يحكى أن قرية منواشي (الوادعة)، التي تقع في مكان وسط بين مدينتي نيالاوالفاشر على الطريق الرابط بينهما، كانت تمثل محطة استجمام وراحة للمسافرين في كل يوم جديد على باصات "شركة دارفور" و"باصات التهامي"؛ ذلك بالطبع قبل حالة الاحتراب والتفكك التي ضربت الإقليم (دارفور) مع بدايات الإلفية الجديدة وحولته إلى حريق ودمار.. وكانت منواشي (زمااان) تقدم لضيوفها العابرين من مسافري الباصات موائد البركيب (الرايب) وهو منتج خاص وحصري على منواشي فقط، مثلما اشتهرت بلحوم الطيور (الدجاج)، المعدة بتقنيات طبخ لا مثيل لها ولا نظير، إلا هناك، في دارفور، فقط. قال الراوي: الطريق الترابي (الردمية) الرابط بين نيالاوالفاشر مرورا بمنواشي، عد في وقت من الأوقات حلا سحريا لسكان الولايتين، لكونه سهل بشكل كبير الانتقال بين المدينتين الكبيرتين، ولم يدر بخلد أي إنسان في وقت ما قبل اندياح الحريق، أن المسافة القصيرة من نيالا إلى منواشي، ستحتاج في فترات قادمات في القريب إلى أطواف من الجيش والشرطة، ورغم ذلك تهاجم المركبات والشاحنات وتقتل الأنفس. قال الراوي: في بدايات الحريق، وعلى ذات الطريق المؤدي إلى منواشي ومنها إلى الفاشر، قتل اثنان من أشهر (عساكر) نيالا، الأول اشتهر بأنه فنان وعازف على الجيتار (فرقة البوليس)، وبتمدد وتنوع علاقاته (الجميلة) داخل المدينة، والآخر عرف بقدراته البوليسية الخارقة في تعقب المجرمين (المباحث).. حزنت المدينة في ذلك الوقت، وربما عرفت مبكرا أن الطريق إلى (بركيب) منواشي صار من دماء. قال الراوي: أمس القريب نشرت كل وكالات الأخبار العالمية هذا الخبر: " أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة الهجوم الذي استهدف قوة حفظ السلام الأفريقية الأممية المنتشرة في إقليم دارفور السوداني، مما أدى لمقتل سبعة من عناصرها. وكان مسلحون قد نصبوا كمينا لمجموعة من قوة حفظ السلام في منطقة خور أبشي بولاية جنوب دارفور، وقال المتحدث باسم البعثة بالوكالة كريستوفر سيسمانيك "كانت دورية متجهة إلى منواشي"، و"قتل سبعة من عناصر قوة حفظ السلام وأصيب 17 بجروح". ختم الراوي؛ قال: متى يرتاح هؤلاء الناس، متى يعطون هذا الأمان والحنان، المتوفر هناك! استدرك الراوي؛ قال: وذكر أن مدارات سفك دماء جديدة بأيدي (حليفة) تدار الآن.. صحي؟ *زاوية يومية بصحيفة (اليوم التالي) منصور الصُويّم mansour em [[email protected]]