أعلنت الحكومة السودانية قبل أيام ، فرض ضرائب جديدة على المغتربين السودانيين في المنافي . وقررت أن يكون ذلك بأثر رجعي ( أي أن تحصل من بداية العام الجاري 2013) ، بمعنى أنك ستدفع المبالغ المقررة لسنة مضت ! لقد ظلت الحكومات في السودان ، على مختلف توجهاتها ، تعامل المغترب ، أياً كان وضعه أو وظيفته أو مستوى دخله ، أو عدد أفراد أسرته ، أو وضعه الصحي ، مثل (بقرة ) حلوبة يجب حلب ما في ضرعها دون أن (تعلفها) أو تسقيها أو ترعاها . وظل هذا النظام مفروضاً على المغتربين لسنوات طويلة رغم تراجع مدخولاتهم المالية ، واستغناء دول الاغتراب عن أعداد ضخمة منهم نتيجة سياسات الإحلال لخلق فرص وظيفية لأبنائها ، وبرغم حالة التشظي التي أصابت أسر المغتربين بسبب التحاق أبنائهم بعد أن كبروا ، بالتعليم الجامعي في دول مختلفة ومنها السودان ، فيعاملون بكل إجحاف وظلم وإزدراء ودون مراعاة لما قدمه آباؤهم من تضحيات في سبيل الوطن ، وما أضاعوه من أعمارهم خارج وطنهم وبعيدين عن أهلهم وعشيرتهم بسبب السياسات الخرقاء والفاشلة التي ظلت تطبقها تلك الحكومات عليهم دون دراسات ، ولا إستشارة لهم . وابتكرت تلك الحكومات الفاشلة أشكالاً وانواعاً من الجبايات والمكوس والضرائب بأسماء وصفات متعددة ما أنزل الله به من سلطان ، ثم أضافوا إليها ( الزكاة) التي لها شروطاً وقواعد فقهية معروفة ومقننة ولها أوجه للصرف حددها الشرع ، فجمعوها من المقتدر والفقير وذوي الحاجة والمريض والبائس والمتعففين دون فرق ، ثم تفننوا في جمع أموال ( المغتربين ) بالباطل البين ، تارة بدعوى دعم الجهاد حين كانوا يحاربون أبناء الوطن من أخواننا في الجنوب ، وتارة لاقامة مشروعات (وهمية) كترعتي الدندر والرهد ، وحيناً لدعم منظمات لا نعرف لها أصلا ولا عملا ، فتذهب ما يجبونه من عرق المغتربين وكدهم إلى جيوب لصوص النظام وحساباتهم الشخصية ، كما حدث في قضايا فضائح (الأقطان) و( الحج والعمرة) التي ضاعت فيها أموال الناس بلا وازع ديني أو رقيب وحسيب أو عقاب ! ثم أن الأنظمة ظلت تصادر حقوق المغتربين وتنكرها طيلة عهود كثيرة فتمنعهم حتى من استيراد ما يبنون به بيوتهم أو سيارة لتسهيل تنقلات أسرهم وأولادهم ، أو أثاثاً لفرش منازلهم ، أو شيئاً يتعيشون منه بعد عودتهم ، وتفرض عليهم رسوم الجمارك أضعافاً مضاعفة بلا مراعاة ولا تنازل ، في حين نراها (حقوقاً ) وكان واجب الدولة أن تراعيها دون طلب منا. ثم أن النظام الذي دأب على اشعال نيران الحروب والنزاعات في طول البلاد وعرضها ، وبعد أن دمر المشروعات الزراعية والصناعية التي كانت تغذي ميزانية البلد ، فتوقف الصادر بكل أنواعه ، وجفت موارد الوطن ، ونضب معين مداخليله بالصرف البذخي والفساد الذي استشرى كالنار في الهشيم ، وضرب الفقر أكثر من ثمانين أو تسعين في المئة من شرائح الشعب .... حمل الفقراء نتائج سياساته الفاشلة والخرقاء ، فناءت ظهورهم بتبعات الفشل الذي لا يريد النظام أن يعترف به ، فعادت إلى سياسة فرض الضرائب والجبايات والمكوس و (الدقنية) على الشعب الذي أفقروه وأذلوه بالعوز والمسغبة ، ثم رجعوا لبقرتهم الحلوب ( المغتربين) ليفرضوا عليهم من جديد ما لايطيقون . عليه ، نرى أن اطلاق حملة هدفها الامتناع عن دفع أية ضرئب جديدة ، أصبح فرض عين على كل مغترب . فالحقوق لا تُمنح ، ولكنها تُنتزع . ( ما دافعين ) ،، هي حملة لإجبار النظام على مراجعة سياساتها تجاه المغتربين ، وضمان إقتلاع حقوقهم من فم الحكومة ، فهي حقوق مشروعة ، وطبيعية ، وإن لم تطالب بها ، وتقاتل من أجل الحصول عليها ، فأعلم أن النظام لا يهمه شأنك ، ولا يحترم حقوقك ولا يعترف بها أصلا . فشارك في إنجاح هذه الحملة ، وأمتنع عن دفع أية ضرائب أو جبايات أو مكوس جديدة تفرضها هذه الحكومة . وساعدنا بنشر هذا النداء باشراك أصدقائك ومعارفك من المغتربين في أنحاء العالم ، وأرسله لكل من يتابعك في قائمة أصدقائك في مواقع الاتصال منير حسن منير الاجتماعي ( الفيس بوك وتويتر والمواقع السودانية على الشبكة العنكبوتية) .