روسيا ترفض لتدخلات الأجنبية في السودان ومخططات تمزيقه    البرهان يودع سفيري السودان لمصر واثيوبيا "الفريق أول ركن مهندس عماد الدين عدوي والسفير الزين إبراهين حسين"    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الناشط صلاح سندالة يسخر من المطربة المصرية "جواهر" بعد ترديدها الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله) خلال حفل بالقاهرة    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    وزير الصحة: الجيش الأبيض يخدم بشجاعة في كل ولايات السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    السودان..البرهان يصدر قراراً    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجماهير فوبيا وترهات فقهاء السلطان .. بقلم: المثني اربراهيم بحر
نشر في سودانيل يوم 23 - 09 - 2013

كنت في مقال سابق قد وجهت سيفي باتجاه رجال الدين الذين يزينون للحكام و جماعة انصار السنة علي وجه الخصوص التي اصبح امرها محيرا للغاية تفتقد القوة الموضوعية للاقناع وهي من الملاحظات السالبة على خط هذه الجماعة وقد كنت حريصا في استطلاع اكبر قدر من الاشخاص الذين صلوا صلاة الجمعة في مساجد مختلفة خاصة وانني ركزت علي ان اتطرق لما سيتناوله ائمة المساجد خاصة بشأن القرارات الاقتصادية التي اصبحت مثار اهتمام الجميع وحديث الشارع العام ولماذا رجال الدين؟ لأن شريحة رجال الدين هي شريحة مهمة ومؤثرة في المجتمع ولتحديد مدي مواكبتهم لما يجري في الشارع العام والاهتمام بقضايا المواطن وقد خرجت بعدة نتائج منها ان شريحة رجال الدين اصبح امرها مأزوما في السودان ومن اكبر بلائاتنا التي نعاني منها خاصة مع انتشار التيارات السلفية وهيمنتها علي المساجد بصورة كبيرة، وكنت اتوقع ان تستحوذ الازمة موضوع النقاش اهتمام ائمة المساجد في خطبة الجمعة وخرجت بحصيلة قسمت علي اثرها المساجد الي اربعة اقسام وهي: هناك عدد من المساجد وعلي قلتها وهي لا تتعدي اصابع اليد الواحدة تناولت الموضوع بجدية وكال خطباؤها باللوم علي الحكومة باعتبارها من تتحمل من تتحمل (وش القباحة) وغالبية ائمتها من حزب المؤتمر الشعبي , القسم الثاني هناك عدد من المساجد تناولت مواضيعا اخري و (دقت طناش) وكأن الامر لا يعنيها وينتمي غالبية ائمتها للطرق الصوفية والتيارات السلفية، والقسم الثالث مساجد تناولت الموضوع ولكن سلبا ويغلب عليها التيار السلفي .
والصنف الرابع وهي الفئة التي تنتمي للحزب الحاكم فئة منهم( دقت طناش) والبقية الاخري تناولت الموضوع بسلبية علي شاكلة ان هذه القرارات مهمة لانعاش الاقتصاد السوداني ،ولكني سأركزعلي خطبة المسجد الذي اديت فيه صلاة الجمعة وينتمي الامام لجماعة انصار السنة و افتي بعدم جواز خروج المواطن للشارع والاحتجاج ضد قرارات الحكومة بأعتبار انه لا يجوز شرعا واخبرني احد اصدقائي الذي صلي في احدي المساجد التي تتبع لجماعة انصار السنة بأن الامام كال باللوم علي المواطن السوداني ونعته بأنه سبب البلاءات والكوارث التي حلت بالبلاد بأعتباره جزء كبير من الازمة الاقتصادية التي يتحملها لابتعاده عن الطريق القويم ولم يتطرق بأي نقد تجاه الحزب الحاكم ليشفي صدور الذين حضروا الخطبة فبالله كيف يستقيم هذا؟
شخصيا عندي موقف من خطاب الجماعات السلفية بأعتبار انهم لا يركزون علي امور جوهرية وقضايا معاصرة تهم المجتمع السوداني وبالتالي خطابهم ضعيف وحتي هيئة علماء المسلمين أصبح يسيطر عليها التيار السلفي ورحم الله الشيخ محمد سيد حاج فبالرغم من اختلافي معه فكريا الا انه كان له مكانة خاصة واحترام غير عادي فلقد كان فقده مؤثرا خصوصا علي منظومات الحركات السلفية في السودان باعتباره كان رمانة ميزانهم و وكان خطابه جاذبا خاصة لفئات الشباب ويتناول قضايا مهمة ومعاصرة ومن الصعوبة ان يتم تعويض فقده في الوقت الراهن علي مستوي الحركات السلفية ولقد اعتدت ان لا احوم كثيرا حول المواضيع التي تثيرها الحركات السلفية بأعتبار ان الرد قد يكون فيه هدر للوقت للرد علي امثال صاحب الخطبة الذي اتخذ اسلوب الاثارة اللاموضوعية التي تفقتقد الادلة الموضوعية مما يفقدها القوة المطلوبة في مخاطبة المتلقي ومحاولة اقناعه....
لقد اصبح من الضروري اتاحة الفرصة لظهور مدارس فقهية مختلفة وتيارات متعددة في الفقه تعبر هذه الاختلافات حتي تحرك الجمود الفكري من حالة القيود العقدية التي نعاني منها في المجتمع السوداني ولكن هذه الجماعات السلفية امرها عجب فهي اسد علي المواطن ونعامة علي الحزب الحاكم واعتبرها من المعوقات الكبيرة لاحداث التغيير في السودان بعد ان لاحظت في مرات كثيرة انهم يركزون في خطبهم علي تلميع الحزب الحاكم خاصة في هذه الايام وأشاروا في منابر عديدة لعدم جواز خروج المواطن في المظاهرات للتظاهر ضد الحكومة حتي ولو كانت حكومة غير شرعية ويقصدون بذلك حكومة الانقاذف فمنذ فترة طويلة وانا ارصد طريقة اداء المدارس السلفية بالسودان وخصوصا جماعة انصار السنة بأعتبارها كبري تلك الجماعات فلاحظت ان خطابهم الفكري لا زال تقليديا وغير جاذبا ولا زال خطابهم عاجزا عن خلق مشروع يتمحور حول قهر الحزب الحاكم وكأن النخبة الحاكمة براءة من التهم تصمم لهم برامج الصون والعفاف بطريقة لا تعترف بفوضاهم الغريزية وتقرها ولا تري لا حلا غير ان توسع لهم الطريق..............
لقد تنامت الحركات السلفية بعد ان اكتسبت وجود مقدر بعد ان افسح لهم الحزب الحاكم الطريق لتقارب رؤاهم الايدولوجية وهو ما اسميه زواج فكري بين هذه الجماعات مع الحزب الحاكم فبالتالي هم يعيشون مرحلة شهر عسل مع المؤتمر الوطني ووجدت هذه الجماعات الطريق ممهدا للنمو بعد ان ملكتها النخبة الناخبة اهم ادوات السيطرة كوسائل الاعلام وهيمنتهم علي منظومة هيئة علماء السودان وبالتالي فتح شهيتها من خلال سياسة تكميم الافواه لصالح فئات معينة وافساح الطريق لهم مما زاد من تفوق هذه الكيانات وانفتحت لهم ابواب المجد فمن الطبيعي ان ويوجهوا سيوفهم ضد خصوم الحزب الحاكم ويحاربوهم بكل ضراوة لان هذه فرصة لن تتكرر لهم امام اي نظام اخر قادم بعد ان امتلكوا جرأة ملفتة ذهبت في تكفير كل من يعادي عصابة حزب البشير ولكن علي جماعة انصار السنة ان تعدل من نهجها حتي تستطيع ان تقنع المواطن البسيط انها تقف في صفه فلقد كان لنا في السلف الصالح اسوة حسنة في ذلك فهل كان السلف الصالح يتغاضون عن نقد الحكام والتغاضي عن اخطائهم اذا بدرت منهم اي منكرات ومن هنا أتوجه بسؤال للجماعات السلفية التي تري في ان لا بديل للحزب الحاكم الا الحزب الحاكم؟ فما هو ذنب المواطن حتي يتحمل كل هذا العذاب ؟ كيف كان حال الدولة السودانية قبل مجئ دولة الانقاذ وكيف اصبحت الان؟ ومن الذي تسبب في ما ألت اليه الدولة السودانية هل هي الحكومة ام المواطن؟ ومن هو الذي احق بالنقد في هذه المرحلة؟ ولماذا يفرض الحزب الحاكم ترسانة من القوانين تهدر الحقوق والحريات العامة والخاصة وتصادر حرية التعبير والرأي وما زال الحزب الحاكم يعمل علي اصدار المزيد من التشريعات التي تلغي من حرية الصحافة واقامة الندوات والتجمعات فهل هذا من الاسلام في شيئ فيف يكون التعبير ؟ فالحزب الحاكم لا يسمع صوت المواطن ولا يترك له اي وسيلة لا يصال صوته ومن اجل هذا كانت الاحتجاجات؟
لقد اصبح السودان من اكبر الدول المصنفة من حيث الفساد واساء بذلك للدين الاسلامي فهو ظاهريا يرفع راية الدين وفي الواقع يرتكب الموبقات بأسم الاسلام لقهر المواطن فأين كان علماء الانكفاء عندما اجاز البرلمان القرض الربوي بخصوص سد مروي و فلينظر اولئك العلماء الي حال المجتمع السوداني بعد ان ضربته مظاهر لم نكن نألفها من قبل ونظرة واحدة علي مانشيتات الصحف الاجتماعية نجد فيها الكثير من القصص الواقعية المؤلمة لحد الوجع تدل علي ان الوداعة والفضيلة التي كانت تجمل وجه هذا المجتمع قد ذهبت بلا رجعة واصبحت تخفي تحتها( زبالة) تفوق الوصف من القذارة لسياسات الحزب الحاكم العرجاء وبعد كل هذا لماذا يصمت اولئك العلماء علي انتهاكات النظام الذين تلطخت اياديهم بدماء الصحايا والمنكوبين في دارفوروكردفان اليس هذه قضايا اولي بالاهتمام من علماء الانكفاء وكانت هيئة علماء المسلمين في العام السابق ابان احداث نيالا التي اندلعت في العام الماضي لسبب غلاء الاسعار خرجت ببيان هزيل حول احداث نيالا تنديدا بالذين خرجوا عن طاعة اولي الامر في التظاهرات ووصفوهم بأنهم قد نالوا جزائهم العادل بما كتب الله عليهم مدعين بأنهم شهداء ولكن بؤس الفقر الخلقي....
ان علي جماعة انصار السنة وائمة الدين الذين يهادنون هذا النظام الجائر وكل ابواق النظام ان يعلموا ان الفقر والفضيلة لا يجتمعان فمن الصعب ان تبذر بذور الفضيلة في مجتمع يعاني غالبيته من الفقر والاهمال بعد ان افقر النظام غالبية قطاعات الشعب لسياساته العرجاء ودمر كبري المشاريع الاقتصادية في البلاد واعتمد علي البترول الذي ذهب بلا رجعة وبالتالي برزت مسألة سوء الاخلاق كرد فعل طبيعي للسياسات الخاطئة و لذلك الم يقل عمر بن الخطاب لو كان الفقر رجلا لقتلته؟ فأذا كنا نريد اجتثاثها هذه الظواهر فلا بد من زوال النظام لايجاد بيئة صالحة حتي يخرج افرادا صالحين ولن يتم ذلك الا بتوفير الاكل والشراب والصحة والتعليم وهذا ما لا يريده حزب البشير لان تلك هي الخدمات التي كانت موجودة قبل مجئ الحكومة الحالية ولا بد من توفير ذلك كحد ادني حتي يستطيع المواطن ان يعيش بطريقة كريمة وهذه هي مسؤلية الدولة وليس مسؤلية الشعب حتي لا يضطر المواطن للجوء للمارسات اللا أخلاقية فأين اين تذهب اموال الضرائب والجبايات التي يدفعها المواطن ولاتعود عليه بالخير فلماذا لم تسخر كل تلك الاموال في صالح المواطن فلماذا بعد كل ذلك يكون تناول موضوع كهذا بطريقة سالبة علي منابر المساجد
لقد شوهت حكومة البشير صورة الدين الاسلامي وكان من المفترض ان يكون السودان بوابة الاسلام الي افريقيا ولكن الدولة السودانية ابتليت بنظام غارق في العنصرية حتي اذنيه وهذا هو النظام الوحيد الذي امتلك جراءة للنقاش في مؤسساته العلنية لسياسات التمييز بين مناطق السودان علي اساس الهوية والولاء والاشارة هنا الي مثلث حمدي وصحيفة الانتباهة وقد وضع هذا النظام المعادلة التي يراد بها من الاخرين التوافق عليها وهي معادلة كرست الثروة بين سياسات التحرير والاستثمار وكذا الوظيفة العامة في المؤسسات الحيوية لقوي اجتماعية بعينها ومعلومة للجميع وقد ترتبت علي هذه السياسات فوارق فاحشة بين قطاعات المجتمع في امور حيوية اهمها التعليم ولقد خدمت الجماعات السلفية الحزب الحاكم وقدمت له خدمات جليلة في مراحل مختلفة خاصة وانهم يسيطرون علي هيئة علماء المسلمين التي بأي حال لاتمثل كل العلماء المسلمين بمختلف توجهاتهم في المجتمع السوداني فالتعيين يتم وفق امزجة الحزب الحاكم وفق منطق الولاء والبراء وقد خدم اولئك السلفيون الحزب الحاكم خاصة في مرحلة الانتخابات بتعبئة الرأي العام ضد احزاب المعارضة والحركة الشعبية لدرجة التكفير فيشغلون الناس بقضايا انصرافية عن الاهتمام بالظلم والقهر وتبديداموال الشعب في ما لا طائل منه واحوال النازحين في المعسكرات لأن تلك هي المسائل التي هي جديرة بالاهتمام علي من يدعون انهم يحملون هم الدين الاسلامي لاصلاح حال البلاد التي تسير نحو الهاوية.. فهذا شيئ طبيعي لانهم استطابوا بخيرات النخبةالحاكمة فلا يحرمون متعة الحياة علي انفسهم مقابل حق وطن بأكمله في ان يناضل ويكافح من اجل اعلي قيمة اوجدت من اجلها الحياة فيرون كل تلك الفظائع ويصمتون عنها فكيف لاولئك العلماء و لهيئة علماء المسلمين ان يكونوا ضمير الامة ولسانها وهم منذورين لمزاجية الحكام واهوائهم...............
لقد جاءت جاءت الاديان السماوية لتحرير الانسان من الخوف والخرافة ولكن النخب المتسلطة ولصوص السلطة حرفوها في مصادرة الحرية ولقد عاني المجتمع الاوربي كثيرا من القهر والاستبداد والاستغلال والسخرة بسبب التحالف بين الملوك ورجال الدين وتفجرت الثورة في انجلترا وفرنسا ضد الملوك ورجال الدين الذين كانوا يبيعون صكوك الغفران فنحن نحتاج في السودان الي اصلاح ديني حتي نتحرر من تلك الظاهرة الخبيثة فحركة الاصلاح الديني التي اجتاحت اوربا في القرن السادس عشر غيرت مجري التاريخ الي الافضل وفي السودان ارتبطت ظاهرة رجال الدين بالانظمة القمعية التي دائما ما تحاول اضفاء الصبغة الشرعية عليها وكان الرئيس الاسبق جعفر النميري احتوي بمجموعة من رجال الدين وتدثر بهم من امثال المكاشفي وال ابوقرون الي ان احتمي في نهاية المطاف بجماعة الاسلام السياسي التي صورت له نفسه بأنه امير المؤمنين وقذفت به في نهاية المطاف الي اسفل سافلين ثم جاءت حكومة الانقاذ وسارت علي نفس المنوال وكان البرعي والكثير من رجال الطرق الصوفية ورجال الدين من امثال الشيخ عبدالحي يوسف كنماذج تغني عن المجادلات وهي بذلك تجمع بين النقيضين ويتجلي ذلك في هيئة علماء المسلمين التي تجمع بين الصوفية والسلفيين فهما يختلفان ايدولوجيا ولكن النظام احتواهم بغرض الحماية وتفصيل للفتاوي بحسب الحوجة.....
لقد استغل الحزب الحاكم اجهزة الدولة وتوابعه من علماء الدين مدفوعي القيمة والصحف المدعومة بترديد ترهات لا يمكن ان ان تقنع حتي من كان به بله ومن هذه الترهات تحريم المظاهرات والاحتجاجات شرعا ومن الترهات ايضا قولهم ان مظاهرات نيالا ممولة من اعداء الله وبالتحديد اسرائيل وهذا اتهام جزافي بلا دليل فالمؤتمر الوطني اخر من يملك اهلية اخلاقية للحديث عن التمويل الاجنبي بعد ان ادمنت عصابة البشير الوقوف امام دول الخليج للتسول باسم الدين الاسلامي وامام ابواب المانحين سرا وعلانية استجداء للتمويل وكانت الامم المتحدة قد فضحت حزب البشير حينما تقدمت الحكومة بطلب مليار دولار لتمويل الانتخابات الاخيرة بدون علم الحركة الشعبية الشريك الاساسي في الحكومة معها انذاك وحسب الامم المتحدة فأن هذا المبلغ هو ضعف تكلفة اعلي انتخابات جرت في دول العالن الثالث ولا تعليق....؟ ومهما يكن من شيء وفي رأيي الشخصي ان اكبر كسوب هو ما حاق بالؤتمر الوطني وسلطته من خسران سياسي واخلاقي تحت عنوان الانفضاح والسقوط فعصابة البشير تعاني من فوبيا الاجماع الوطني والحراك الجماهيري المعارض وهذه هي النقطة التي ستحسم المسألة لصالح الشعب السوداني وهو ما نفتقده الان (الحراك الجماهيري) ويعمل حزب البشير علي ان لا يحدث وهذا بدوره يؤكد انكشاف النظام من الغطاء الشعبي والفزع من احتمال السقوط وهكذا ان ما يمكن تسميته بالجماهير فوبيا قد اربكت سلطة المؤتمر الوطني لترتكب اخطاء فادحة سببت لها اخطاء سياسية كبيرة فقد فرضت حالة الطوارئ بدون اعلانها والدليل علي فرضها نزول القوات النظامية الي الشوارع بكثافة مدهشة في الولايات المختلفة وخاصة في العاصمة المثلثة وتم تأمين المداخل الرئيسية والكباري و اعلنت الشرطة في بيان لها انها ستتعامل بحزم وقوة مع الاحتجاجات , ومن وجه اخر فضح المؤتمر الوطني نفسه عن طريق البيان بالعمل خطل كل دعايته الكذوبة بعدم الحديث في الصحف عن موضوع رفع الدعم عن المحروقات وشهد الشعب السوداني ومعه كل العالم علي قهره للرأي العام وحرية التعبير والاسوأ من ذلك انفضاح النزعة العنصرية المستحكمة في نفوس قادة المؤتمر الوطني لتحويل التظاهرات لصراع ديني بين المسلمين واعداء المسلمين بالاشاعات والاكاذيب من خلال تصريحات ساستهم الافاكين وكتاب العار وفتاوي الكهنوت مدفوعة الثمن.وقد سبق للشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للمسلمين ان افتي بأن من حق المسلمين الخروج للشارع وابلاغ صانعي القرار صوتهم ورأيهم بصوت عالي ومسموع لان صوت الفرد قد لا يسمع ولكن صوت الجماعة اقوي من ان يتجاهل الشرق الاوسط 12/12/2009 فما هو رأي جماعة انصار السنة ورأي هيئة علماء المسلمين في هذه الفتوي؟ والي ان تعي جماعة انصار السنة ورجال الدين دورهم في حماية المجتمع لافساح الطريق للمواطن في ان يعيش بأمان حتي يحقق زاته والا فأن الفصام علي مستوي الممارسة في العلاقات سيستمر في ما سيفرزه من مألات والذين يديرون ظهورهم للحقائق سرعان ما سيجدوا انفسهم امام واقع اسهموا في تعقيده وتأذوا من مألاته....
Elmuthana ibrahim baher [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.