أحب الألقاب اليه أن يُنادي بكابتن ، ولكن نحن معاشر تلاميذه من تلقينا العلم علي يديه نعشق ونُحب أن نُناديه بأستاذنا قبل الكابتن . سيرته الرياضيه الحافله يعرفها كل أهل السودان بل أمتدت عبر أفريقيا وأقطار العرب وصولا للعالميه ، كيف لا وهو يحمل شهادة (خبير كروي) من الأتحاد الافريقي لكرة القدم . تلقينا العلم منه وعلي يديه عندما كان أستاذ لمادتي الرياضيات واللغة الأنجليزيه بتلك المدرسة العريقه ... أمدرمان الأهليه الوسطي وما أدراكُم ماهي مدرسة امدرمان الأهليه الوسطي ،، هل تعرفونها ؟؟. كانت ذات شقين (نهرين) الشماليه والجنوبيه شماليه تُطل علي منزل الزعيم الراحل الأزهري وجنوبيه تُطلُ ناحية الجنوب نحو الملازمين ولكنها كُلها يضُمها سور واحد ، ثم أزيل جزء من مباني الشماليه عند أنشاء كوبري شمبات الذي أستوجب أنشائه توسعة الشارع من عند بداية الكوبري حتي (صينية الأزهري الحاليه) . كانت مثل صنويها الأميريه الوسطي وحي العرب الوسطي بل أعلي مرتبة ودرجة منهما ذلك بفضل من كانوا فيها من عظماء الأساتذه وكابتننا كان علماً فيهم ، هاشم عثمان ذلك الحارس الفذ كان أستاذً هناك ،، وبرعي (القانون) صاحب الرأس الذهبية كان أستاذاً هناك ،، وأبوسمره كان هناك . كنا في الفصل نصمت ونُرهف السمع نلتقط الشرح والمعاني (خوفا وطمعا) يسحرنا ويجذبنا ذلك الصوت الجهور ... صدورنا كانت تمور بالتمني أن نصير في مستقبلنا كهذا الهرم الأنيق المتألق الفنان الأستاذ الكابتن .... ولكن هيهات هيهات فأستاذنا هبه خاصه من عند الله جل وعلا لتلاميذه ولأهله ولوطنه ولن يجود الزمان بمثله ءالاّ نادرا . كان أستاذنا وكابتننا يمر بفناء المدرسه خلال (فُسحة الأفطار) فأذا بأحد التلاميذ يُنادي .... ماجد ماجد قاصدا ذلك اللاعب في صفوف المريخ والذي أذاق فريق الهلال كثير من الهزائم حين كان أستاذنا كابتنا لفريق الهلال ،، وكانت سانحه لم يُمررها أستاذنا وكابتننا دون أن يُرسل من خلالها رساله تربويه لن ينساها ذلك التلميذ الشقي بل سوف لن ينساها كل تلاميذ المدرسه في مستقبل حياتهم . بعد أن تعرّف أستاذنا وكابتننا علي ذلك التلميذ فوجئنا بأدارة المدرسه تعلن عن طابور خاص سيقام عند نهاية اليوم الدراسي ، وفي وسط دائرة الطابور بحضور مدير وكل اساتذة المدرسه نُودي علي ذلك التلميذ ،،، أستاذنا وكابتننا أبتدر الكلام وبجواره أستاذ أبوسمره قائلا ... ياأبني هذه مدرسه وليست دار رياضه وأذا أردت أن تقول مثل هذا الكلام فمكانه هناك في دار الرياضه !!! وأمعانا في العدل تولّ عمنا الصول فرج الله - عليه رحمة الله - تنفيذ عقوبة الجلد بذلك التلميذ الشقي . أذاً كان الأمر جلل والخطأ كبير أستدعي طابور خاص وعقاب خاص وتوجيه رساله تربويه خاصه ... نحن بقية التلاميذ قد فهمناها بل فهمنا الدرس كله الذي اراد أستاذنا أن يُفهمُه لنا وهو ..... أنه مثلما لكل مقام مقال أيضا هناك لكل زمان رجال لم ولن ننسي ذلك أبدا . أما أستاذنا الجليل أبوسمره قابلته بعد أكثر من عشرين سنة من ذلك التاريخ ، ترجّلت وسرت نحوه وسلمت عليه .... أستاذي أنت سوف لن تعرفني ولكني لم ولن أنساك أبدا،، تمعّن في وجهي ثم قال لي وهو لايزال ممسكا بيدي .... أنت (الهندي الأمين المبارك) .. أقشعر بدني ،،، وأنحنيت مرة أخري مُقبلاً يده مرتين قبل أن يأذن لي بالذهاب . في أحدي القنوات التلفزيونيه سأل مقدم البرنامج الكابتن أمين زكي عن هل ممكن أن تجود الملاعب بمثلك ؟ وهل ممكن أن يتكرر لاعب بنفس مستوي أمين ذكي ؟؟ أجابه أستاذنا ...... يا أبني ثمة شخص فذ وعلمٌ يشار اليه بالبنان في أي منحي من مناحي الحياة في اي زمان وفي أي مكان ، ولكنك لن تجد جيلٌ بأكمله متميز في نفس الزمان والمكان !!! والذين أحرزوا كأس أفريقيا في العام 1970 كانوا جيلا متميزا وليس أمين زكي وحده ،، هكذا أجاب استاذنا وكابتننا . ذلك الجيل و أؤلئك الرعيل دينٌ علينا أن نُكرمُهم وخيراً فعل برنامج التواصل في هذا الشهر الكريم أن كرّم ذلك الجيل المتميز متمثلا في شخص أستاذنا وكابتننا أمين زكي ، نرجو أن يُمتعه الله بالصحة والعافيه وياللعظمه . الهندي الأمين المبارك السعوديه – الرياض E-Mail Address: [email protected]