عمود نزعته الرقابة من أجراس الحرية وعلى طريقة الفنان الطيب عبد الله (وابتساماتك عريضة) يريد البعض أن ينشر بيننا ثقافة الابتسامة في العمل السياسي، مع العلم أن لا ابتسامة هذه الأيام سوى على شفاه الهلالاب فرحاً بالتأهل للمربع الذهبي، وفرحاً أكبر بالفوز على الند التقليدي المريخ، وبثلاثية؛ ولم تنقص فرحة جماهير الموج الأزرق العاتي سوى (قلب الهوبة) وهي طريقة اللاعب الساحر مهند الطاهر في التعبير عن الأهداف. لكن الحزن يمتد على منتخبنا الوطني الذي يفشل في تسجيل هدف واحد خلال أكثر من عشر مباريات مع استمرار النزيف وبقاء المدرب الانجليزي الفاشل على رأس الجهاز الفني، ولو كان الرجل يقود دفة جهاز فني لنادي مثل الهلال والمريخ لغادر قبل انطلاق صافرة مبارة السودان مع بنين قبل عدة أشهر لتخبطه وتنظيره وبرودة دمه، وهو مثل دم كثيرين يسيطرون علينا في هذه البلاد التي تموت أسدها جوعاً في الغابات ولحم الَضأن يطرح للكلاب. فرح الرياضة هو تنفيس عن كمد السياسة وتعبير عن احزان السياسة الدائمة، وهي أحزان عبرت عنها مؤخراً دموع شوارع العاصمة المنهكة، والتي يعترف بها وزير البنى التحتية بالولاية ويقول ان نسبة 50% من الطرق غير مواكب للمواصفات، وذات الحزن يتجلى في فشل محاولات مبعوث الرئيس الأميركي الى السودان سكوت قريشن في تجسير الهوة بين شريكي الحكم من أجل العبور بقضيتي التعداد السكاني والاستفتاء المرتقب، وهو حزن وخيبة ونكبة وهزيمة محتملة أيضاً. وكذلك يتقطر القلب دمعاً وحزناً من ملابسات قضية الصحافية لبنى أحمد حسين وملاحقة أفراد النظام العام لسراويل النساء بدلاً عن ملاحقة سلطات الولاية لجيوش الناموس والذباب التي حلت علينا بعد فصل خريف باكي برغم قصره، ورغم كل تلك الأحزان والأفراح الاستثنائية رأى نائب الرئيس علي عثمان محمد طه أن الساحة السياسية في حاجة لابتسامة عريضة، ليست تعبيراً للسخرية والتشفي بل للترحيب بالرأي الآخر واحترام الآخرين، وكأن الرجل بعيداً عن مراكز القرار ويجهل كيف تتحول الساحة السياسية في السودان الى مكان دائم الابتسام!. وكأن الحرية التي يطالب بها أهل الانقاذ في الجنوب هي حرام على أهل الشمال، ولا ندري كيف يبتسم الناس وأفواههم مكممة؟. وكيف يبتسم الناس وألسلع الضروية والاستهلاكية تمد ألسنتها طويلةً وتبتسم في خبث من ما تسمعه من شعارات الوفرة والرخاء، والنمو في وقت تلاحق فيه البنوك المنتجون بتهمة الاعسار!. والحرب تدور في دارفور ونائب الرئيس وحكومته لم تتخذ القرار الصحيح لوقف النزيف الدارفوري، أو وقف شلالات الدم في الجنوب، وبعض أبنائنا الفقراء يطردون من فصول الدرس والتي هي خيم في بعض المدارس !، ولم يتبقى سوى القول (ابتسم خلي الصورة تطلع حلوة) على طريقة الفيلم العربي للراحل أحمد زكي، ولو ارادوها ابتسامة على طريقة الانقاذ لطلعت الصورة قبيحة. ,وبمناسبة فرحة كرة القدم فان الابتسامة ظلت تفارق فرقة المريخ منذ ارتباطه بالحزب المعني ومحاولة تسخيره لأجندة سياسية. نعم نحن في حاجة لابتسامة دائمة وعريضة وناصعة البياض لو أن الأستاذ علي عثمان تبنى خطة واقعية ووطنية تحول الأحزان الى أفراح، وتنصب خيم الفراح الكبير بديلةً لسرادق العزاء ، ولو التزم بما تعهد به قبل أربعة أعوام، ولو نصح قومه بفعل ما يجعل الناس يبتسمون لا يبكون أو يسخرون. وهل من ابتسامة عريضة؟؟؟. Faiz Alsilaik [[email protected]]