hamad madani [[email protected]] تناولت الانباء فى الخرطوم ان معتمد الخرطوم اقام مادبة افطار دسمة للصحفيين فى المطعم اللبنانى الفاخر..و ذلك على انغام الفرق الشعبية للفنون كما سمعنا ..وصحتين؟ يحدث ذلك فى الوقت الذى تجتاح فيه السيول و الامطار بلادنا المنكوبة بمسؤليها الذين لا يراعون فى مواطتيها الا ولا ذمة.. اولئك المنكوبين بهم قبل ان ينكبوا بالسيول و الامطار فصارت نكباتهم نكبات ..؟؟ بينما تناولت الانباء العالمية عبر الوكالات خبرا عن مغامر بولندى او بولونى - الاثنان صحيحتان - اسمه ( يان ليسووسكى ) امضى ما يقارب من اربعين ساعة فى عرض البحر الاحمر يصارع اسماك القرش التى حاصرته قبل ان تقوم فرق الانقاذ السعودية بانتشاله من البحر سالما..و قالت الوكالات ان المغامر البولندى كان يحاول قطع المسافة بين الساحل السعودى و المصرى بواسطة التزلج الشراعى و هى تقارب المائتى كيلو مترا ( هذا المغامر سبق له ان نجح فى فى اجتياز بحر البلطيق شمال المانيا .. و عندما وصل ثلثى المسافة توقفت الرياح مما ادى الى سقوط المغامر فى البحر مما ادى الى طلب النجدة و التى لم تصله الا بعد اربعين ساعة كان خلالها يصارع اسماك القرش و التى احاطت به محاولة التهامه .. و زعم انه طعن بعض الاسلاك فى عيونها و خياشيمها ..؟؟المصاعب التى واجهت اخونا البولندى اعادتنى الى الوراء بعيدا و ذكرتنى بالرواية الرائعة للكاتب ارنست همنغواى تلك الرائعة : الشيخ و البحر و جبال كلمنجارو و يسرد فيها المؤلف تجربة الصياد العجوز و اسمه سانتياغو و الذى لازمه الحظ طيلة اربعين يوما لم يصطاد فيها سمكة واحدة..ثم عاد اليه فى اليوم الخامس والثمانين و التقطت صنارته السمكة مارلين و التى بلغ من ضخامتها انها ظلت تسحب قاربه لمدة يومين و ليلتين كان خلالها صاحبنا يمسك بالحبل التخين الذى تجذبه السمكة.. و فى اليوم التالث استطاع العجوز جذب السمكة الى القارب و اجهز عليها بحربته و سكاكينه ثم ربطها على طول القارب و من ثم قام بنشر شراعه الصغير ليبدا رحلة العودة الى بر الامان..لكن اسماك القرش الشرهة هاجمت الصيد الثمين فيما كان الشيخ يقاومها بالعصى التى معه و بالحربة و السكاكين و المجاديف ..و حين نجح فى الوصول الى الشاطئ كان لحمة السمكة قد اختفى فى بطون اسماك القرش ولا يجد امامه الا الراس و الهيكل العظمى والذيل فيعود الى كوخه الصغير و هو منهك القوى..؟؟ اهلنا فى الوطن يطالبون بالنجدة لانقاذ لحم الوطن الذى صارت تنهشه القروش و الحيتان البشرية من كل جانب و التى لن تترك حتى الذيل و الهيكل العظمى و الراس.. مع ان السودان ليس سمكة ( مارلين ) او اى نوع اخر من الاسماك..بل السودان هو ( سرة ) الكون التى طالما قال عنها اصحاب الكروش ان من دونها المهج و قطع الشرايين..؟؟ لكن و بكل اسف عندما طلب المغامر البولندى النجدة وجد من يستجيب لندائه و يمد له يد العون .. لكن الوطن السودان يتوجع و يئن .. و يئن.. و يئن ولم بل و لن يجد من يمد له النجدة من الابناء القريبين و العاقين به من وطن .. و لا من الغرباء البعيدين ؟؟ لقد قطعوا شرايين الوطن.. و انتهكوا كل الاعراف و القوانين و المواثيق.. و قتلوه و اعتفلوه و جوعوه وفرضو التعتيم و الرقابة المسبقة على كا ما يكتبخ.. و نهشت القروش و الحيتان بل و الثعالب و الذئاب حتى الكلاب الضالة من لحم الوطن الطرى..؟؟ فيا ابا الطيب المتنبئ قم و صح النوم انت و صديقك الطيب صالح .. و ايقظ معك كل من لم يعرف و يسمع بالخيل و الليل و البيداء تعرفنى..و السيف و الرمح و القرطاس و القلم..فقد انكسر القلم و صار عند غير اهله. و لتوقيع الشيكات..؟؟ و علا الصدى ذلك السيف و صار يعلق كديكور فى البيوت. او يحمل كزينة للعرسان ..و الخيل حماك الله صارت للتفاخر وللرهان.. و القرطاس صار بلف به التسالى. و الفول السودانى ..قم يا ابا الطيب قبل ان يتذكروا انهم قتلوك..لكنك نسيت ان تموت؟؟