hamad madani [[email protected]] وصف احد الاخوة الكتاب العرب جماعة الإنقاذ بأنهم متدينون جدا .. و فاسدون جدا..؟؟ ..غضبنا منه حينها واعتبرناها وجهة نظر غير منصفة..؟؟ لكن بعد التأمل والعودة الى الحقيقة نجد ان الازدواجية صفة متأصلة فى شريحة كبيرة من الجماعة من الشعب السودانى.. نعم يتصرف بعضهم فى المساجد و كانهم ( لن نقول مثل الصحابة ) كأنهم من نجوم فيلم الرسالة.. وهم نفسهم يتصرفون فى السوق و كأنهم من تلاميذ مدرسة المشاغبين ..تراهم يتأرجحون دائما فى بندول السلوك العام بين وسطين متناقضين بعضا منهم يتمسك بالتقشف و التدبير.. و البعض الاخر يتباهى بالتبذير و البذخ..حكوماتهم المتعددة الاسماء تلجا الى الترشيد و ضبط الانفاق فيما يخص الشعب المسكين ..هى نفس الحكومات صاحبت الكرم الحاتمى و صاحبت السخاء فيما يخص الامر مهرجاناتها و مؤتمراتها الفاشلة.. و يلجا كبار القوم فى الاسراف على الولائم و العزائم فيذبحون الذبائح و يقيمون الولائم لشخص واحد تكفيه بضعة تمرات و حبة فول سودانى .. فى الوقت الذى يعيش فيه غالبية الشعب تحت خط الفقر ( ديوان الزكاة يقول ان الذين حصلوا على الزكاة يشكلون 47/ من الشعب السودانى على حسب سجلاتهم و اذا قلنا ان الذين بهم خصاصة و استعففوا و عضوا على اوجاعهم و حافظوا على كبرياؤهم و و لم يذهبوا لتسجيل اسمائهم هم 47/ و عليه سنجد ان 94/ من الشعب السودانى فقراء و مساكين يستحقون الزكاة ) بفعل سياسات الانقاذ الفقيرة و المفقرة معا..؟؟ او ليس هذا بفساد..؟؟ حكومتنا التى تقتر على شعبها هى من قامت بتكريم لعيبة الكرة المصريين توددا و مجاملة لحسني مبارك ... و قال قائل منهم انها اهدتهم دولارات و البعض يقول معها سيارات جياد..؟؟ ا فى حين كان بالامكان التبرع بما تبرعوا به للمصريين للجامعات .السودانية و مراكز البحوث العلمية و التى تعانى مما تعانى من فقر مدقع فى التمويل الحكومى و الخاص ..او ليس ذلك بفساد..؟؟ ملايين الدولارات صرفت لجلب لعيبة الكرة الاجانب.. بالاضافة الى تجنيسهم بالجنسية السودانية و التى كان الحصول عليها مستحيلا..؟؟بالاضافة الى اقامة البطولات التى فشلنا فى الحصول على احداها برغم الملايين من العملات الصعبة جدا و التى كانت ستسد حاجيات المستشفيات الخاوية على عروشها -الا من البكتريا - او كانت ستشبع البطون الجائعة او ليس ذلك بفساد..؟؟ معظم ميزانية الحكومة السودانية تخصص للامن و لشراء الاسلحة و تعزيز الترسانة الحربية.. بينما ميزانية الصحة و الرعاية الصحية و التعليم و البحوث العلمية و الرعايا الاجتماعية لم تكن شيئا مذكور..فى الوقت الذى تنحصر فيه مهمة قوات الامن فى التصدى للمظاهرات المناؤئة للحكومة و سياساتها.. و قد راينا ايام الفيضان قوات الاحتياطى المركزى المدججة و هى تحاصر المحاصرون بمياه السيول .. توقعت ان يخاطب ذلك الضابط جمهرة المحتجين على تقصير المسؤلين ان يطيب خاطرهم قائلا : يلا يا اخوان معليش ايدنا فى ايدكم نفتح المجارى و نتساعد فى هذه المحنة .. وذلك بدلا من اعتقالهم و تهديدهم..او ليس هذا بفساد..؟؟ الوطن يغرق.. و السيول تجرف كل شئ امامها.. المواطنين يلتحفون الفضاء الممطر.. ويطلبون من ينجدهم فقد هلك الزرع و الضرع و مسؤلى الانقاذ انشغلوا بانفسهم و ما ملكت ايمانهم من كل شئ و بانتظار ما تجود به الدول فهو لهم..؟؟ نعود الى برنامج كل فضائيات الانقاذ بمختلف مسمياتها و ما يقدم فيها من فساد و افساد للذوق.. و كان كل مشاكل الوطن قد تم حلها و لم يتبق لنا الا ان نغنى و نرقص.. بينما الوطن يئن و يئن من الالم و من الظلم و من البغى و من العدوان و الفساد..؟؟ فى رمضان صار الشباب ينتظرون اذان الافطار.. ليس من اجل الافطار.. و لكن من اجل برنامج اغانى واغانى برغم ما عليه .. و للاسف كان السيد رئيس الجمهورية و راعى المشروع الحضارى للانقاذ قد اشاد بهذا البرنامج فى احدى لقاءاته ..بل ايضا ذلك البرنامج و الذى يسمى بنجوم الغد ( فيا للكارثة التى تنتظر الوطن من نجوم ذلك الغد ) الذى يتم فيه تصعيد المطربين و التصويت لهم من خلال الرسائل الخلوية او ليس ذلك بافساد و فساد ..؟؟و انا متاكد ان تلك الملايين التى جمعتها شركة الاتصالات كانت كفيلة باصلاح الاحوال البائسة و انتشال الاف من البشر مشردين فى عاصمتنا و كفيلة باصلاح شبكة المياه التى عفا عليها الزمن فى عاصمتنا المنكوبة او ليس هذ بفساد..؟؟ الامطار تغمر.. و السيول تجرف كل شى تجده امامها.. المواطنون يفترشون الارض و تحت السماء الحبلى بالسحب ..؟؟..فقد ضاع الزرع و هلك الضرع..كنت اتوقع ان تقوم فضائيات الانقاض - و ليس الانقاذ - المسمومة ببث مباشر من المناطق المنكوبة حتى تعكس معاناة اهلنا ..فاذا بها كلها خاوية الا من الغناء البائس و الرقص..و انتقلت الى الفضائية الخاصة بحسين خوجلى لعلى اجد شيئا من ابن امدرمان فاذا بالاخ حسين خوجلى يفاجئنا بمعرفته بقصة ناس لا لا ناس لا لا.. التى تغنى بها عثمان حسين فقلت الناس فى شنو و حسين فى شنو؟ ولا ادرى لماذا جال بخاطرى حال اولئك البائسين من المعاشيين و الذين افنوا زهر شبابهم لخدمة هذا الوطن و فى مختلف بقاع السودان من المضيق الى المضيق و لا يجدون من يقف الى جوارهم و ينصفهم الان .. فماذا ستنفع الثلاثمائة الف جنيه بالقديم التى يتقاضونها.. فهى لا تسمن و لا تغنى من جوع.. و نقول لذلك المسئول الذى تهكم منهم يوما ما عندما احتجوا على قلتها قائلا لهم و هو ساخر : يعنى حتسوا شنوا؟؟ و هو واثق من انهم لا حول و لا قوة لهم الان ..لن يوفقوا عملا .. لن يضربوا .. و لو عاد بهم الزمان الى الوراء مرة اخرى الى اعمالهم مرة اخرى فلن ينتقموا من هذا المجتمع و يسرقوا.. نقول لذلك المسؤل ارحموا عزيز قوم ذل ..فهذه هى الدنيا غدارة و نذكره بان الله يعز من يشاء و يذل من يشاء..و لو دامت لغيرك ما وصلت اليك.. و اتعظ بغيرك ايها المسئول ممن حولك.. ممن كانوا يهزون الارض تحت الاقدام ..و هى النهاية داسنهم الاقدام..؟؟ حمد مدنى