عبر المشرعون الأمريكيون يوم الأربعاء عن قلقهم من العنف في جنوب السودان وتساءلوا عما إذا كان من المنطقي أن تواصل واشنطن إرسال مساعدات بمئات الملايين من الدولارات إلى هذه الديمقراطية الناشئة. وأثار القتال على مدى أربعة أسابيع والذي جرى على أساس عرقي القلق في واشنطن من احتمال تحول الصراع إلى حرب أهلية شاملة. ووصف النائب إد رويس رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي القتال الأخير في جنوب السودان بأنه "يثير الحنق" وألقى باللوم فيه على عدم استعداد زعماء جنوب السودان لبناء دولة تشمل الجميع. وقال النائب الجمهوري في جلسة بشأن الاضطرابات "يبدو أن التهديد الأكبر لجنوب السودان بعد الاستقلال هو جنوب السودان نفسه." وعقدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جلسة مماثلة الأسبوع الماضي قال خلالها مشرعون أيضا إن جنوب السودان يمكن أن يخسر المساعدات الأمريكية إذا لم تكف الحكومة والمتمردون عن العنف. وقدر مساعدون بالكونجرس المساعدات الأمريكيةلجنوب السودان بمبلغ 600 مليون دولار سنويا. ويشكك الجمهوريون الذين يهيمنون على أغلبية مقاعد مجلس النواب والديمقراطيون الذين يهيمنون على مجلس الشيوخ في جدوى هذا الدعم حاليا. وقال النائب الديمقراطي جوان فارجاس "بدأنا نسمع المزيد والمزيد في أحيائنا بأننا بذلنا الكثير من الوقت والانتباه والمال في هذا الوضع ... والنتائج تبدو مروعة." وقال النائب الديمقراطي تيد يوهو إن من الأفضل لواشنطن أن تحذو حذو الصين التي لا تقدم تبرعات لجنوب السودان كما تفعل الولاياتالمتحدة ولكنها رغم ذلك أكبر شريك تجاري للدولة وتملك حصصا كبيرة في قطاع النفط هناك. وقال مسؤولون امريكيون إن إدارة الرئيس باراك أوباما تمارس ضغوطا على الطرفين وعلى جيران جنوب السودان للتوصل إلى حل سلمي للصراع. وقالت ليندا توماس جرينفيلد وكيلة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الافريقية "لن تقبل الولاياتالمتحدة ولا المجتمع الدولي الاطاحة بالقوة بحكومة جنوب السودان المنتخبة بشكل ديمقراطي." واضافت ان المجتمع الدولي يبحث خيارات - منها فرض عقوبات على من يعتبرون مسؤولين عن الأزمة - من أجل محاسبة أي مسؤول عن انتهاكات لحقوق الانسان أو عرقلة جهود تحقيق السلام. وقالت "إنهم موجودون على الجانبين .. داخل الحكومة وأيضا بين القوات المناهضة للحكومة