د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيك سيك معلق فيك .. بقلم: د. عبد اللطيف البوني
نشر في سودانيل يوم 18 - 01 - 2014


بسم الله الرحمن الرحيم حاطب ليل
(1 )
راى حكومي
بعد ان قدم تهانيه للامة السودانية ودعاها للوفاق والاتفاق عرج السيد جعفر الصادق الميرغني مساعد رئيس الجمهورية للوضع في الجنوب وقال انه مهموم بالبعد الانساني وانه يعمل على تنفيذ ما اقرته الحكومة السودانية من معاملة للاخوة الجنوبيين معاملة مواطنين وليسوا لاجئيين ودعا المجتمع الدولي لمضاعفة جهوده لايقاف هذه المأساة وقال انهم بصدد تشكيل غرفة عمليات لمتابعة الازمة بشقيها الانساني والسياسي ووجه سيادته بفتح البيوت لايواء الاخوة الجنوبيين مراعاة لرابطة الدم والخبز والحياة . لم توضح سونا التي اوردت التصريح المكان الذي صدر منه انما اكتفت بعبارة (من احدى مقرات اقامته )!!!!!!
( 2 )
وين حانهرب منه وين ؟
الواضح من الققرة اعلاه ان الجنوب اصبح هما لكل اهل السودان المقيمين داخله والمقيمن خارجه وغير معروفي الاقامة ولكن الاهم هو ان مستقبل السودان (الفضل ) اصبح معلقا بما يجري في جنوب السودان . لايمكن للسيد السودان الفضل ان يخلف رجل على رجل ويجلس على ضفة النيل الابيض منتظرا جثة احد الفرقاء الجنوبيين او كليهما ليلتقطها ويقول لها (عشان تاني تنفصلي ) معركة الجنوب الحالية اكبر من سلفاكير ورياك مشار وبعد ان يحترق كل قش الجنوب لن تتوقف النيران ف(ضنب الكديس) سوف يحملها الي كل السودان بداءا بمناطق التماس الحالية هذا ان لم يكن قد حملها وانتهى
(3 )
معركة بدون هوية
معركة الجنوب الحالية رغم المحاولات المستميتة لكي تصبح قبلية دينكاوية /نويراوية الا انها مازالت حرب نخبوية اقصى مرحلة وصلتها العساكر المتفلتين عن القبيلة في الطرفين . المعركة ليس فيها بعد ايدلوجي فاولاد قرنق منقسمين فنيال دينق يقود وفد سلفاكير وباقان اموم في سجن سلفاكير. العلاقة مع السودان ليست طرفا في المعركة ولا العلاقة مع اي دولة اخرى اللهم الا يوغندا وان جينا للتواصل الطبيعي يوغندا مع القبائل الاستوائية فقط والنوير لهم امتداد اثيوبي والدينكا ليس لهم الا السودان ولكن هذا التقبيل – من القبيلة – لم تتبلور ملامحه وربما لن تتبلور فكل الحادث تقاطع مصالح شخصية مع اخرى اقيلمية عليه تصبح السيدة الايقاد كوسيط في خبر كان
(ب)
الطريق الي حرب العصابات
من غيرنا في السودان يعطي للعالم درسا او بالاحرى عظة في حرب العصابات ؟ مع فجر استقلال السودان وتحديدا في اغسطس 1955 ظهرت حالة الرفض المسلحة في توريت اسمتها الخرطوم تمردا والان في دولة الجنوب يحتفلون بها كشرارة لثورة مباركة اتت اكلها في 2011 . لقد كانت معظم تلك الفترة (1955 -2011 ) عبارة عن حرب عصابات تخللتها فترات هدنة مضطربة كما حدث في الفترة من اتفاقية اديس اببا الي ظهور الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق (1973 -1983 ) ثم حرب شبه نظامية عندما انتهجت الحركة الشعبية سياسة المناطق المحررة (1990 -2005 ) وبعد نيفاشا اتخذ الصراع شكلا سياسيا الي قيام الاستفتاء ثم الانفصال وان شئت قل الاستقلال ورغم التكلفة العالية للحرب شبه النظامية التي ادت الي الانفصال الا انه لولا هذا التحول لظلت حرب العصابات قائمة الي يوم الناس هذا
لانحتاج لكثير جهد لاثبات ان حرب العصابات التي المت بالسودان كن ثمنها فادحا فلولا هذة الحرب لكان السودان اليوم دولة افريقية كبرى عدد سكانها يتجاوز الستين مليونا بارتياح ولكان دخل الفرد فيه لايقل عن دخله في مصر وجنوب افريقيا ونيجيريا اي الدول الافريقية الكبرى ولكانت الحقول قد ازدهرت قمحا ووعدا وتمنى ولكن التداخل بين الاثنيات السودان في اروع في صوره ولكانت الحداثة قد وطدت اركانها في السودان ولكان ... ولكان ... ولكان
طيب ياجماعة الخير ما سبب هذة الرمية الطويلة ؟ قال الجيش الشعبي الذي يتزعمه سلفاكير انه استرجع مدينة بانتيو من سيطرة قوات رياك مشار وان الجيش الشعبي في طريقه الي بور بقوات وعتاد لاقبل لرياك مشار بها وفي نفس الوقت ادعت قوات رياك مشار انها قد سيطرت على ملكال (الامر المؤكد ان ملكال اليوم اضحت مدينة اشباح ) وان هدفها هو جوبا وهكذا تستمر عمليات الكر والفر ولكن في النهاية سيكون هناك طرفا خارج المدن نهائيا واغلب الظن ان يكون رياك مشار الذي سوف يدخل الغابة وبهذا سوف تجد جهمورية جنوب السودان نفسها في حالة حرب عصابات طبعا كلا الطرفين متمرس في حرب العصابات لذلك ستكون حربا عاصفة وليس كتلك التي كانت في السودان القديم حيث جيشا نظاميا قوميا يواجه حالات تمرد عسكرية . حرب العصابات اذا تغلغلت في الجنوب –لاسمح الله – ستكون حرب ابادة اثنية فالئن كانت حرب العصابات في السودان القديم اطول حرب في افريقيا فان حرب عصابات الجنوب ستكون اشرس حرب في افريقيا (ماتقول لي رواندا وبورندي والذي منه )
علينا نحن في السودان ضمن الايقاد او ضمن اي مجموعة دولية اخرى او حتى منفردين اذا امكن ان نسعى بكل ما نملك من طاقة ان لا تتحول الحرب الدئرة الان الي حرب عصابات حتى ولو دعا الامر الي العمل على عدم اختلال ميزان القوة ( الحتة دي كتيرة شوية , مش؟ ) بالطبع الافضل والاصوب والاسلم هو ايقاف الحرب نهائيا ولكن اذا تعذر ذلك ينبغي ان يظل الطرفان متكافئان حتى يحدث اتفاق بينهما ولو على مضض ان اسوا شئ في الدنيا ان تتحول حرب الجنوب الحالية الي حرب عصابات فهذة لو حدثت –لاسمح الله – بعد ان تحرق الجنوب سوف تحرق السودان القديم وقد يكون هذا ليس بالتتالي انما بالتزامن وربنا يكضب الشينة
(ج )
محيرات جنوبية
حرب جنوب السودان الداخلية التي دخلت الان اسبوعها الرابع اعطاها الاعلام العالمي ما تستحق من اضواء ساعة اندلاعها وحتي اسبوعها الثاني ثم بدا ينسحب عنها وتراجعت اسهمها في بورصة الاخبار بصورة تدريجية ففي الوقت الذي يشتد فيه اوارها وتتعثر مفاوضتها. فمع بداية الاسبوع الرابع دخلت قوات سلفاكير بانتيو واتجهت نحو بور بينما اتجهت قوات مشار نحو ملكال وجوبا وقد اصبحت ملكال مدينة اشباح اذ خرج منها المواطنين زرافات ووحدانا ووصل كثير منهم الرنك التي تبعد عنها حوالى مائتي كيلومتر مما يشئ بان (موسم الهجرة الي الشمال) قد بدا في ذات الوقت توقفت المفاوضات في اديس واصبحت التغطية الخبرية للحرب في زيل النشرات غير الرئيسية في القنوات العالمية . فالسؤال هنا لماذا اهتم العالم ببداية هذة الحرب ثم اضرب عن الاهتمام بها بعد اشتدادها ؟ هل لان دولة الجنوب قليلة الاهمية استراتيجيا وسياسيا ؟ هل هناك طبخة ما في الطريق ؟ هل سوف تصبح هذة الحرب حربا منسية مثل تيمور الشرقية ؟ حاجة تحير
من محيرات هذة الحرب الخط الاحمر الذي وضعه الرئيس سلفاكير امام اطلاق سراح المعتقلين بالتحديد باقانان اموم ودينق الور وكوستا مانيمبي وفي نفس الوقت اصرار رياك مشار على عدم التفاوض الا اذا اطلق سراحهم وكانما وفده المفاوض بقيادة تعبان دينق قد ذهب الي اديس ليس لوقف الحرب انما لاطلاق سراح المعتلقين هل ابقاء ثلاثة اشخاص في الحبس يبرر ذهاب الالاف الانفس الي الاخرة ؟ اغرب مافي الامر انه عندما تكاثرت الضغوط الخارجية على سلفا اقترح ان تنقل المفاوضات الي جوبا لكي يشترك فيها المعتقلون ثم يعودون بعد نهاية الجلسات الي زنازينهم .هل تخوف سلفا منهم يرجع الي انهم قادة ميدانيين ام لمكانتهم الدولية ؟ وهل اصرار مشار على اطلاق سراحهم القصد منهم احراج سلفا ام انه في حاجة حقيقية لهم لتعزيز وضعه العسكري والسياسي ؟ حاجة تحير
ومن غرائب اخبار حرب الجنوب ان طرفى التفاوض في اديس قد اتفقا لاول مرة على ايقاف المفاوضات لان السلطات الاثيوبية امرتهم باخلاء قاعة التفاوض الي ملهى ليلي شهير بحجة ان لديها –لدى اثيوبيا – مفاوضات هامة تتعلق بالطاقة الكهربائية مع وفد ياباني رفيع المستوى (ياربي يكون دا سد النهضة ؟) قال المفاوضون الجنوبيون ان المكان الذي نقلوا اليه مزعج جدا . وهنا تترى الاسئلة هل من قلة الفنادق الفخمة في اديس ؟ هل سئمت اثيوبيا جرجرة المتفاوضين وارادت الضغط عليهم بهذة الوسيلة ؟ وبالنسبة للمفاوضين ايهما اكثر ازعاجا غناء استرا ام لعلعة الرصاص في مدن الجنوب ؟ حاجة تحير
اما اخر الاخبار وهذا المقال قيد النشر ان الرئيس سلفاكير لديه خطاب هام للامة الجنوبية اليوم الاربعاء فالسؤال هل سوف يعلن سيادته العفو العام عن المعتقلين والذين حملوا السلاح وينطلق التفاوض من اديس او غيرها ؟ ام انه سيطلق عددا من اللاءت مثل لا لاطلاق سراح المعتلقين ولا للتفاوض ولا لوقف لوقف اطلاق النار حتى اخر متمرد عليه ؟ ام سوف يتخذ موقفا بين بين ؟ حاجة تحير
(د )
سر (الليالي ام السودان ؟ )
كانت ليلة المولود ومازالت من الليالي التي يحتفي بها اهل السودان حبا في نبينا المصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم وهو احتفال منطلقة روحانيا ولكنه اكتسب بعدا اجتماعيا اي نسجت حوله ممارسات انسانية تحولت الي عادات وتقاليد مما يتيح الفرصة لقراءة سيسيولجيا ولعل شاعرنا الفطحل محمد المهدي المجذوب قد ابتدر هذا المزج بين الروحاني والاجتماعي في قصيدته الاشهر (ليلة المولد يا سر الليالي ) التي طبقت شهرتها الافاق بسبب تغني الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي بها اذ جعلها ايقونة من ايقونات الغناء الاجتماعي الديني
ابتدر المجذوب القصيدة باشارة روحانية عالية ( صلي ياربي على المدثر / وتجاوز عن ذنوبي واغفر /واعني يالهي بمتاب اكبر/ فزماني ولع بالمنكر) ثم يمضي في تاملاته الروحية الفلسفية وبسلاسة فائقة يدخل على السودان (ليلة المولد ياخير الليالي والجمال/وربيعا فتن الانفس بالسحر الحلال /وطني المسلم في ظلك مشبوب الخيال) ثم يمضي الي ان يصل (ميدان عبد المعنم ذلك المحسن حياه الغمام) ويسترسل في وصف المنظر البديع من الشيخ الذي (يضرب النوبة ضربا فتئن ...) الي الفتى الذي (في حلبة الطار تثني وتانى) ثم (فتاة لونها الاسمر من ظل الحجاب /تتهادى في شباب وارتياب ) الي حلاوة المولد التي (جلاها التجار) وصنعوا منها اميرة (ما احيلاها صغيرة ) ثم يعود للروحانيات لختم القصيدة (رب في موطني المسلم عدنا اليك/ ما اعتمدنا الا عليك/وذكرنا الهادي المختار ذكرى/ملات ارواحنا طهرا وصبرا /صل يارب عليه/ وتجاوز عن ذنوبي واغفر)
لقد اصبحت ليلة المولد ليلة ترفيه كبرى يسود فيها الفلكلور النابع من صميم التدين في السودان اكرر التدين وليس الدين ثم ظهرت الفكرة ومن ثم الجماعة السلفية التي رات في هذا الشكل من التدين بدعة غير حميدة ففكرت في محاربتها بالنص الديني واخذت تنصب خيامها في الميادين التي تقام عليها الاحتفالية ومن خلال المايكرفونات تبث ما تراه من راى في الظاهرة فالذي يمر بتلك الندوات ياخذ وقفته ويسمع ما تيسر له ثم يمضي في احتفالية ويتفرج على حلقات الذكر وقد يشترك فيها ثم يشتري حلاوة المولد ويمضي الي حال سبيله فبدلا من ان تنسف خيام السلفية حلقات الذكر اصبحت اضافة نوعية لها ومكون جديد من كرنفالات ليلة المولد. انه سر من اسرار التدين في السودان مفتاحه التسامح
للاسف الشديد في السنوات الاخيرة بدا هذا النسيج الديني الرائع في التهتك واصبحنا نسمع اخبار الاشتباكات بالايدي والكراسي وحرق الخيام والتكفير المتبادل بين اصحاب حلقات الذكر واصحاب الندوات ليدفع رواد ليالي المولد الثمن اذ يبدو ان الضيق بالاخر قد زحف على كل شئ في حياتنا ويالها من مصيبة . من كل قلبي اتمنى تمضي احتفالات اليوم بليلة المولد في كل مدن السودان بسلام ليعود لها صفائها وبهائها ورونقها وبالتالي تعود لليالي السودان قاطبة اسرار جمالها المستمد من سر ليلة المولد(ياسر الليالي )
(ه )
التبخيس , متلازمة مهنية
قبل ان يفتح جهاز التلفزيون الموضوع امامه بنية اصلاح عطب فيه سال الفني صاحبه عماذا اذا كان قد تعرض لاي عطب قبل هذا وتم عرضه على فني تلفزونات فرد صاحب الجهاز بالنفي فشرع الفني في فتح صندوق الجهاز وهو يقول (اكان كدا نشوف الحاصل لاني حالف ما ادخل ايدي في اي جهاز الا يكون شركة لانه البلد ما فيها فني كلهم هواه واي واحد يدخل يده في اي جهاز يلخبط اي حاجه فيهو الناس دي ما عندها علم ولافكرة بس شغالة طبيظ بس )
اوقف سيارته امام الميكانيكي لاصلاح عطب بسيط يتعلق بالبلوتين فما كان من الاخير وهو يقوم بعمله الا واخذ يلعن في سنسفيل الميكانيكي السابق الذي اصلح ذات البلوتين لانه ربطه خطا مما تسبب في العطب الاني والتفت الي صاحب العربة قائلا (ياحاج مش اي واحد شائل شنطة مفاتيح ولافي في الشارع بيعرف في العربات ,, ديل شماسه فمن فضلكم ما تلعبوا بعربياتكم وزمنكم وقروشكم لو حصلت حاجة للعربية وديها لميكانيكي صاحب ورشة حتى ولو جريتها جر ) استحى صاحب العربة ان يقول له ان هذة اول مرة يقف امام ميكانيكي لاصلاح عطب في السيارة لانها مازلت جديدة
بعد ان خرج من الستارة واجلس المريض امامه قال له اول حاجة انا عاوز منك ان تتوقف عن اي دواء انت بتستعمل فيهو الان مش كدا وبس بل تكب كله في في برميل الزبالة حتى الصيدلية الاشتريتو منها تاني ما تدخلها والله انا ماعارف ديل اطباء ولاجزارين ؟ ديل هم الخربوا سمعة الطب في السودان ثانيا دايرك تعمل لي الاشعة دي والموجات الصويتية في العيادة التشخيصية البقول ليك عليها وتلغي نهائيا كل الصور العملتها من قبل لانني انا ما بثق الا في العيادة دي طبعا انت عارف ان التشخيص الصحيح هو المدخل الصحيح لاي علاج ناجع والتشخيص الخطا هو سبب كل الكوارث الحاصلة اليومية ديل ولدهشة المريض ان العيادة التشخيصية التي اشار اليها الدكتور هي نفس العيادة التي اجرى فيها فحوصاته السابقة كما امره الطبيب السابق ولكن طبيبه الحالي لم يكلف نفسه بالاطلاع على اسمها
تمجيد الذات واظهار التفرد والبراعة عن طريق تبخيس وتخطئة و ذم الاخر قد تكون ظاهرة انسانية عامة خاصة عندما يتعلق الامر بالمنافسة السوقية واكل العيش ولكننا في السودان اصبحنا نبالغ فيها لضيق السوق لقد اصبحت من متلازمات اي مهنة تقريبا ولاشك ان هذة الثقافة لها مردود سلبي على اجتماعيات الناس وتسئ اساءة بالغة لذات المهنة التي ينتمي اليها المبخبس وتجعل المواطن يفقد الثقة فيها فالهجوم الشديد على الاطباء مثلا والكلام الكثير عن الاخطاء الطبية اول من يقوم به هم ذات الاطباء وبطريقة فردية ومباشرة كتلك المشار اليها اعلاه بينما في الاعلام وبعقلية العقل الجمعي يدافع الاطباء عن انفسهم فما هذة الازدواجية وما هذا التناقض النابع من عدم الامانة المهنية ؟ اما المبخسون في المهنة ديك ,, فاسكت سكت 0 هسي في زول جاب سيرة السياسة ؟؟؟
(4 )
كله بتمنه
اذا اختار السودان الحياد السلبي فهذا يعني انه سوف يتفرج رافعا شعار (ما خصاني) يموت اليموت ويحيا اليحي اما اذا اختار الحياد الايجابي فمطلوب منه ان يقف على مسافة واحدة من كل الاطراف ويدعم التفاوض والحل السلمي بكل ما يملك من قوة ويعتبر ذلك واجبا انسانيا ليس بدافع النفط او حتى كبح طموحات موسفيني ولكن مشكلة الحياد الايجابي ان هناك ثمنا لابد من ان يدفع والاخطر من كل هذا ان يبنى موقف السودان على تقاطعات شخصية وليس مرتكزات وطنية –الحتة دايرة شرح ولاشنو ؟ - لنتركها جانبا الان بعد ان نفرغ من حكاية فتح البيوت التي دعا لها ود مولانا في الفقرة الاولى .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.