لا أعلم ما صحة هذه المعلومة و لكن ذكر بعض المؤرخين أن بيتهوفن ألف سمفونية "ضوء القمر" ليصور لحبيبته العمياء القمر الذي لم تره من قبل. ترتبط أغاني الفنان محمد الأمين بمقتطفات ولحظات حياتية خلفت ورائها ذكريات محفورة في الأذهان. أعلم أن لكلٍّ منا قصته وحكايته مع كل أغنية من أغانيه، ولكن ما سأسرده في كل حكاية نظرتي وارتباطي الشخصي بكل أغنية. من خلال موسيقاه وأغانيه تعرفت على حكايات وتراث ثري وغني جعلني ارتبط أكثر بجذوري السودانية. أجد في ما يقدمه لنا الفنان محمد الأمين ثوره تعبر عن ثقافة ومجتمع سوداني صورت لنا عبر ألحان وأنغام سودانية عربية وافريقية .أسأل الله أن يحفظه لأهله ولكل الشعب السوداني . الحكاية الرابعه والأخيرة "رجع البلد " جانا الخبر شايلو النسيم فى الليل يوشوش فى الخمائل هش الزهر بكت الورود وسالت مشاعر الناس جداول رجع البلد بعد السنين المره يادوب العيون سهرن هجد ياحليلو مارجع البلد وعيونا ما سهرن هجد فى عيونو شوق انهد لحب للناس للوطن ماغيرت ريدتو السنين ومابدل احساسو الزمن شفنا المشاعر الحلوه فى ساحاتنا بى الامال مشن انت ما نسمه فى الهجير انت ما راحة ضمير انت ما بهجة مشاعر انت ما رحلة عبير انت ماياكا الامير كيف نسيبك تمشى تانى وانت نورة البلد العذاب فارق طريقنا والعيون سهرن هجد الحكاية الرابعة والأخيرة "رجع البلد " أتذكر ذلك اليوم جيداً .......لم أحظَ بالنوم في الليلة السابقه بسبب تحضير حقائب السفر متجهين أنا ووالدي إلى السودان . السفر إلى وطني المجهول الذي غبت عنه 13 سنة وها أنا متجهة إلى السودان كشابة لحضور زواج أختي التي سبقتني هي ووالدتي واخوتي بأسابيع للقيام بكل متطلبات العرس . تحدثت كثيراً عن هذه الرحلة على صفحتي في الفيسبوك ولم أكن متشجعة للذهاب على الإطلاق . كانت الرحلة طويلة ولكن ما جعلها ممتعة هو والدي ...فمر الوقت سريعاً . جلست بالقرب من شباك الطائره في الرحلة الأخيرة بعد أن غادرنا فرانكفورت . كنت أتابع شاشات التلفاز لأرى الخريطة . استمتعت كثيراً برؤية النيل على متن الطائرة وكلما اقتربنا أكثر من الهبوط تلونت أجواء الخرطوم بلونها الأحمر المعتاد كما أتذكره في أخر زيارتي الطفولية . خرجنا من الطائره بعد الهبوط وبدأنا بالنزول على السلم .........تلك الرائحة ...نعم هي نفسها رائحة أرض السودان التي لم تتغير . مرت رحلتي القصيرة بسلام واستغراب ودهشة ....احتضان الأهل والأصدقاء ما جعلها سهلة و محتملة. الغريب هو قراري الذي قررته بعد رجوعي من هذه الرحلة .......سوف أعود إلى السودان مجددا....كل سنة إن شاء الله . في هذه الإيام أحضر نفسي للرجوع في زياره قصيرة لأول مرة بعد اتخاذي هذا القرار في الصيف الماضي ..... اتخذت من هذه الاغنية شعاراً لي للرجوع للبلد حاملةً في عيوني الشوق للوطن ....بل هو شغف بالتعرف على هذا الوطن وأنا فتاة انتمي إلى جيل ومولودي الغربة . أحمد الله على وجودي مع أسرتي ولم افترق عنهم حتى الأن .....ولكن أحس بالغربة كل يوم في وجودي هنا في أمريكا غريبة اللغة والثقافة ......أبحث لملجأ لطائري المهاجر غير الملم بخريطة ولا جواز سفر ... تحمسني كثيرة هذه الاغنية بإيقاعها المتناسق السريع وذكرني كثيراً بسرعة دقات قلبي عند هبوط الطائرة على أرض السودان . تصف كلماتها مشهد اللقاء بالأسرة والقبيلة بكل فروعها الممتدة وكل مشاعر الشوق واللهفة لاحتضان العيون والدموع والبسمة. ينادي صوت الأستاذ محمد الأمين -الذي لا تشبه أصداؤه أحد -دمي وسمرتي وملامحي المغتربة باللجوء إلى مشاعر الناس والأهل . أردت من هذه الاغنية أن ترتبط ببدايه مرحلة البحث عن ذاتي المحلقة في أراضي الله الواسعة ...بل ساعدتني على بدء منهج جديد في حياتي وهو الإنتماء ...البحث عنه والرجوع إليه . كم أود أن يكون هذه الوطن جميلاً في كل مجالاته وانحائه بمثل جمال شعبه ....أجهل الكثير عن أسباب تدهور حال السودان إقتصادياً وسياسياً ولكن نحن صناع هذا القرار وكما اتخذت من هذه الاغنية عنواناً للرجوع إلى البلد للتعرف عليه أكثر، أتمنى أن يتخذ كل قارئ مهاجر هذه الاغنية شعاراً للعودة إلى البلد لنرتقي بحاله وشأنه ونصنع حكايتنا .........حكايه شعب مرصعة بصوت محمد الأمين حتى نسردها للأجيال القادمة. في الختام أعزائي القراء أود أن أشرككم في قراءة هذه السلسلة الرباعية من حكايات ترتبط في ذهني بأغاني فنان شعبنا ورائد من رواده الأستاذ محمد الأمين ...أردت أن احتفظ ببعض الحكايات لنفسي ولم أقم بنشرها ...منها لم يكتمل بعد.....ومنها أخاف أن يفقد الخصوصية عند نشرها ..لم أحظَ بعد بلقاء الاستاذ محمد الأمين وكم أحلم بهذا "الموعد " عابرةً البحار والمحيطات على "زورق الألحان " مطله بلون "أسمر " ك"نرجسة " حالمة مثل حلم "طائر الأحلام ". اتمني أن تكون هذه السلسلة سبباً لنقدم الكثير من الإحترام والتقدير لفنان الشعب الاستاذ محمد ألامين الذي من خلال موسيقاه تكون لدي جسر بيني و بين السودان. أعتذر إن لم استطع أن اوفيك حقك يا أستاذ ....فأنت جدير بكل شيء جميل ورائع و-"يا ريتني لو أقدر أقول فيك الكلام الما انكتب "... تحياتي وفاء أحمد جعفر الخليفة 07/21/2013 Wafa Gaafarelkhalifa [[email protected]]