«العريس يا يُمه صلعتو كبيرة» هكذا بادرت إحدى النساء همساً في اذن أختها في حفلة عرس لتؤسس وهي لا تدري لأحدث مقاييس جاذبية الرجل التي قد تختلف معها كثيرات ليبقى مرض الصلع الذي يعاني منه ثلثا ذكور العالم بحسب تقارير طبية عالمية، جاذباً لشريحة واسعة من السيدات، فيما راجت أخيراً في السودان الكثير من الاعلانات التي تروج لعلاج الصلع، بحيث أصبح لا يمر شريط إعلانات أسفل شاشة الفضائيات العالمية والمحلية الا وقد احتلت علاجات الصلع مكانها، في وقت يتداول فيه الكثيرون النكات التي تجعل من الصلع منقصاً لشريحة اجتماعية واسعة، بينما يكن البعض احتراما شخصياً للأصلع بحسب خبرات تراكمية رمت في طريقهم شخصيات مهمة ساهمت في تأسيس هذا الانطباع، ليحمله بعد ذلك الوعي الجمعي لهذه الفئات. ويشكو الشاب العشريني ابو القاسم محمد من نظرة المجتمع تجاه اصحاب الصلع، واصفاً المجتمع السوداني بالباحث عن النواقص فقط والساخر، مع أن سخريته تتسم بالطيبة ولا يجب قراءتها من ناحية سلبية، موضحاً أن الكثير من المآزق واجهته بسبب الصلع لارتباط الصلع بالعمر، حيث أن كثيراً من الاشخاص يصفهم بالمستفزين عندما يضعونه في خانة الثلاثينيين، أو عندما يجامله البعض ب «يا عمنا»، مبدياً رضاءه التام عن «صلعته» وقناعته بها، كاشفاً عن أنها لم تؤثر على علاقاته العاطفية، بل انعكست بصورة إيجابية حيث تضفي الصلعة مظاهر الجدية والاحترام على الشخص مما ساهم في فوزه بقلوب كثير من الفتيات. الشاب عبد الفضيل محمد حامد تحدث ل «عوافي» قائلاً: إن المجتمع بالأمس القريب كان يرى الصلع صفة من صفات العباقرة، ويرى أن عامل العمر أصبح لا علاقة له بالصلع، ويدلل بانتشار الصلع في جيل الشباب الحالي، ويعزو ذلك الى الضغوطات التي يعانيها هذا الجيل، حيث لم يجد هذا الجيل أية أشياء ثابتة تساعدهم على توفيق اوضاعهم، مضيفاً أن الشعر لم يكن يوماً من الايام زينة للرجل. ويؤكد اشتياقه للأيام التي لم تكن توجد بها الصلعة في حياته، دافقاً حنيناً كثيراً لصوره الشخصية القديمة بدون صلع، موضحاً أن الصلع ليس عيباً، وأن اصحاب الصلع يقبلون سلوكيات المجتمعات تجاههم. ويستشهد بلقب «أب صلعة» المنتشر، ويكشف عبد الفضيل عن أنه سيعالج الصلع إذا اتيحت له الفرصة وإن تميز العلاج بتكاليف قليلة. الشابة محاسن عوض الكريم قالت: إن وجهة النظر التي تحملها المرأة تختلف من واحدة لأخرى، حيث أن قليلات من يبدين اهتمامهن بأصحاب الصلع، وأن الكثيرات لا يحبذن الخروج مع شخص أصلع، كاشفة عن أن كثيراً من أحاديث النساء تدور في النميمة حول الزوج الاصلع، الأمر الذي يقلل من شأن زوجته ويعرضها للتهكم من قبل أخريات، مؤكدة أن «الصلعة» لا يطغي عليها الا المال، فإذا وجد المال لم تعد الصلعة منقصة، موضحة أن فتيات هذا العصر أصبحن يفضلن الشباب اصحاب الشعر المفلفل والناعم، فيما رمت باللائمة على أصحاب الصلع لأنهم صنعوا منها عقدة، ولم يتعاملوا معها باعتبارها أمراً عادياً، وتوجهوا إلى الأطباء والعشابين لحل أمر ليس بالأزمة. الصحافة