمريكي للسودان ب"الشخصي" ،واستمرت عدائها للخرطوم طيلة الفترة التي تولى فيها بوش الابن الإدارة الأمريكية ، حيث كانت تعمل ناشطة في معهد بروكلن لإدارة سياسة عدائية ضد السودان دعمت من خلالها تحالف إنقاذ دارفور، واقترحت فرض منطقة حظر عسكرية وحظر للطيران في الإقليم بجانب فرض حظر بحري لمنع تصدير النفط، واستصحبت رايس توجهها العدائي للسودان بعد انتقالها مستشارة للسؤون الخارجية لحملة أوباما الخارجية. وعند ما تم تعيينها مندوبة للولايات المتحدةبالأممالمتحدة واصلت مواقفها في ممارسة الضغط على السودان في تكوين محور معادٍ داخل الإدارة الأمريكية الجديدة مستغلة علاقاتها القديمة إبان فترة إدارة كلينتون مع سياسيين نافذين لتبني سياسات معادية من أجل إضعاف توجهات المبعوث الأمريكي للسلام السابق اسكوت غرايشن المعروف بمواقفه المعتدلة. اوخر الاسبوع الماضي وجهت رايس اتهامات للجيش السوداني بممارسة قصف عشوائي على المدنيين بولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان ، لم يكن هذا الاتهام الاول فقد ظلت رايس في كل مناسبة تكيل الاتهامات وتوجه الانتقادات للسودان ،وسبق وان وجهت رايس انتقادات للخرطوم لعدم إنشاء منطقة عازلة اقترحها الاتحاد الأفريقي معتبرة أن هذا التصلب يثير الشك حول رغبة الخرطوم بالتوصل إلى اتفاق ، واعتبرت رفض الخارطة الافريقية للمنطقة العازلة، يعيق إنشاء منطقة حدودية منزوعة السلاح وآمنة وتشكيل آلية مشتركة لمراقبة الحدود، و يزيد من خطر استئناف نزاع مفتوح،العديد من الانتقادات ظلت ترددها رايس لصالح دولة الجنوب ،وبالرغم من رفض الخرطوم باستمرار لتصريحاتها الا ان ارائها كان الاقوي داخل مجلس الامن .ورغم مطالبة الخرطوم دوما لمندوبة امريكا في الاممالمتحدة بالتحلي بالحياد في كا ما تثيرة ولكن عاطفتها الاقوي اتجاه جوبا حال دون ذلك . والمتابع لمسيرة رايس يلحظ أنها تكنّ للسودان كراهية لا تخفيها وعداءً لا تواريه ،والشواهد على ذلك عديدة ومنطلقاتها عاطفية وبحكم خلفيتها الزنجية ، فإنها تتحامل على السودان لاعتقادتها بأنه يتعامل مع الجنوب باستعلاء عرقي وديني. مواقف رايس المتشددة والمستمرة اتجاه السودان حتى في المواقف الايجابية جعلت "زملائها" المندوبيين ينقلبون ضدها ويتهمونها بتعمدها إعاقة التسوية السلمية للقضايا العالقة بين الخرطوموجوبا ،فقوبلت رايس بانتقادات لازعة من قبل مندوب روسيا في الاممالمتحدة فيتالي شوركين بجانب مندوب السودان السفير دفع الله الحاج علي، لإعاقتها إصدار بيان صحفي يرحب بتوقيع مصفوفة تنفيذ الإتفاقات التسع الموقعة بين دولتي السودان وجنوب السودان. فالدولة الوحيدة التي اعترضت صدور هذا البيان كانت امريكا فيما ايدت بقية الدول بما فيهم أربعة من الدول الخمس الدائمة العضوية مُقترح إصدار البيان.ورغم انها تمثل احد الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الامن نجد ان عدد من الدبلوماسيون في مجلس الأمن ظلو يشتكون في حوارات خاصة من أساليب رايس التفاوضية العدوانية ،حيث وصفوها بأنها "غير دبلوماسية بل وقحة في بعض الأحيان"، ويقولون انها تستخدم عبارات فظة غير لائقة، وعاتب فيتالي تشوركين سفير روسيا في الأممالمتحدة الذي لا يعرف عنه التحفظ في اختياره للكلمات رايس علنا بعدما وصفت دعوات روسيا بالتحقيق في مقتل مدنيين في ليبيا على يد حلف شمال الأطلسي بأنها حيلة زائفة ، وقال ساخرا من مستوى تعليم رايس المتخرجة من جامعة ستانفورد "هذه اللغة المقتبسة من معجم ستانفورد يجب ان تستبدل بشيء أكثر عراقة لان بالقطع ليست هذه هي اللغة التي نناقش بها القضايا مع شركائنا في مجلس الامن". asmahan faroog [[email protected]]