تعتز بسودانيتها كثيرا وتفخر .. انها حقا امرأة من تاريخ بلادي يمشي على قدمين .. بيني وبينها سجال طويل وكلام في السياسة والتاريخ .. تبادلنا الاتصالات الهاتفية والرسائل والصور وبطاقات التهاني بالأعياد خاصة خلال الفترة الممتدة منذ 1995 تاريخ مغادرتي دولة الامارات لاجئا سياسيا عن طريق الأممالمتحدة الى أوروبا وحتى تاريخ عودتها الأخيرة للسودان .. وقد كتبت عنها كثيرا وعن نضالها الممتد منذ خمسينيات القرن الماضي لا سيما بصحيفة (الخليج ) الاماراتية وبعدد من المواقع الاليكترونية السودانية .. وكثيرا ما كنت أناديها ب (أمي الصديقة ) كلما هاتفتها سواء بمنزل أبنها الدكتور (أحمد) أو رفيقة دربها وخليلة كفاحها (زهرة الباهي) وهما يقيمان بلندن .. كما كانت لا تنادينني ولا تكتب لي الا( ابني ) وكان ذلك مصدر فخر لي واعزاز. سنترك المجال لها هنا لتتحدث بنفسها من خلال حوار مطول أجرى بالعامية / الدارجة معها بصحيفة (الوطن) السودانية بتاريخ 18 فبراير العام 2006 .. حيث قالت في اجابة لها على سؤال عن بداياتها وتاريخها السياسي : " الحقيقة أنا أرجع بيك شوية ليه انا دخلت السياسة، أنا كنت طفلة وأبوي كان أهله في القطينة، فكان أول ما تجي الاجازة وهو معلم يسوقنا كلنا، وكنا بنحب القطينة جداً، وبيت جدي كان قريب من بحر أبيض، وكانت في أوضة فيها حبوبتي أم أبوي ومعاها مرتين، وقالوا لي ديل اخواتك، وكنت بقول لي دي حبوبة ولي دي حبوبة، واحدة فيهن اسمها (فضل الرحام) هي كانت بتشيل العيش وتمشي تطحن في المرحاكة، أنا مرتبطة بيها، وكانت بتسوقني بتوديني النيل، النيل كان جنب البيت أمشي أجلبغ فيه بكرعيني، ولمن تطحن العيش وتعجنو تقوم تعوسو وتديني الطرقة الأولى دافية، وكنت مرتبطة بيها ارتباط شديد، وزي ما أمي بتقول ليها (فضل الرحام) أنا كمان بقول ليها (فضل الرحام) .. يوم أنا قاعدة جنبها وهي بتطحن، وكانت بتغني لغة أنا ما فاهماها، عندها صوت جميل، لكن من صوتها الحنين أنا أقوم أبكي، تقوم هي تخت الحجر وتقلدني عليها، لمن كبرت شوية عرفت انها لم تكن أم لحبوبتي، هي اختطفوها تجار الرقيق من أولادها وراجلها وباعوها لواحد، لغاية ما وصلت لجدي وإشتراها، ولكن جدي كان يعاملها معاملة كويسة، وحبوبتي كانت بتعاملها معاملة كويسة عشان كدة بناتها كانن بيقولن ليها "أمي فضل الرحام" ونحن كنا بنقول ليها "حبوبة فضل الرحام" . لمن اكتشفت القصة دي أنا حصلت لي حاجة صعبة جداً لأني أنا بحبها، وهذا أثر عليّ تأثير كبير جداً خلاني سريعة البكاء وأبكي لأبسط الأشياء، وما في زول خلق نفسو وما في زول اختار لونو، ولا لانو الزول أسود مفروض استعبدوا، ودا أدخل جواي عقدة وده خلاني أوهب نفسي للمظلومين، لانو ديل ما في زول فيهن خلق رقبتو، ولا في زول استشاروه عشان يبقى شين ولا سمح، ولايمكن استعباد زول هو ما عندو ارادة فيهو، فأنا ده حقيقة هزاني من الداخل من أنا طفلة، وبقيت سريعة البكا ، وده الخلاني لمن كبرت شوية أدخل مجال السياسة، دخلت مجال السياسة لا حباً في السياسة لكن عشان بس أساهم وأنقذ ما يمكن انقاذه للناس المظلومين (تخنقها العبرة فتبكي!!) الزول ما أختار يكون مرا ولا راجل ويعاقب عليه أصلو ما ممكن " . ونواصل .. مع دعواتي لها بطول العمر .. ولكم جميعا تحياتي . خضرعطا المنان [email protected]