[email protected] إن صعود وتواتر الأحداث شمالا وجنوبا في السودان ينبئ بقدوم ثورات الخريف الأفريقي التي تؤسس لتغيير جذري متكاملا في بنيتي الدوله والمجتمع في افريقيا جنوب الصحراء وإنطلاقا من السودانين الجنوبيوالشمالي .. هذه المقدمه توضح ان هنالك ثمة اختلاف عميق عن هذه الثورات الأفريقيه من مايسمي بثورات الربيع العربي ؛ والدلاله في ذلك -: اذا تقاضينا الأنظار لماهية الأحداث الراهنه التي تحدث في الجنوب حاليا وماسبقها من احداث ثورة سبتمبر شمالا سنجد ان ثورة التحرير التي اطلقتها الحركه الشعبيه بتحالفاتها المتشعبه والتي دمجت بين نضالات شعب جنوب السودان وجبال النوبه والنيل الأزرق ودارفور اول ما افرزت هو استقلال جنوب السودان لخطابها المبدئ الذي يطالب بتغيير اجتماعي وسلطوي يرتبط بصياغة هيكل الدوله بصورة جذريه حيثما زالت هذه الثورة مستمرة في تعرجاتها ومسارها في الجنوب الجديد وفي هذا دلاله علي طبيعة التغيير الذي يختلف عن مايسمي بالربيع العربي. واكثر وضوحا عن طبيعة الإختلاف هو افراز الربيع لنباتات سامه تمثلت في صعود حركات الإسلام السياسي بينما في السودان تتمثل طبيعة الثورة في نضالها الشرس لإجتثاث هيمنة الإسلام السياسي . تجتمع خصائص هذه الظاهرة في عدة بلدان افريقيا تناهض قوي الهوس الديني وابرزها ماحدث ويحدث في مالي وافريقيا الوسطي ونيجريا وغيرها من البلدان الأفريقيه -بالإضافه للتشابه قبضة السلطه المركزيه تدعمها اثنيه ثقافيه محدده منغلقة التوجه والقيم تعمل علي إقصاء المكونات الأخري. إن مايحدث الآن شمالا وجنوبا إنما هو إستمرار الصراع الثوري الذي انطلق منذ أمد بعيد لعقود من الزمان تجسده كتله تاريخيه آن لها ان تتوحد كقوى جديده لإقامة دوله حديثه لامكان فيها للهوس الديني او الإستعلاء العرقي والإثني والثقافي ومازال ذلك بؤرة الصراع شمالا حيث الهوس الديني مسيطرا وفاعلا رئيسا لخطاب الدوله والصراع القبلي جنوبا الذي دفع به سلفا كأزمه سياسيه . في احدي كتابات فرانسيس فوكاياما عن الصراع والحروبات في افريقيا اوضح بصورة علميه ممنهجه ان افريقيا قيد التشكل والتكوين وستظهر دول وتختفي دول وستندمج دول اخري لماهية متطلبات التغيير ووفقا لمصالح الشعوب وللإصطفافات الثقافية ولإمكانية قدرتها عن الإندماج او التنافر ولنوازع العصر والحداثه ولأن المستعمر هو من صاغ خراطتها واطر حدودها التي قد تكون جمعت بين متناقضات عده تنمويه وثقافيه واقتصاديه واجتماعيه وهي في اطوار بناء مختلفه استعصي علي الحكومات الوطنيه الإنتقال بهذه المكونات والأزمات التي تحيق بها الي حلول جذريه. وحاليا ما اريق من الدماء ومازال في الشمال في سبتمر وجبال النوبه ودارفور وجنوبا في جوبا وبور بسبب سلفا وسفاح نظام الخرطوم يجد الإنسجام الكامل بين النظامين دبلوماسيا وامنيا وانطلاقا من قيم الإستبداد والقمع المشتركه بينهما حتي اصطفاف الاعداء والصلحاء من وجهة نظريهما كباقان ودينق الور كاعداء وكلام اكول الذي كان وزير خارجية الحركه الشعبيه اتبان نيفاشا يعمل ضد سياسة الحركه الشعبيه وينفذ برامج المؤتمر اللاوطني شخص كهذا نجده اول من دعم كير في خضم هذه الأحداث - ان فك المتناقضات وفرزها من خلال الاحداث تجعل قوي الثورة اكثر وضوحا لتعلن عن قوتين متصارعتين قوي تعمل للحفاظ علي الاوضاع وقوي تعمل علي تغيير هذه الاوضاع التي استمرت قرونا من الإستبداد والقهر والتخلف ومصادرة العقل وتغيبه ومنعتنا عن مواكبة العصر والتقدم وملامسة ذري الحداثة . وستسمر الثورة السودانيه بشقيها الجنوبيوالشمالي معلنه لخريف افريقي عاصف ستضرب صواعقه اركان قوي الهوس الديني وقوي الإستبداد والفساد والإستعلاء الإثني والعنصري لتعلن ميلاد دول الحريه والكرامه والديمقراطيه والمواطنه وحقوق الإنسان والنهضه الوطنيه الشامله