ما هو البديل المرتقب بعد انهيار حكومة المؤتمر الوطني ....؟ هل للجبهة الثورية الأرجحية في حالة سقوط نظام البشير بقوة السلاح ..!؟ كيف تدير فسيفساء الجبهة الثورية دولاب الموازنة في السودان ..؟ من الأحق بحكم السودان بعد المؤتمر الوطني ...؟ كل هذه التساؤلات مطروحة للقارئ الكريم, ليبحث عن أجوبة مناسبة على مكث , ذلك أن إدارة دولاب السلطة في السودان ليس بالأمر السهل " قال مسئول انجليزي في حقبة الاستعمار : السودان لا يحكمه إلا نبي أو غبي " لسنا أنبياء ولا أغبياء, " ولكننا سوف نحكمه , منا الرشيد والحكيم.. سوف نكتشفه يوماً ما. فشلت الطائفية الحزبية في حكم السودان , لان مرجعيتها تكريس بيت الطائفة والنبت الشريف لا يوجد في التاريخ الحديث, طائفة حكمت شعب مثل شعبنا ذو التنوع الثقافي , والتعدد العرقي , بكرامات الصوفية وتأملات الملاماتية...! فشلت عسكرتارية في إدارة السودان , لأنها تعاملت مع الشعب بمرجعية إدارة الثكنات ومعسكرات التجنيد , الشعب ليس جيشاً ولا مجندين ..! قديماً قالوا: يجب أن يتميز الحكام بالحكمة والألمعية.. فشلت "الأسلاموعروبية "أو نظام المؤتمر الوطني في إدارة البلاد ...!, بتحيزه السافر إلى عرقيات دون الأخرى..!أدى ذلك إلى فصل الجنوب ويسعى الآن إلى تفكيك ما تبقى من الدولة السودانية ..!, لم تفشل الديمقراطية في إدارة البلاد ولكن الناس ضنوا ..! ولم يعطوا فرصة كافية للديمقراطية الوليدة, سوف نعطي مجال للتجربة الديمقراطية في السودان في مقال آخر. يتألف السودان الشمالي بعد انفصال الجنوب من فضاءات جغرافية متجانسة ومتآلفة ,الفضاء الغربي يشمل ولايات كردفان ودارفور .., الفضاء الشرقي, يشمل الولايات: البحر الأحمر, كسلا , القضارف, من أكثر مناطق السودان تجانساً وتعايشاً , الوسط النيلي أو"محور سنار " يشمل ولايات النيل , فضاء جغرافي متآلف ومتجانس ومتحالف ...! جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق لهما خصوصية...! بالإضافة إلى , تآلفهما مع بقية أقاليم السودان , كل هذه الفضاءات مرتبطة ومتواصلة ثقافيا مع بعضها بطريقة أو أخري منذ قرون , ليس هناك ما يهدد هوية الدولة السودانية ,مع ذلك يروج البعض بمهددات الهوية السودانية ويحذر من نشاط الجبهة الثورية ,من اجل كسب سياسي رخيص..!, لا يوجد ما يهدد هوية السودان, حتى لو اجتاحت الأقاليم بعضها بعضا..! . كثير من أبناء الوسط النيلي لا يخفون توجسهم من الجبهة الثورية , ذلك أن الهامش السوداني له سيطرة مطلقة على الجبهة الثورية ..! , مثل ما المركز النيلي له السيطرة المطلقة على حكومة المؤتمر الوطني , ليس هناك ضمانات من توجه مضاد للجبهة الثورية إذا آلت الأمر الدولة إليها , وتكون الكارثة أفزع إذا سلكت الجبهة الثورية مسلك المؤتمر الوطني وتصرفت بالانتقائية والاقصائية ,فلذا يجب على الجبهة الثورية مراعاة توجس أبناء النيل في الاعتبار..! , لا إقصاء ولا تمييز.. !لا جهوية ولا عنصرية " لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك وان فعلت عظيما خطوات لبناء دولة سودانية متراضية متعايشة " لا مناص من إسقاط نظام البشير مهما كلف الأمر.. الإسلام دين الأكثرية في السودان, ولكن لا أحد يستطيع فرض دولة دينية بالقوة على بلد متعدد العرقيات ومتنوع الثقافات ومختلف الأيدلوجيات ومتباين التطلعات..! لا يوجد في وجه الأرض شعب يرفض الاحتكام إلى دينه أو معتقده...!, ولكن التاريخ اثبت أن أفظع جرائم البشرية عبر الزمان ارتكبت باسم الدين وتحت ستار الفضيلة..! لكن أين الشريعة والفضيلة والمعاملة الحسنة ..؟ أين التكافل والتضامن والعدالة الاجتماعية..؟ يركبون الشعب مطية إلى السلطة باسم الشريعة , والعدالة الناجزة , وبسط ما انزله الله على الأرض..! تذكرون هنا أمثلة كثيرة..! يقولون " لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء...! " لكن أنظر إلى أعمالهم ...!اتخذوا الدين بضاعة يتنقلون من مكان إلى آخر يبتغون ما عند الناس, استدروا به عطف الناس, واستطالوا به على غيرهم..! الدولة المدنية ..أو دولة التراضي أيضا يجب أن تخضع لاختبار الفضيلة..لا يرضى الشعب المسلم دولة خارج الإطار الديانات السماوية, ومكارم الأخلاق وكريم المعتقدات. لا صوت يعلو فوق صوت الحكومة الانتقالية, إن سقطت حكومة المؤتمر الوطني بقوة السلاح الجبهة الثورية أم بثورة شعبية لا مناص من حكومة انتقالية تشرف على انتخابات نزيهة وشفافة..! المؤتمر الوطني لا يمثل الوسط النيلي أو " محور سنار" رغم أن اغلبيه أو القلة المستفيدة ("oligarchy ) وصقور النظام من وسط النيلي ..!, وكذا الجبهة الثورية لا يمثل فقط أبناء الهامش السوداني رغم أن السواد الأعظم من هامش السوداني. بل اشمل أوسع ,الجبهة الثورية تعني المعارضة السودانية الحقيقية بجميع تجلياتها . Hamid Jarbo [[email protected]]