المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    "بناء الدولة وفق الأسس العلمية".. كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    نبيل عبد الله: قواتنا بالفرقة 14 مشاة صدّت هجومًا من متمردي الحركة الشعبية بمحطة الدشول    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    كيف تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني ؟!    أكثر من 8 الاف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة الابتدائية بسنار    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيد محمد عثمان أعلن إن مسئولية الحزب ألت إليه بوفاة الأزهري .. بقلم: النعمان حسن
نشر في سودانيل يوم 03 - 11 - 2013

ودع الحزب الحركة الوطنية منذ ارتفع هتاف (نحن نؤيد حزب السيد) و(عاش ابو هاشم)
العمل فى اى من لجان الحزب رهين دستوريا باداء القسم لطاعة الميرغنى
اتباع السيد اختزلوا تاريخ الحزب فى اسرته واغفلوا اى اشارة للشريف حسين
الحلقة الخامسة
النعمان حسن
تناولت فى الحلقة السابقة اهم القضايا الخلافية التى شهدها حزب الحركة الوطنية على اثر عودة الديمقراطية بانتفاضة ابريل 85والتى شهدت صراعا حادا بين الاتحاديين الذين التزموا جانب الدفاع عن الديمقراطية وزعامة الطائفية المؤيدة للانقلابات. الا ان حركة هيئة دعم وتنظيم الحزب الاتحادى (جماعة دار المهندس) طرحت ميثاقا لتوحيد الحزب من عشرة نقاط نشرتها فى الحلقة السابقة. وقلت ان فصيل الميرغنى هوالوحيد الذى رفض ميثاق التوحيد ووعدت ان اعود فى هذه الحلقة لخطاب السيد محمد عثمان الذى ادلى به فى حفل الكلاكلات بعيدالاستقلال والذى تطلع فيه الاتحاديون ليسمعوا رايا ايجابيا من السيد على مشروع التوحيد الا ان خطابه جاء محبطا لكل الاتحاديين ورافضا لمشروع الميثاق.
وبالرجوع لصحيفة الاضواء التى نشرت الخطاب فى يوم السبت 24 يناير 87 وهو الخطاب الذى القاه يوم 16يناير 87 بعد اسبوعين من اعلان الميثاق فان ما جاء بالخطاب يتحدث عن نفسه ويؤكد فيه رفضه للميثاق كما ذكر الاستاذ موسى يعقوب القيادى بالجبهة الاسلامية فى مقالته التى نشرها بصحيفة الراية بعد الخطاب مباشرة. وساورد من
خطاب الميرغنى النقاط التى تعبر عن رفضه لمشروع ميثاق التوحيد .
1- فى مقدمة الخطاب يقول مايلى:
( اننى حين استعرض تاريخنا الوطنى انما استرجع مرحلة النضال الوطنى ضد الاستعمار بقيادة مولانا السيد على الميرغنى والشهيد اسماعيل الازهرى طيب الله ثراهما ورفاقهما الابرار)
2( واننى منذ ألت الى مسئولية العمل الوطنى وتنظيمه والاشراف عليه ورعايته اثر وفاة الزعيم الراحل مولانا السيد على الميرغنى ثم من بعده الشهيد الرئيس اسماعيل الازهرى اخذت افكر بجدية نتج منها حسم الموقف بتحمل المسئولية الوطنية ابان المقاومة الشعبية للنظام المايوى وقدعزمت على قوة التصدى مقاومة لشراسة التحدى)
ملحوظة: لاحظوا كيف انه بدا التفكير بعقلية الوارث حيث لم يوضح كيف الت له مسئولية العمل الوطنى بوفاة الشهيد الازهرى الذى ضحى بحياته ضد النظام المايوى بينما ايد هو وشارك فى مايو فهل انعقد مؤتمر عام للحزب وانتخبه او كلفه بهذه المهمة ولماذا لم يوضح كيف انه تحمل مسئولية التصدى لمايو وعن اى مايو يتحدث هل هى نفسها مايو التى ايدهل وشارك فيها ثم لماذا اغفل الشهيد الشريف حسين الهندى الذى قاد النضال ضد مايو ثم يقول
3-( الامر الذى جعل الحزب الاتحادى فى موقف الريادى فى الدعوة الى اسلامية التشريع) الى ان يقول:
4( اننا عندما ننادى بالبعد الاسلامى لا نفعل ذلك انفعالا بواقع الحركة السياسية وانما ننادى بالبحث الاسلامى كهدف من مقاصد حركتنا الوطنية) ثميذهب ويقول (اشرت على هذا الجانب ردا على من يزعم اننا غير جادين فى توجهنا الاسلامى )
ملحوظة: هنا دعونا نتوقف عند نقطتين هامتين :
أ‌- انه بهذا الحديث يعبر عن رفضه لما ورد فى مشروع التوحيد ان واحدة من اخطاء القرارات الفردية فى الحزب اعلان برنامج للحزب يقوم على الدعوة لدستور اسلامى وهو قرار لايصدر الا عن مؤتمر عام للحزب وهذا ما لم يحدث
ب‌- ويالها من مفارقة فى الوقت الذى يعلن ان حديثه جاء ردا على من يشككون فى جدية التوجه الاسلامى الذى يتبناه الحزب فانه نفسه وبعد سنوات قليلة من هذا الخطاب كان يوقع اتفاقا مع قرنق وفيه يلتزم بالغاء قوانين سبتنمبر ويتراجع عن الدستور الاسلامى .(يعنى الحزب تحت مزاجه الشخصى)ثم يقول:
-5-(وثالث الدروس هو العمل على جمع الصف ووحدة الكلمة وتوحيد صفوف الجماهير الاتحادية باسلوب دينقراطى يتوخى المصلحة العامة فى تجرد واخلاص ونكران ذات بعيدا عن المطامح حتى يعود الحزب الاتحادى قوة ضاربة )الى ان يقول( وانا على يقين باننا قادرون على ذلك باذن الله وتوفيقه متى اتحدت الكلمة وتوحد الصف وجاء البناء سليما ليعطى الشباب دفعات فى مدار التنظيم اعدادا لقيادة الحزب فى دوراته المتتالية)
بذمتكم هل يحتاج الامر هنا لتعليق فلماذا اذن رفض ميثاق التوحيد و هل تتوافق مواقف السيد منذ القى هذا الخطاب حتى اليوم ونحن الان نتابع ما يدور فى الحزب وكيف انه اصر قبل ايام على استمرار الحزب مشاركا فى الحكومة بالرغم من قرار الهيئة العليا بالانسحاب عن المشاركة . وها هوحزبه الاصل يشهد مزيدا من الانقسامات بسبب هذا الموقف اليوم امتدادا لهذه الحلقة من الانقسامات .
و الان مع اهم فقرات الخطاب والتى يقول فيها:
6-(استفهاما لهذه الدروس الى عاشتها جماهير حزبنا وتنفيذا لهذه القناعات التى تجول فى صدر كل اتحادى او متعاطف جاءت دعوتنا الى عقد المؤتمر العام للحزب الاتحادى الديمقراطى فى اطار من التوجه الاسلامى واطار من الانتماء الوطنى الذى يهدف وحدة وطنية شاملة) ثم يواصل ويقول( ولقد بدات لجنة التسيير الخاصة بعقد مؤتمرات الاحزاب القاعدية عملها الذى ينتهى بقيام المؤتمر العام للحزب )
عجبا هكذا اعلن دعوة منفصلة لمؤتمر خاص بفصيله وحده مجهضا بذلك دعوة الميثاق لمؤتمر جامع لكل الاتحاديين ومع ذلك يبقى السؤال:
هل اكملت لجنة التسيير عملها وانتظم الفصيل فى مؤتمرعام وهو مالم يحدث حتى اليوم لانه قصد بحديثه اجهاض مشروع التوحيد الذى اجمع عليه الاتحاديون .
كما ان الخطاب لا يخلوا من مفارقات اورد منها قوله:
1-(الشورى وهى العملية الديمقراطية من منظورها الاسلامى وهى ديمقراطية يتسم بها حزبنا الديمقراطى على مر العصور وتعتبر الديمقراطية من خصائص هذا الحزب العريق فلا تسلط ولا ارهاب ولا حجر على راى احد واود فى هذا الاطار ان اشير الى امور كان لها مردود سالب اثر على حركة الحزب وجعلت البعض يقف موقف المتفرج كما جعلت البعض ينحاز الى احزاب اخرى واول هذه الامور الانقسامات السطحية والتشويش
الذى حدث عقب الانتفاضة والذى ظل يعوق مسيرة الحزب مدة تسعةاشهر)
ملحوظة: صدقوا او لا تصدقوا ان هذا الحديث يصدر من السيدالذى لم يتجاوب مع اجماع الفصائل الاتحادية للحزب لتوحيده وكيف له ان يغفل ان كل هذه الانقسامات كانت كلها بسبب مواقفه المؤيدة لمايو والاضرار على الهيمنة
هذا ما جاء فى خطاب السيد محمد عثمان الميرغنى فى حفل الكلاكلات بالاستقلال والذى جاء رافضا فى محتواه لميثاق التوجيد الذى قبلته كل الفصائل يومها وهو ذات المشروع الذى ظلت تتبناه منظمات وجماعات اتحادية منذ ذلك الوقت حتى اليوم ولا يجد استجابة منه بل وهو يقدم الان نموذجا حيا له وهو يفرض رايه بالمشاركة.
قد لا تصدقون ان هذا الخطاب قد سبقه بيان نشرته الصحف للسيد محمد عثمان الميرغنى.بتاريخ 12يناير 87 عقب اعلام الميثاق تحت عنوان(الى جماهير الحزب الاتحادى الديمقراطى فى كل اقاليم البلاد وخارجها كان تعبيرا واضحا عن رفضه لمشروع التوحيد وكان اغرب مافى البيان مقدمته التى جاء فيها مايلى:
(لاشك انكم تدركون كفاح حزبكم الاتحادى الديمقراطى ضد ما تعرض له من مؤامرات استهدفت الحزب بصفة خاصة ممثلة فى الانقلابات العسكرية التى اطاحت بالديمقراطية ولكن القاعدة التاريخية الصامدة بقيادتها الوطنية قد تصدت لهم بكل الوسائل فى الداخل والخارج الى ان تحقق الانتصار لشعب السودان فى انتفاضة رجب-ابريل- واستردت حقها فى الحفاظ على مبدا الديمقراطية منهجا وسلوكا وواقعا)
فهل يصدر مثل هذا الحديث من زعيم الطائفة التى وقفت بجانب كل الانقلابات التى شهدها السودان؟
يواصل البيان ويقول( ان قيام المؤتمر العام للحزب الاتحادى الدمقراطى قد ظل شغلنا جميعا لاننا نريد له ان يكون مؤتمرا حقيقيا شارك فيه كل عضو فى هذا الحزب مشاركة ايجابية ليجئ مؤتمرنا معبرا عن ارادة القاعدة العريضة وتتمخض عنه قيادة تستمد احترامها وقوتها وكفاءتها من هذا المؤتمر) الى ان يقول(اننا بهذا البيان نريد ان نعلن حالة التعبئة القصوى لجماهير الحزب الاتحادى الديمقراطى وهى مطالبة اليوم بالتحرك القوى الفاعل تجميعا للصفوف)
وهل يصدر هذا منه وهو يقف ضد مشروع جمع الصفوف
بل اتبعه بخطابه فى حفل الكلاكلات الذى توقع الاتحاديون ان ان يختتمه بقبول مااتفق عليه حول ميثاق التوحيد ووتنظيم الحزب لهذ كانت ردة الفعل الطبيعية لمسلكه هذا ان اصدرت هيئة الدعم يومها قرارها بفصله من الحزب ذلك الخبر الذى تصدر الصفحة الاولى لصحيفة السياسة يومها وان ابطل مفعول ذلك القرار انقلاب الانقاذ لانه حال دون ان تنتظم القاعدة الاتحادية وتعقد مؤتمرها العام لتنظر بين اجندته قرار الهيئة بفصله.
هكذا كانت المرحلة الاولى ما بعد الانتفاضة وماقبل الانقاذ اما الحديث عن المرحلة الثانية فهو حديث طويل الا اننى وقبل الخوض فيه وانطلاقا من ان السيد محمد عثمان الميرغنى فى خطابه فى حفل الكلاكلات تحدث عن انعقاد مؤتمر عام للحزب يشارك فيه الجميع وبحرية تامة يختارقياداته وعن لجنة التسيير التى تشرف على تنظيم القواعد وهو المؤتمر الذى لم ينعقد حتى اليوم بالرغم من ان الدعوة اليه كانت قاصرة على اتباعه فى الفصيل الذى يملكه بعد ان اصبح رئيسا للحزب بوضع اليد ودون ان ينتخبه مؤتمر عام للحزب الا انه وحسب قوله فان المسئولية الت اليه من الازهرى ولكن المفارقة الكبرى انه فى 5مارس 1995 نظم تجمعا من اتباعه اختارهم هو بصورة اقصائية اطلق عليه( مؤتمر عام الحزب) فى المقطم بالقاهرة ولان هذا المؤتمر يعد الاخطر فى مسيرة الحزب ويكشف ما خطط له السيد وحققه فلقد تمخض عن هذا المؤتمر ماسمى (بالدستور المؤقت للحزب الاتحادى الديمقراطى) لهذا كان لابد لى ان اوليه وقفة خاصة قبل الخوض فى المرحلة الثانية والاخيرة للحزب وهى مرحلة الانقاذ الحافلة بالمفارقات والاحداث
لقد كانت الدعوة لما سمى بمؤتمر الحزب فى المقطم القاهرة قاصرة لعدد محدود اختاره السيد من اتباعه لا يتعدى اكثر من ثلاثين عضوا والملاحظة الاولى حول هذا المؤتمر انه انعقد وقد سمى السيد محمد عثمان الميرغنى نفسه رئيسا للحزب دون ان ينتخبه المؤتمرالذى وجه له الدعوة مع ان هذا اول (مؤتمر) يعقده الحزب اذا قبلنا تسميته يمؤتمرولم يبحث منصب الرئيس بين اجندته حتى لانتخابه صوريا كامر مفروغ منه حتى يضفى على رئاسته شرعية وان كانت زائفة اما مفارقة المؤتمرالكبرى ان اول بند في مؤتمر المقطم كان اداء قسم بمبايعة السيد وطاعته بصفته رئيس الحزب بالرغم من ان القسم نفسه كان فى مشروع الدستور المقترح امام المؤتمر لاجازته ومع هذا تم اداء القسم قبل ان يجاز ليصبح القسم نفسه حاكما للمؤتمر قبل ان ينعقد بعد ان فرض الميرغنى نفسه رئيسا وبعد ان فرض الولاء والطاعة لشخصه على المؤتمرين قبل مداولات المؤتمر .
فلقد نص مشروع الدستور فى صفحة 12 منه تحت المادة السادسة وعنوانها –القسم- مايلى:0
( لا يمارس عضو الحزب صلاحياته فى اللجنة المركزية او المكتب التنفيذى او اية لجنة تستلزم طبيعتهااداء القسم الا بعد ان يؤدى العضو القسم بالصيغة المحددة فى اللائحة)
ونص القسم كما جاءفى اللائحىة فى المادة 8يقول مايلى:
(لايمارس عضوا اللجنة القيادية او اللجنة المركزية او المكتب التنفيذى او اية لجنة تستلزم طبيعتها اداء القسم الا بعد ان يؤدى العضو القسم بالصيغة التالية:-)
وملحوظة تم تنبيه كل مشارك فى الاجتماع ان يذكر اسمه اثناء ترديد القسم وكان السيد حاتم السر هو الذى يتلو القسم ويردده خلفه اعضاء المؤتمر وهذا هو نص القسم:
(انا -------- يذكر اسمه اقسم بالله العظيم وكتابه الكريم ان اؤدى واجباتى عضوا ب------ للحزب الاتحادى الديمقراطى بقيادة السيد محمد عثمان الميرغنى بكل امانة واخلاص واتعهد بتنفيذ كل ما يوكل الى من مهام بتجرد وولاء ين تامين) حيث اصبح الميرغنى رئيسا بنص القسم ولم يعد يحق للمؤتمر ان ينتخبه او يسحب الثقة عنه لان القسم له فى شخصه وليس المنصب
هذا هو القسم الذى اداه المشاركون فى المؤتمر والذى اصبح ملزما بموجب الدستور وبهذا اصبحت طاعة الميرغنى ملزمة لهم ولمن ياتى بعدهم ولقد اصطف اعضاء المؤتمر وقوفا لاستقبال الرئيس عند حضوره وعند وداعه ووقوفا عند ادائهم القسم والمفارقة هنا انهم عندما رددوا القسم فان أل البيت والذين كانوا حضوراومشاركة فى المؤتمر ويجلسون جوار السيد بالمنصة تم استثنائهم من المشاركة فى اداء القسم حيث لم يرفعوا ايديهم ويشاركوا فى ترديد القسم لانهم بالطبع من أل البيت شركاء فى ملكية الحزب فى الوقت الذى كان من يشاركونهم الجلوس على المنصة من غير ابناء الاسرة وبينهم قادة كانوا يرفعون اياديهم يرددون القسم لانهم ليس من أل البيت فى مظهر وحده يكفى لتاكيد ان الحزب اصبح حزب اسرة ولعلنى ادعو من يملكون شريط تسجيل المؤتمر فيديوا ان يمتلكوا الشجاعة ويعرضوا هذا الشريط على الاتحاديين.
وبالمناسبة هذا الدستور المؤقت ينص على انه ملزم لمن هم فى الداخل ايضا وانه ملزم لكل اللجان الحزبية حتى انعقاد المؤتمر العام للحزب الذى ينعقد فى الداخل والذى لم ينعقد حتى اليوم ولا اظنه سينعقد وتطبيقا لما جاء فى الدستور المؤقت كان على الهيئة المسمى بالعليا فى الحزب والتى قررت فض الشراكة مع الحكومة الا يعدو قرارها ان يكون توصية لمالك الحزب لهذا كان من الطبيعى ان تعترف بان قرار السيد باستمرار المشاركة فى الحكومة يعلوا قرارهم بموجب الدستورالمؤقت (الدائم)
اعلم ان هناك من يكابر ولا يصدق هذه الواقعة وان يكون هناك قسم تمت تأديته فى مؤتمر المقطم على هذا النحو الا اننى اؤكد ان الجزء الخاص باداءالقسم فى هذا المؤتمر موثق صوت وصورة فى تسجيل فيديو قدمه الشريف زينالعابدين الهندى فى حوار اجريته معه فى القاهرة عام 96 والان هذه اللقطة تحديدا يمكن لمن يشكك فيها ان يشاهد الحوار الذى سجلته مع الشريف زين العابدين الهندى الجزء العاشر فى اليوتيوب (تحت عنوان :حوار النعمان مع الشريف زين العابدين الهندى الجزء العاشر) حيث ان التسجيل تضمن لقطة اداء القسم فيما سمى بمؤتمر المقطم .وهنا يجب ان تلاحظوا ان القسم لم يكن للالتزام بمبادئ الحزب وبالدمقراطية ورفض الانقلابات وانما كان قسما لطاعة السيد فى كل ما يامر به بحيث يخضع له من يقسم (بالقيام والجلوس) حسب امر السيد سواء عمل من اجل الديمقراطية او يشارك فى وأدها بانقلاب فالطاعة واجبة فى كل الحالات. وهذا ما حدث بالفعل حيث تبدلت مواقف السيد من انقلاب الانقاذ من معارض لمشاركة فطاعته وجبت فى الحالتين وقد تبعه اتباعه فى الموقفين المتناقضين مناهضا ثم شريكا للانقاذ كما ان نص القسم يعنى انه لو شاء القدر لعقد مؤتمر عام للحزب فان مسالة الرئاسة حكر ومحسومة بموجب االدستور المؤقت والقسم لكل من يشارك فى المؤتمر حيث يفترض الا يدخل قاعة المؤتمر الا من يؤدى قسم الولاء والطاعة لرئيس الحزب الذى لم ينتخبه احد هذا اذا انعقد مؤتمر للحزب .فهل تعجبون اذن اذا اصبح الحزب ملكية خاصة بالسيد محمد عثمان الميرغنى واسرته (وان تسوده هتافات نحن نؤيد حزب السيد وعاش ابوهاشم) و اذا كان هناك امرا اغفله الدستور الانتقالى سهوا فانه لم ينص على ان القسم يسرى لحساب من يرث السيد من وقد بدا المرشحون لوراثته يكشفون عن نواياهم وخطواتهم .
هذا ما كان من امر القسم الا ان الدستور نفسه لم يخلو من مفارقات اخرى:
1- ففى صفحة 3و4من الدستور يقول:
(ومرت الحركة الاتحادية بفترة عابرة تعرضت لخلافات فى وجهات النظر السياسية ادت لقيام حزب الشعب الديمقراطى الا ان الخلافات حسمت وعاد حزب الحركة الوطنية الى التوحد تحت مسمى الحزب الاتحادى الديمقراطى فى نوفمبر 1967 برعاية وتوجيه ابى الحركة الوطنية مولانا السيد على الميرغنى ورئاسة الزعيم اسماعيل الازهرى ومرة اخرى كانت عودة الوحدة الى صفوف الاتحاديين مصدر خوف وذعر لقوى التخلف والعمالة فقام انقلاب مايو العسكرى1969 ومرة اخرى انتفض شعبنا فى وجه الطغيان فاسقط نظام مايو كما اسقط من قبل نظام نوفمبر 1958 فى ثورة اكتوبر 64وكان لامتداد عمر مايو اثر سلبي واضح على المستوى التنظيمى للحزب الاتحادى الديمقراطى الذى تولى قيادة النضال ضد النظام من داخل السودان وخارجه بالاساليب التى كانت تقتضيها تلك المرحلة التاريخية )
انظروا هذه المخاطبة الدبلوماسية لتغطية موقف زعماء الطائفة المؤيدة للانقلابين نوفمبر ومايووهو يبتدع لاول مرة ما يسمى النضال بالاساليب التى تقتضيها المرحلة فهل مطلوب من الاتحاديين ان يتقبلوا ان تاييد المراغنة للانقلابين من اساليب النضال التى اقتضتها المرحلة التاريخية.ثم يواصل ويقول:
( اتاح نظام مايو فى فترة حكمه لبعض القوى الطفيلية والرجعية التى تدعى الانتماءللاسلام لكى ترسخ جذورها وتنشر سمومها مستقلة العاطفة الدينية لشعبنا ) الى ان يقول( وقدعاد الحزب الاتحادى الديمقراطى بما له من تراث فى الصدق الوطنى ليصبح امل الشعب فى الخلاص واستطاع ان يحقق خطوات فاعلة من اجل الوحدة الوطنية فابتدر مبادرة السلام التى وقعت فى السادس عشر من نوفمبر 88 واجمعت عليها كل القوى السياسية ما عدا حزب الجبهة الاسلامية الذى غدر بالديمقراطية فى يونيو 89 وقطع الطريق امام الوصول لتحقيق السلام)
لابد من وقفةهنا فالميرغنى يقصدهنا الاتفاق الذى وقعه مع الدكتور قرنق والذى تراجع فيه عن دعوته لنظام اسلامى.يوم طرحه ضمن برنامج الحزب الانتخابى. .
يواصل الدستور فى مقدمته وامسكوا الخشب حيث يقول:
(0ان الحزب الاتحادى الديمقراطى كقائد للحركة الوطنية السودانية قد بادر وقاد ولازال فى مقدمة حركة النضال الوطنى لاستعادة الديمقراطية وتخليص البلاد من نظام البشير الترابى الذى اذاق الشعب القتل والقمع والتشريد)
هذا هو رايه فى النظام الذى اصبح شريكا فيه الان فماذا يا ترى حكمه على نفسه وقد سبق له ان ادان الشريف زين العابدين بالخيانة الوطنية لمشاركته النظام
اما اخر وقفة مع ماجاء فى مقدمة الدستور ففى صفحة 5جاء مايلى:
( تاسيسا على ما سبق فاننا فى قيادات واعضاء االحزب الاتحادى الديمقراطى ونحن نقدم على اجازة هذا الدستور نعلن بكل اعزاز وقوة اننا سنظل اوفياء للوطن وللمبادئ والاهداف التى ارسى قواعدها ابو الحركة الوطنية مولانا السيد على الميرغنى بقيادته الملهمة وتوجيهاته السديدة ورعايته المخلصة والواعية للحركة الوطنية من خلال كوادرها المؤمنة وحزبها العتيد وقاد مسيرتها الزعيم الازهرى الذى سار على نفس الطريق الذى رسمه مولانا السيد على الميرغنى وعبر عن هذا بلسان القائد عندما قال-لولا ذلك الاسد الرابض فى حلة خوجلى لما تحقق الاستقلال-)
هكذا اختزل الميرغنى واتباعه الذين اجازوا نص الدستور تاريخ حزب الحركة الوطنية فى زعامة الطائفة .
والى الحلقة القادمة والاخيرة حول فترة التناقضات حول موقف السيد محمد عثمان الميرغنى المتناقضة من الانقاذ وهى المرحلة الثانية والاخيرة .
خارج النص: احد الاخوة اتصل بى معقبا واكد انه اطلع على كتاب للعميد –م-مزمل غندور القيادى الاتحادى حكى فيه كيف ان الميرغنى عمل على ترشيح منافس له ليسقطه فى احدى دوائر امدرمان بالرغم من ان مرشحه لم يكن اتحاديا مع انه كان من اقرب المقربين اليه.
siram97503211 [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.