هناك حكمة في بيت شعر مشهور يقول ( لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها ) وبجانب الحماقة نرى أن التقدم في السن والكبر لا يمكن دواءه بالرغم من مستحضرات التجميل التي تخفي التجاعيد وجراحات التجميل التي تشد الجلد والمتخصصون في زراعة الشعر لعلاج الصلع. بالرغم من كل ذلك فإن الشكل الخارجي لكل انسان مهما بالغ في استعمال المستحضرات والجراحات والزراعات فإن مظهر العمر سيبدو واضحاً وجلياً فلماذا مكابرة بعض الأشخاص والذين تظهر التجاعيد على جلودهم ويتساقط شعر رأسهم بعد تحوله إلى الأبيض بفعل الزمن؟ هذا من جانب ومن جانب آخر حدا بنا للتأمل في تساقط الشعر والاصابة بالصلع سواء كانت الصلعة وراثة وتظهر في عمر مبكر أو بفعل الزمن ، ما حدا بنا هو حلقة من برنامج أغاني وأغاني والتي مررنا بها مرور الكرام ونحن في شهر من المفترض فيه الإبتعاد عن سماع الأغاني والمعازف ولكن ما يشد الإنتباه هو ليس الأغاني في حد ذاتها وإنما التباري في إظهار الزي الخارجي للمشاركين والمشاركات وفي نحو ذلك ما يلجأ إليه أحد المغنيين في محاولة اخفاء الصلعة بإتداء مناديل مزركشة لم نعرف أهي عمامة أم شال ثم في مرة اخرى طاقية يتم وضعها بوضع عكسي مما يثير التعجب أي لماذا اللجوء إلى هذه الأساليب . الفنان جمال فرفور اعترف بل تماشى مع صلعته وأصبحت شىء عادي يتميز به وتعود عليه المشاهدون ولم ينقص ذلك من أعداد المعجبين به. الفنان سيف الجامعة لفترة طويلة كان يرتدى قبعة لأخفاء الصلعة ثم اقتنع أخيراً بأنه لا داعي لذلك وأصبحنا نراه على طبيعته وازددنا إعجاباً به ولم ينقص منه ذلك شيئاً وهناك العديدون في مجالات اخرى غير المغنين منهم مثلا الممثل جمال حسن سعيد والكوميدي طارق الامين لم يواريا الصلعة أو يتواريا بسببها . الآن نتوسل إلى المغني معتز صباحي ونترجاه بأن يدع عنه لبس أزياء المهراجا لتكتمل بربطة الرأس أو وضع القبعات لأخفاء الصلعة سواء كانت القبعات أو الكابات في وضعها الطبيعي أو معكوسة الوضع وليكن على طبيعته وسجيته مظهراً وجهه الطبيعي ولا يتكلف بوضع حتى باروكة رأيناه بها في إحدى التسجيلات وكان منظره فيها مضحكاً بكل معنى الكلمة . الوراثة شىء طبيعي والتقدم في السن كأس سيشربه كل إنسان جرعة جرعة لا فرق في ذلك بين رجل وإمرأة حقيقة يجب أن نضعها نصب أعيننا ونتفاعل معها ونرضى بآثارها الجانبية ونقر بحكمتنا السودانية ( الكبر ما بتداوى ).