يحكى أنّ مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، أو البحير عروس الغرب، كما يحلو لسكانها مناداتها، شهدت أواخر الأسبوع الماضي حالة من الترويع والعنف وصل إلى درجة تقتيل مواطنيها الأبرياء وتخريب ممتلكاتهم وحرقها، ونشر سحابة من الحزن والأسى في سماء المدينة، التي وللمفارقة ظلت آمنة إلى درجة كبيرة رغما عن المآسي والموت والخراب التي تحيطها من كل اتجاه طيلة السنوات العشر الماضية.. حرب شوارع صغيرة أشبه ب(البروفة)، شهدتها شوارع المدينة و(انكتل) برصاصها و(داناتها) المواطنون العزل والضحايا (المجهولون). قال الراوي: ما تم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال أيام الرعب الثلاثة التي عاشتها المدينة، ومن خلال الاتصالات الهاتفية (الإعلام كان نائما)، أكد على حقيقة تستبطن بداخلها إمكانية تكرار ذات المأساة وبسيناريوهات متعددة ومتنوعة، لاسيما أن السيناريو (المنجز)، تضاربت التصريحات الرسمية بشأنه وأخذته مأخذ شتى تنأى به تماما عن (الصورة) المتداولة من قبل مواطني المدينة، التي تشير بوضوح إلى صدام عنيف بين قوتين؛ إحداهما أمنية رسمية والأخرى يمكن توصيفها إجرائيا ب (مليشيا قبلية تحالفية)، والتحالف المقصود هنا مع ذات الجهة الأمنية الأولى!! قال الراوي: الأخبار التي وردت من نيالا عقب وأثناء الدوران القاتل لطاحونة الرصاص كلها أشارت إلى قوة (مدنية) تستخدم من الأسلحة ثقيلها وأكثرها تطورا وفتكا، وتقود من السيارات ذات الدفع الرباعي وبأس الحديد، وأنها و(الرعب هنا) تتحرك من داخل المدينة وتتوزع في أركانها الأربعة، وتخزن أسلحتها داخل أحيائها السكنية، وتقتل ب(موات قلب) (الناس) وتنهب وتحرق في سهولة واستهتار الأسواق، لكن (المستفز) في كل هذا هو تحديها العلني للأجهزة الأمنية وخروجها عليها (عينك يا تاجر) ومهاجمتها في مقارها – الآمنة المؤمنة!! قال الراوي: الأخبار (الرسمية) التي تسربت بعد هدوء الأوضاع أشارت إلى مصالحة أو اتفاق أو ديات أو شيء له علاقة ب(الجوديات)، لكنها لم تشر لا من قريب أو بعيد إلى أس الأزمة المرشحة للتفاقم، والمتمثل في امتلاك جهات (غير مسؤولة) لهذه القوة (العسكرية) ولهذه القدرة (المتحدية) على ترويع المواطنين وتخريب ممتلكاتهم وإجبارهم على الانصياع و(الهروب) رغم أنف الأجهزة الأمنية (الحقيقية!!) صاحبة الحق الوحيد في استخدام السلاح، وفي حماية المواطنين والبلد؛ كما هو مفترض. ختم الراوي؛ قال: هكذا (فجأة) قد يجد سكان نيالا مدينتهم وهي غارقة في حرب شوارع بلا أمد. استدرك الراوي؛ قال: من الساحر ولمن السحر وضد من أزيز الرصاص؟؟ *زاوية يومية بصحيفة (اليوم التالي) منصور الصُويّم mansour em [[email protected]]