الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    كامل إدريس يصدر توجيهًا بشأن الجامعات.. تعرّف على القرار    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلاّمة إحسان عباس ودوره في الثقافة والأدب العربي .. بقلم: بروفيسور عبدالرحيم محمد خبير
نشر في سودانيل يوم 05 - 09 - 2013

أطلق الكتاب والمثقفون العرب العديد من النعوت على العلاّمة إحسان عباس ( 1920-2003م) فهو سادن التراث وحارس الأدب العربي والعلاّمة النهضوي والعالم الموسوعي وشيخ المحققين وعميد الأدب العربي الثاني ... الخ. وبرغم أن صاحب هذه السطور قد كتب العديد من المقالات عن الأديب العربي الكبير إحسان عباس خلال السنوات القليلة الماضية نشرت في بعض الملاحق الثقافية (صحف الرأي العام والسوداني والتيار) إلا أنها تركزت حول دوره في التعريف بالأدب والثقافة السودانية إبان فترة عمله أستاذاً بجامعة الخرطوم و جامعة القاهرة فرع الخرطوم (1950-1960م). فلم أتطرق بشكل واسع لمساهماته في الأدب والتراث العربي. وكان هدفي هو تعريف الأجيال الصاعدة من الكتاب والأدباء السودانيين بهذا المبدع المتعدد المواهب مع إبراز دوره في الثقافة السودانية خلال الخمسينات الماضية. بيد أن الكاتب الفلسطيني نبيل خالد الأغا سطر مقالاً شيقاً في مجلة الدوحة (العدد 43 : مايو 2011م) عن إحسان عباس موسوم ب "مؤسسة ثقافية في رجل: الناقد إحسان عباس بين الإبداع والإمتاع" تطرق فيه بالتفصيل لجوانب عديدة من السيرة العلمية والثقافية الثرّة للأديب الراحل. ومما إسترعى إنتباهي في ذلك المقال بوجه خاص موضوعين هما: رؤية الكاتب عن علاقته بأهل السودان ومناشدته للمؤسسات الجامعية العربية وخاصة تلك التي عمل فيها عباس (فلسطين والسودان ومصر ولبنان والأردن) بأن تعمل على تخليد ذكراه وذلك بتأسيس كرسي أستاذية بإسمه في بعض هذه الجامعات. ولا ريب أن إحسان عباس يستحق التكريم بصورة تليق بمكانته السامقة في الثقافة والأدب العربي بمساهماته وإنجازاته التي تتجاوز في أهميتها ما أنجزته مؤسسات بأكملها.
1- مولده ونشأته وتعليمه: ولد بقرية "عين غزال" بفلسطين عام 1920م. نشأ وتربى بمدينة حيفا التي تلقى فيها دراسته الأولية والمتوسطة وإنتقل إلى مدينة عكا التي حصل فيها على الشهادة الثانوية بتفوق وانتسب بعد ذلك إلى الكلية العربية في القدس (1937-1941م) وحصل على الشهادة المتوسطة التي أهلته ليصبح معلماً. وحصل على منحة دراسية عام 1946م للدراسة بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) وحاز على الليسانس في الآداب (1949م) وحصل على درجتي الماجستير (1951م) والدكتوراه (1954م) من جامعة القاهرة.
2- تدريسه بالجامعات: استهل مشواره الأكاديمي بالسودان حيث عمل محاضراً بقسم اللغة العربية بكلية غردون التذكارية (1950م) التي أصبحت تسمى كلية الخرطوم الجامعية عام (1954م) فجامعة الخرطوم (1956م). وبعد مغادرته السودان (1960م) عمل في العديد من الجامعات بلبنان والأردن والولايات المتحدة الأمريكية (جامعة برنستون).
3- فترة عمله بالسودان: وتطرق إحسان عباس في مؤلفه "غربة الراعي: سيرة ذاتية لمثقف فلسطيني" 1996م لذكرياته العذبة عن السودان والسودانيين إبان فترة عمله بجامعة الخرطوم وجامعة القاهرة فرع الخرطوم. وأشار في ذكرياته أن كلية الخرطوم الجامعية في الخمسينات كانت تشبه الكلية العربية في القدس (فلسطين). كما كانت تختار طلابها من النخبة السودانية. لذلك كانت مهمة المدرس – والكلام لعباس – أكثر صعوبة وأكثر إمتاعاً . ونوه إلى أن هناك فارقاً أساسياً بين الطلاب السودانيين في الكلية الجامعية ونظرائهم الفلسطينيين في الكلية العربية بالقدس ويتمثل ذلك في إنغماس الطلاب السودانيين في العمل الحزبي كما كانت روح التدين عالية لديهم.
وكان أول شيء كلف به إحسان عباس طلابه في كلية غردون-خارج حدود الدراسة –أن يكتب كل منهم بياناٌ عن بيئته ومميزاتها.وكان الهدف من ذلك أن يفهم الجو العام الذي نشأ فيه كل طالب.وذكر أن طالباٌ من غرب السودان كتب يصف أحد المميزين من بلدته وقال إنه عاش ثلاثين خريفاً .فلما سأله عباس لِمَ يقول ذلك؟.أجاب لأن الخريف في بلدته هو الفصل الأخضر البهيج بنباته وأزهاره في حين أن الربيع شديد الوطأة.وهذه الملاحظة الصغيرة وغيرها كانت ذات فائدة لعباس للتعرف على الجوانب المختلفة من حياة السودان والسودانيين.وسجل زيارات لبعض أقاليم السودان خارج العاصمة المثلثة حيث قام برحلتين إحداهما إلى الغرب(الأبيض والدلنج) والأخرى إلى الشرق(كسلا) وتأسف لعدم زيارته للجنوب لظروفه.
وأشار إحسان عباس إلى صداقاته مع المثقفين السودانيين وأبرزهم الأديب الدبلوماسي جمال محمد أحمد والاقتصادي السوداني الرائد سعد الدين فوزي والمؤرخ المعروف محمد إبراهيم أبوسليم والأساتذة مصطفى عوض الكريم ومجذوب محمد (قسم اللغة العربية-جامعة الخرطوم). وأبان أن سر تفاعله مع المجتمع السوداني يرجع لقوة العلاقات الإجتماعية بين الناس كما وصف سهولة الحياة في الخرطوم آنذاك بقوله: "كانت الحياة في الخرطوم مريحة بدقة بما فيها من نظام في جميع الشؤون والمجالات وتوافر كل ما يحتاجه المرء من لباس ودواء وطعام، فإذا أضفنا إلى ذلك لطف الشعب السوداني ودماثة أبنائه وصدق العلاقات بين الناس كنت تصف جواً مثالياً للعيش".
وفي ظل هذه الأجواء المثالية للإبداع – كما يصفها بنفسه– لا غرو أن لعب إحسان عباس دوراً مهماً في إثراء الحركة الثقافية بالسودان في الخمسينات فشارك بفعالية في النشاط الخاص بمحو أمية الكبار وفي المنتديات الأدبية بالعاصمة المثلثة. وبذل جهداً غير قليل لنشر الشعر السوداني والقصة القصيرة السودانية. وكان من ثمرة هذا الجهد ظهور ديوان " غابة الأبنوس" للشاعر صلاح أحمد إبراهيم ومجموعة قصص لصلاح وصديقه علي المك ثم "غضبة الهبباي" لصلاح وديوان "الصمت والرماد" للشاعر محمد عثمان كجراي.
وأشار عباس في ذكرياته السودانية إالى خلال التواضع والتسامح التي تسم أهل السودان.ونوه بأن زملاءه من الأساتذة السودانيين في جامعة الخرطوم كانوا يقنعون بالإفطار بصحن من الفول المصري.وأعجبته هذه القناعة ووجدها كما ذكر في مؤلفه "غربة الراعي" تصور حقيقة مهمة من واقعية المثقف السوداني الذي لايترفع متعالياً عن واقع الناس البسطاء.أما مزية التسامح لدى السودانيين فقد إستدل عليها بالحوارات الساخنة بين طلاب جامعة الخرطوم بإختلاف ألوانهم السياسية فأوضح بأن الحوار كان يشتد بينهم أحياناً وترتفع درجته ولكنهم سرعان ما يفيئون إلى الهدوء ويغادرون المكان وليس بينهم سوء تفاهم.وأشار إلى أن هذه الظاهرة تمثل السودانيين حتى في أعلى المستويات وبخاصة في البرلمان إذ كانوا ينقسمون إلى حكومة ومعارضة. ولكن بعد إنتهاء الجلسة الرسمية يتصافحون إخواناً متحابين.وكان يقول لنفسه "إن الديمقراطية لتليق بهم ولهم".
وعطفاً على ما أورده الكاتب نبيل الأغا عن عدم إيلاء المثقفين السودانيين الإهتمام الكافي لكتابات إحسان عباس وتاريخه الثقافي في السودان ، فالملاحظة تبدو صائبة مقارنة بما بذله من جهد لتعريف الساحة العربية بالأدب السوداني في الخمسينات المنصرمة. ويتساءل الأغا عن دواعي عدم الإكتراث والاهتمام بعطاء السنوات العشر لإحسان في وطن مشهود– كما يذكر الكاتب وهو محق – لأهله بالكرم والوفاء والنخوة والطيبة في أبهى صورها ؟ !.وفي تقديري أن مغادرة إحسان للسودان بدون رغبته-كما أوضح في مذكراته-بعد رفض جامعة الخرطوم طلبه بتجديد عقد عمله لخمس سنوات بقسم اللغة العربية في مطلع الستينات ربما تكون عاملاً أفضى إلى عدم إيلاء مجهودات هذا الناقد المرموق في التعريف بالأدب السوداني خارج حدود الوطن الإهتمام الذي يليق بها.غير أن ذلك لا يبرر بشكل كافٍ الصمت المريب لتلاميذه السودانيين الذين تلقوا منه العلم كفاحاً أوبصورة غير مباشرة عبر المنتديات والمحاضرات العامة عن الإهتمام بإرثه الثقافي والتنويه بدوره الرائد في تقديم الأدب السوداني للعالم العربي في وقت كانت فيه الخرطوم تعوزها دور النشر كما وأن المطابع كانت قليلة.
4- أهم آثاره في خدمة التراث العربي: نشر "وفيات الأعيان" لإبن خلّكان
في ثمانية أجزاء ، و "نفح الطيب في غصن الأندلس" للمقري في ثمانية أجزاء أيضاً ، و " الذخيرة في محاسن أشعار أهل الجزيرة" لإبن بسام و"التذكرة الحمدونية" لإبن حمدون بالإشتراك مع شقيقه بكرو"رسائل ابن حزم الأندلسي" و "الجليس الصالح الكافي" للمعافي النهرواني، و "معجم الأدباء" لياقوت الحموي في سبعة أجزاء و "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني في خمسة وعشرين جزءاً بالاشتراك مع إبراهيم السعافين وبكر عباس , إضافة إلى العديد من الدواوين الشعرية مما لا يسمح الحيز بإيراده.
5- الكتب المؤلفة: وتشمل الحسن البصري ، فن الشعر، عبد الوهاب البياتي والشعر الحديث ، فن السيرة ، أبو حيان التوحيدي ، الشعر العربي في المهجر بالاشتراك مع محمد يوسف نجم، الشريف الرضي، العرب في صقلية، تاريخ الأدب الأندلسي (جزءان) ، عصر سيادة قرطبة ، عصر الطوائف والمرابطين، تاريخ ليبيا ، بدر شاكر السياب، تاريخ النقد الأدبي عند العرب ، دراسات في الأدب الأندلسي بالإشتراك مع وداد القاضي وألبير مطلق، ملامح يونانية في الأدب العربي ، إتجاهات الشعر العربي المعاصر، من الذي سرق النار، أحمد أمين وطريقته في الكتابة، رحلة ابن عربي.
6- الكتب المترجمة: كانت الترجمة من أهم نشاطات الأستاذ الدكتور إحسان عباس. ومما ساعده في ذلك معرفته الدقيقة للغتين العربية والإنجليزية وقدرته الفائقة على إستكناه دواخلهما. ولعل من أهم ترجماته: رواية "موبي ديك" لمهران ملقل وهي الرواية الأكثر شهرة في الأدب الكلاسيكي الأمريكي. وهناك كتاب الشعر لأرسطو ، النقد الأدبي ومدارسه الحديثة لستاني هايمن بالإشتراك مع محمد يوسف نجم (جزءان)؛ دراسات في الأدب العربي للمستشرق لغون جرونبام بالإشتراك مع كمال اليازجي، أنيس فريحة ومحمد يوسف نجم. أرنست همينغواي لكارلوس بيكر، فلسفة الحضارة أو مقال في الإنسان لأرنست كاسيرو ؛ يقظة العرب لأنطونيوس بالاشتراك مع الدكتور ناصر الدين السيد ؛ دراسات في حضارة الإسلام للمستشرق هاملتون جيب بالاشتراك مع محمد يوسف نجم ومحمود زائد ؛ ت. س اليوت لماتيسن ، أبعاد الرواية الحديثة – نصوص ألمانية وقرائن أوربية لثيودور زيولكوفسكي بالإشتراك مع شقيقة بكر عباس.
7- جوائز وتكريم: حظى إحسان عباس بسهم وافر من التكريم والتمجيد في حياته وبعد مماته . وهو بلا شك تكريم مستحق لرائد من رواد النهضة العربية الحديثة في مجال الثقافة والأدب. وحاز في العام 1981م على ثلاث جوائز: جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي، وسام المعارف الذهبي من الدرجة الأولى من الدولة اللبنانية ، ووسام القدس من منظمة التحرير الفلسطينية وحاز على جائزة الترجمة من جامعة كولومبيا عام 1983م. وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في الدراسات الأدبية 1991م، وجائزة الدولة التقديرية من المملكة الأردنية الهاشمية، وجائزة سلطان العويس الثقافية في النقد الأدبي 1991م، وجائزة عبد الحميد شومان التقديرية 1993م، وجائزة الفرقان للعلماء المتميزين في خدمة التراث الإسلامي 2002م والدكتوراه الفخرية التي منحتها له جامعة شيكاغو التي إعتبرته أساس المكتبة العربية الحديثة.
8- عضوية المجامع العلمية والثقافية: شغل العديد من المهام في العديد من المجامع العلمية والمؤسسات الثقافية ومنها: مجمع اللغة العربية في القاهرة ، المجمع العلمي في دمشق ، ومجمع اللغة العربية في عمان، النادي العربي – الإسباني في مدريد ، مجلس أمناء جامعة البتراء في عمان، أستاذ شرف في الجامعة الأمريكية بيروت ، وعضوية جمعية النقد الأدبي بالأردن ، والمجمع العلمي ببغداد ، والمجمع العلمي الهندي (مندوب فلسطين)، ومعهد المخطوطات العربية بالكويت... وغيرها. وشارك في عشرات المؤتمرات وأشرف على عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه.
9- كتب تكريمية لعباس: صدرت عدة كتب من زملاء وأصدقاء وتلاميذ إحسان عباس تكريماً له من أبرزها : "دراسات عربية وإسلامية مهداة إلى إحسان عباس بمناسبة بلوغه الستين" عن الجامعة الأمريكية ببيروت 1981م . ونشر كتاب بعنوان "إحسان عباس ، ناقداً ، محققاً، مؤرخاً" عن مؤسسة عبد الحميد شومان بالأردن شارك فيه أربعة وثمانون باحثاً وناقداً وأديباً. وصدر عن دار الشروق بعمان كتاب : "إحسان عباس ناقد بلا ضفاف" للدكتور إبراهيم السعافين، كذلك صدر كتاب "سادن التراث" للدكتور يوسف حسين بكار ؛ وكتاب " إحسان عباس بين التراث والنقد الأدبي" للدكتور عباس عبد الحليم عباس ، وهناك كتاب "الناقد الموسوعي إحسان عباس" للكاتب نزيه أبو نضال وأصدره المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات برام الله عام 2008م، إضافة إلى منشورات أخرى عديدة ورسائل جامعية عن شعره ونقده.
10- بعض آراء عباس النقدية:
- ( إن الشاعر يصنع بالكلمات ما يصنعه الموسيقي بالأصوات، وإن القصيدة لا تسمى شعراً إذا أمكن وصفها في صورة نثرية).
- (الشعر هو إلتحام الفكر والإحساس لا طنين الألفاظ الخلابة، لا فوران العاطفة المتقدة ، وإنما حضور الثقافة والفكر واللغة لدى الشاعر الموهوب).
- ( إن ممارسة النقد الأدبي تحتاج إلى "عناء شديد" والعملية النقدية تزلزل الأعصاب لأن النقد مشقة لا تقل عن مشقة العمل الإبداعي).
11- بعض آراء الأدباء والمفكرين عنه:
- يرى د. جابر عصفور إن "إحسان عباس واحد من النقاد الذين لا يوجدون في ثقافتنا العربية إلا على سبيل الاستثناء، وإن أول ما يميز إحسان عباس الناقد هو جمعه بين الخبرة التراثية والوعي المعاصر بتيارات الأدب والنقد في العالم الأوربي – الأمريكي).
- د. يوسف بكار يرى أن "إحسان عباس سادن عظيم من سدنة الموروث ، وحام كبير من حماته بما أسداه إليه من خدماته".
- ويقول د. إبراهيم سعفان "كان الدكتور الموسوعي إحسان عباس يحسن الاستماع إلى جلسائه ويتقبل آراء الناس على إختلاف طبقاتهم وحظوظهم من العلم والثقافة ، لكنه كان يضيق أشد الضيق بأدعياء العلم والثقافة".
- أما الشاعر أحمد دحبور فيقول نصاً وحرفاً "أن تقف أمام تاريخ شاسع بسعة تسعين كتاباً ، حجم د. إحسان عباس، يعني أنك أشبه بمن يغرف الفضاء بالملعقة...".
ألا رحم الله تعالى أستاذ الأجيال إحسان عباس وجعل الجنة مثواه، فقد كان أحد المثالات العليا التي يرنو إليها الكثيرون في مجال الفكر والثقافة والأدب العربي. وكان أحد القامات الفكرية السامقة التي أثرت الحركة الثقافية في السودان في حقبة الخمسينات ومطلع الستينات مع مجايليه من الأدباء والأكاديميين العرب البارزين الذين عملوا بالجامعات السودانية أمثال عبد المجيد عابدين ومحمد النويهي ومحمد عبده غانم ومحمد مصطفى هداره وسلمى الخضرا الجيوسي وشكري عياد وغيرهم.
Abdelrahim Khabir [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.