أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير حالة الطوارئ في ولايتين يوم الاربعاء في الوقت الذي يستعد فيه وفد حكومته لمحادثات سلام مع المتمردين لانهاء الاشتباكات المستمرة منذ أكثر من أسبوعين والتي دفعت البلاد باتجاه الحرب الأهلية. وأعلن كير حالة الطوارئ بولايتي الوحدة وجونقلي اللتين تخضع عاصمتاهما الآن لسيطرة المتمردين الموالين لنائب الرئيس السابق ريك مشار الذي يتهمه كير بتدبير انقلاب ضده. وسمع صوت أعيرة نارية قرب القصر الرئاسي مساء يوم الأربعاء. وقال متحدث باسم الرئاسة إن قوات الأمن على الأرجح أطلقت النار على سكان انتهكوا حظر التجول. ويتعرض الطرفان لضغوط متزايدة من قوى اقليمية وغربية للتوصل إلى اتفاق لوقف الاشتباكات. وقال البيت الأبيض إنه سيمنع الدعم عن أي جماعة تستولي على السلطة بالقوة. والدعم حيوي لجنوب السودان الذي تكاد لا توجد به أي بنية تحتية بعد أكثر من عامين من انفصاله عن السودان. ووصل وفد المتمردين في وقت سابق إلى العاصمة الاثيوبية استعدادا لمحادثات بشأن وقف إطلاق النار. وقالوا إن المفاوضين الحكوميين لم يصلوا حتى الآن. ووافق الطرفان من حيث المبدأ على وقف إطلاق النار لكن لم يشر أي منهما إلى موعد تنفيذ ذلك ويشعر الوسطاء بالقلق من أن يحبط القتال حول بلدة بور المحادثات حتى قبل أن تبدأ. وقال وزير الدفاع في جنوب السودان إن القوات الحكومية تحارب المتمردين على بعد 18 كيلومترا جنوبي بور عاصمة ولاية جونقلي التي تمتلك احتياطيات نفطية غير مستغلة والتي شهدت مذبحة عرقية في 1991. وقال وزير الدفاع كول مانيانج جوك لرويترز من العاصمة جوبا التي تبعد 190 كيلومترا إلى الجنوب من بور "يتحتم حدوث معركة لأنهم يريدون هزيمة القوات الحكومية." وسيطر المتمردون الموالون لمشار على بور يوم الثلاثاء بعدما فر عشرات الآلاف من المدنيين من البلدة. وقالت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا (ايجاد) التي تتوسط بين الطرفين إن محادثات أديس أبابا ستركز على البحث عن سبل تنفيذ وقف اطلاق النار ومراقبته سعيا لانهاء القتال الذي أودى بحياة ما لا يقل عن ألف شخص وسبب اضطرابا في اسواق النفط وأجج المخاوف من اتساع الصراع في المنطقة المضطربة. وكتب وزير خارجية جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين في حساب للحكومة على موقع تويتر يوم الأربعاء "لا نريد ان نعرض شعب جنوب السودان لحرب بلا معنى." وقامت واشنطن والأمم المتحدة وجيران جنوب السودان بدور محوري في المفاوضات التي انهت الحرب الاهلية في السودان وأفضت إلى انفصال الجنوب في 2011 وسعت تلك القوى جاهدة لوقف احداث العنف الاخيرة. وتقول شركة بي.بي ان جنوب السودان يمتلك ثالث أكبر احتياطيات نفطية في افريقيا جنوبي الصحراء بعد انجولا ونيجيريا ولكنه ما زال اقل دول القارة تنمية. ويتهم الرئيس سلفا كير غريمه السياسي مشار الذي اقاله في يوليو تموز ببدء القتال سعيا للاستيلاء على السلطة. ونفى مشار الاتهام لكنه لجأ إلى الأدغال وأقر بقيادته الجنود الذين يقاتلون الحكومة. واندلع القتال في العاصمة جوبا في 15 ديسمبر كانون الأول وامتد سريعا إلى المناطق المنتجة للنفط وأدى إلى انقسام البلاد بين قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار وقبيلة الدنكا التي ينتمي إليها كير. وكثف البيت الأبيض ضغوطه الثلاثاء لإجراء المحادثات. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كيتلين هايدن "سنعتبر القادة مسؤولين عن تصرفات قواتهم وسنعمل على ضمان محاسبة مرتكبي الفظائع وجرائم الحرب." وقالت بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان إن مسلحين يرتدون ملابس عسكرية ارتكبوا فظائع على أساس عرقي ضد المدنيين في أنحاء البلاد. وتقول الاممالمتحدة ان القتال ادى الى نزوح ما لا يقل عن 180 الف شخص في شتى انحاء البلاد