الحديث الذي أدلى به وزير الإعلام ، عن شمولية أي نظام يكمم الصحافة ، في تقديرنا هو حديث جاء في المكان الخطأ ومن الشخص الخطأ ، على الرغم من صحة الحديث ، فتلك الدورات التدريبية المغلقة عن حقوق الإنسان التي تدعمها جهات خارجية وبالتعاون من جهات حكومية ليست هي المكان المناسب للحديث عن حقوق الإنسان داخل البلاد ، والحكومة ليست هي الجهة المناسبة للحديث عن حالة حقوق الإنسان في بلادها ..!! فكل ماقيل في تلك الدورة التدريبية ، التي أقيمت في فندق (هولي دي قراند ) برعاية الخارجية السويسرية وبتنظيم من المفوضية القومية لحقوق الإنسان بالتعاون مع معهد جنيف ، عن حقوق الإنسان والأنظمة الشمولية وحالة حقوق الإنسان في البلاد ، وتصنيف للدول على أساس الصداقة والعداوة ، وعلى أساس الأجندة الخفية والأجندة المعلنة في وصف حقوق الإنسان ، هي في تقديرنا أقوال لن تخرج خارج بهو ذلك الفندق ، وسينتهي الكلام عن حقوق الإنسان بإنتهاء مراسم الدورة التدريبية ، وما أكثر الدورات المشابهة التي لم تقدم ولم تؤخر ، ولكن هي مجرد اموال تدفع ودورات تعقد من أجل أهداف معينة لا صلة لها بإنتهاك حقوق الإنسان والقوانين المجحفة ..!! ماقالته رئيسة مفوضية حقوق الإنسان ، عن حرص المفوضية القيام بدورها دون الخضوع لأي ضغوط ، هو تأكيد ضمني لضغوط كثيرة تمارس عليهم ، وهذا يقدح في مصداقية هذه الموفوضية ، التي لا نرى لها دور فاعل في وصف حالة الحقوق في هذه البلاد ، وماقاله وزير الإعلام عن أن الظلم لا يولد ثورة ولكن الإحساس به يولد ثورة ، هو حديث فلسفي لا يقدم ولا يؤخر ايضاً ، فأينما وجد الظلم ستوجد الثورة ، والظلم يحدث لكائنات حية وليس لجمادات لكون حدوث الإحساس به من عدمه ، وتأكيدات الوزير بضرورة الديمقراطية وضرورة حرية التعبير وضرورة الوصول لصيغة كيف يحكم السودان ، ماهي إلا تأكيدات لحظية ستزول بزوال المؤثر ، والغريب أن سيادته وزير لوزارة لا تمثل تطلعات الإعلاميين والمفوضية لا تمثل حالة حقوق الإنسان ، وسويسرا ليست هي الجهة المنوط بها الدفاع عن حقوق شعب السودان ، فكل ماحدث هناك في تقديرنا هو ترف لا فائدة منه ..!! ولكم ودي .. الجريدة [[email protected]]