لا أعلم ما صحة هذه المعلومة و لكن ذكر بعض المؤرخين أن بيتهوفن ألف سمفونية "ضوء القمر" ليصور لحبيبته العمياء القمر الذي لم تره من قبل. ترتبط أغاني الفنان محمد الأمين بمقتطفات ولحظات حياتية خلفت ورائها ذكريات محفورة في الأذهان. أعلم أن لكلٍّ منا قصته وحكايته مع كل أغنية من أغانيه، ولكن ما سأسرده في كل حكاية نظرتي وارتباطي الشخصي بكل أغنية. من خلال موسيقاه وأغانيه تعرفت على حكايات وتراث ثري وغني جعلني ارتبط أكثر بجذوري السودانية. أجد في ما يقدمه لنا الفنان محمد الأمين ثوره تعبر عن ثقافة ومجتمع سوداني صورت لنا عبر ألحان وأنغام سودانية عربية وافريقية .أسأل الله أن يحفظه لأهله ولكل الشعب السوداني . الحكاية الثالثة "فجر الغنا المأمول" فجر الغنا المأمول مستني جياتنا وطناً عظيم الشأن عمدانو راياتنا يا ظالماً في الغيب أو حتى بيناتنا لو في الحلم والنوم أحذر ملاقاتنا لو لسا ما ولدوك - احذر وليداتنا نحن إنكسار العيب ما بغشا هاماتنا صاغين نرد الصاع.. السلم غاياتنا في أمسية شتوية كنت أتصفح الانترنت في كمبيوتر المنزل بالقرب من المطبخ ...سمعت صوت والدي بالقرب مني يحيني و يسلم علي . طلبت منه الجلوس بالقرب مني لأسمعه أغنية فجر الغناء المأمول وسألته إذا سمعها من قبل؟؟ فرد علي بإستغراب وتعجب ....كانت اجابته لا ....سألته لماذا التعجب ؟؟ رد علي قائلاً أنه يعرف معظم أغاني الأستاذ محمد الأمين ويستغرب كثيراً كيف لي أن أعرف بأغنية ولم يسمع هو عنها من قبل ويستغرب أيضاً من تعلقي المفاجيء بأغاني الاستاذ محمد الأمين. طلبت من والدي أن يكف عن الحديث أو ما أطلق عليه في بعض الأحيان عند مداعبتي له "الفلسفة والمنطق ....أو النظريات الكثيرة !!!!" قمت بتشغيل الأغنية على اليوتيوب. طلبت من والدي أن ينصت جيداً إلى موسيقى مقدمة هذه الاغنية الوطنية وتحديداً إلى مقطع الموال عند ترديد الأستاذ إلى الأبيات الأولى "1st ستانزا" . بما تذكرك موسيقي المقطع الأول؟؟سائلةً والدي.. ذكرتني موسيقى هذا المقطع بأغنية "عزة في هواك " وأخبرت والدي بذلك عندما عجز عن الإجابه على سؤالي . لست متأكدة إذا كانت هذه الفكرة مقصودة أو متعمدة من قبل الفنان محمد الأمين....ولكن أنا متأكدة أنا ما يحمله الأستاذ محمد الأمين من إبداع يكفي الإنسانية بأكملها .لا أستطيع وصف كل المشاعر التي تتملكني عند سماعي هذه الأغنية لأنها بكل بساطة ميلاد أمل جديد في الموسيقى والثقافة السودانية. أحاول إسترجاع ما درسته عن الموسيقى العربية في عمان في المرحلة الابتدائية والإعدادية وأحاول تذكر ما علمته لنا أنا واخوتي استاذة الموسيقى المصرية "استاذة عفاف ". تعلمنا على يدها أصول الموسيقى العربية وأتذكر جيداً درسها المسائي الأسبوعي على البيانو والكمان في منزلنا. من أوائل الأغاني التي علمتها لي كانت أغنية "أهواك " للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ. تعلمت على يدها مقام الحجاز والنهاوند. أنا متأكدة لعدم معرفتي بعزف الكثير من الموسيقى التي درستها في الوقت الحالي لعدم ارتباطي بها ولكن أتذكر جيداً عزف أغنية "عزة في هواك ". المايكروفون والأورغ من أوائل الألعاب التي لعبت بها في طفولتي المبكرة. أتذكر جيداً إهتمام والدي ووالدتي بشراء كل الألعاب المعززة لإنماء كل الإبداع الإنساني. تعلمت عزف عزة في هواك في المراحل المبكرة من طفولتي ولا استطيع تذكر من قام بتعليمي إياها ولكن الغريب أن الكثير من أبناء جيلي -عند لقائنا الاسبوعي في النادي السوداني - يجيد عزف هذه الاغنية . الكثير من الذكريات الطفولية تشعرني بإهتمام والدي ووالدتي المتنافي بإنماء كل هوياتنا ولم ينفردا بذلك بل كانت مهمة اباء وأمهات كثر في مجتمع عمان وبالتحديد مجتمع النادي السوداني بصلالة. تفجر أغنية محمد ألامين إحساس الأمل بغد مشرق وأفضل وأحسن لسودنتنا المنسية وترد على تساؤلات كثيرة كانت تراودني عن سبب إهتمام والدي ووالدتي بالرسم والرياضة والموسيقى والمطالعة. ذكر لي أبي أن إحدى وصايا إبن عمه محمد خير عثمان الخليفة-وزير التربية سابقاً- أن يهتم بكل تطلعاتنا كأبناء له وان يقدم كل مايستطيع لتقويتها.ما تمثله هذه الاغنية شخصياً هو إعداد كل الأباء وألأمهات لجيش فجر الغد..... الفجر المأمول لإحياء كل ماهو جميل ورائع في وطن كادت أن تنقرض فيه كل معالم الانسانية تحت مسميات كثيرة . وطن ينتظر قدومنا حاملين رايات السلام ...جيش الفرسان ...جيش مهيرة وعزه وأخريات ....فهل لنا أن نستجيب لهذا النداء ونحقق هذا الأمل . وفاء أحمد جعفر الخليفة 05/14/2013 Wafa Gaafarelkhalifa [[email protected]]