نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالفيديو.. رجل سوداني في السبعين من عمره يربط "الشال" على وسطه ويدخل في وصلة رقص مع الفنان محمد بشير على أنغام الموسيقى الأثيوبية والجمهور يتفاعل: (الفرح والبهجة ما عندهم عمر محدد)    كامل إدريس يصدر توجيهًا بشأن الجامعات.. تعرّف على القرار    شاهد بالفيديو.. بلقطات رومانسية أمام أنظار المعازيم.. عريس سوداني يخطف الأضواء بتفاعله في الرقص أمام عروسه وساخرون: (نحنا السودانيين الحركات دي أصلو ما جاية فينا)    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    المريخ فِي نَواكْشوط (يَبْقَى لحِينَ السَّدَاد)    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    اردول: افتتاح مكتب ولاية الخرطوم بضاحية شرق النيل    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    المريخ يكرم القائم بالأعمال و شخصيات ومؤسسات موريتانية تقديرًا لحسن الضيافة    خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    برمجة دوري ربك بعد الفصل في الشكاوي    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيك سيك معلق فيك .. بقلم: د. عبد اللطيف البوني
نشر في سودانيل يوم 18 - 01 - 2014


بسم الله الرحمن الرحيم حاطب ليل
(1 )
راى حكومي
بعد ان قدم تهانيه للامة السودانية ودعاها للوفاق والاتفاق عرج السيد جعفر الصادق الميرغني مساعد رئيس الجمهورية للوضع في الجنوب وقال انه مهموم بالبعد الانساني وانه يعمل على تنفيذ ما اقرته الحكومة السودانية من معاملة للاخوة الجنوبيين معاملة مواطنين وليسوا لاجئيين ودعا المجتمع الدولي لمضاعفة جهوده لايقاف هذه المأساة وقال انهم بصدد تشكيل غرفة عمليات لمتابعة الازمة بشقيها الانساني والسياسي ووجه سيادته بفتح البيوت لايواء الاخوة الجنوبيين مراعاة لرابطة الدم والخبز والحياة . لم توضح سونا التي اوردت التصريح المكان الذي صدر منه انما اكتفت بعبارة (من احدى مقرات اقامته )!!!!!!
( 2 )
وين حانهرب منه وين ؟
الواضح من الققرة اعلاه ان الجنوب اصبح هما لكل اهل السودان المقيمين داخله والمقيمن خارجه وغير معروفي الاقامة ولكن الاهم هو ان مستقبل السودان (الفضل ) اصبح معلقا بما يجري في جنوب السودان . لايمكن للسيد السودان الفضل ان يخلف رجل على رجل ويجلس على ضفة النيل الابيض منتظرا جثة احد الفرقاء الجنوبيين او كليهما ليلتقطها ويقول لها (عشان تاني تنفصلي ) معركة الجنوب الحالية اكبر من سلفاكير ورياك مشار وبعد ان يحترق كل قش الجنوب لن تتوقف النيران ف(ضنب الكديس) سوف يحملها الي كل السودان بداءا بمناطق التماس الحالية هذا ان لم يكن قد حملها وانتهى
(3 )
معركة بدون هوية
معركة الجنوب الحالية رغم المحاولات المستميتة لكي تصبح قبلية دينكاوية /نويراوية الا انها مازالت حرب نخبوية اقصى مرحلة وصلتها العساكر المتفلتين عن القبيلة في الطرفين . المعركة ليس فيها بعد ايدلوجي فاولاد قرنق منقسمين فنيال دينق يقود وفد سلفاكير وباقان اموم في سجن سلفاكير. العلاقة مع السودان ليست طرفا في المعركة ولا العلاقة مع اي دولة اخرى اللهم الا يوغندا وان جينا للتواصل الطبيعي يوغندا مع القبائل الاستوائية فقط والنوير لهم امتداد اثيوبي والدينكا ليس لهم الا السودان ولكن هذا التقبيل – من القبيلة – لم تتبلور ملامحه وربما لن تتبلور فكل الحادث تقاطع مصالح شخصية مع اخرى اقيلمية عليه تصبح السيدة الايقاد كوسيط في خبر كان
(ب)
الطريق الي حرب العصابات
من غيرنا في السودان يعطي للعالم درسا او بالاحرى عظة في حرب العصابات ؟ مع فجر استقلال السودان وتحديدا في اغسطس 1955 ظهرت حالة الرفض المسلحة في توريت اسمتها الخرطوم تمردا والان في دولة الجنوب يحتفلون بها كشرارة لثورة مباركة اتت اكلها في 2011 . لقد كانت معظم تلك الفترة (1955 -2011 ) عبارة عن حرب عصابات تخللتها فترات هدنة مضطربة كما حدث في الفترة من اتفاقية اديس اببا الي ظهور الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق (1973 -1983 ) ثم حرب شبه نظامية عندما انتهجت الحركة الشعبية سياسة المناطق المحررة (1990 -2005 ) وبعد نيفاشا اتخذ الصراع شكلا سياسيا الي قيام الاستفتاء ثم الانفصال وان شئت قل الاستقلال ورغم التكلفة العالية للحرب شبه النظامية التي ادت الي الانفصال الا انه لولا هذا التحول لظلت حرب العصابات قائمة الي يوم الناس هذا
لانحتاج لكثير جهد لاثبات ان حرب العصابات التي المت بالسودان كن ثمنها فادحا فلولا هذة الحرب لكان السودان اليوم دولة افريقية كبرى عدد سكانها يتجاوز الستين مليونا بارتياح ولكان دخل الفرد فيه لايقل عن دخله في مصر وجنوب افريقيا ونيجيريا اي الدول الافريقية الكبرى ولكانت الحقول قد ازدهرت قمحا ووعدا وتمنى ولكن التداخل بين الاثنيات السودان في اروع في صوره ولكانت الحداثة قد وطدت اركانها في السودان ولكان ... ولكان ... ولكان
طيب ياجماعة الخير ما سبب هذة الرمية الطويلة ؟ قال الجيش الشعبي الذي يتزعمه سلفاكير انه استرجع مدينة بانتيو من سيطرة قوات رياك مشار وان الجيش الشعبي في طريقه الي بور بقوات وعتاد لاقبل لرياك مشار بها وفي نفس الوقت ادعت قوات رياك مشار انها قد سيطرت على ملكال (الامر المؤكد ان ملكال اليوم اضحت مدينة اشباح ) وان هدفها هو جوبا وهكذا تستمر عمليات الكر والفر ولكن في النهاية سيكون هناك طرفا خارج المدن نهائيا واغلب الظن ان يكون رياك مشار الذي سوف يدخل الغابة وبهذا سوف تجد جهمورية جنوب السودان نفسها في حالة حرب عصابات طبعا كلا الطرفين متمرس في حرب العصابات لذلك ستكون حربا عاصفة وليس كتلك التي كانت في السودان القديم حيث جيشا نظاميا قوميا يواجه حالات تمرد عسكرية . حرب العصابات اذا تغلغلت في الجنوب –لاسمح الله – ستكون حرب ابادة اثنية فالئن كانت حرب العصابات في السودان القديم اطول حرب في افريقيا فان حرب عصابات الجنوب ستكون اشرس حرب في افريقيا (ماتقول لي رواندا وبورندي والذي منه )
علينا نحن في السودان ضمن الايقاد او ضمن اي مجموعة دولية اخرى او حتى منفردين اذا امكن ان نسعى بكل ما نملك من طاقة ان لا تتحول الحرب الدئرة الان الي حرب عصابات حتى ولو دعا الامر الي العمل على عدم اختلال ميزان القوة ( الحتة دي كتيرة شوية , مش؟ ) بالطبع الافضل والاصوب والاسلم هو ايقاف الحرب نهائيا ولكن اذا تعذر ذلك ينبغي ان يظل الطرفان متكافئان حتى يحدث اتفاق بينهما ولو على مضض ان اسوا شئ في الدنيا ان تتحول حرب الجنوب الحالية الي حرب عصابات فهذة لو حدثت –لاسمح الله – بعد ان تحرق الجنوب سوف تحرق السودان القديم وقد يكون هذا ليس بالتتالي انما بالتزامن وربنا يكضب الشينة
(ج )
محيرات جنوبية
حرب جنوب السودان الداخلية التي دخلت الان اسبوعها الرابع اعطاها الاعلام العالمي ما تستحق من اضواء ساعة اندلاعها وحتي اسبوعها الثاني ثم بدا ينسحب عنها وتراجعت اسهمها في بورصة الاخبار بصورة تدريجية ففي الوقت الذي يشتد فيه اوارها وتتعثر مفاوضتها. فمع بداية الاسبوع الرابع دخلت قوات سلفاكير بانتيو واتجهت نحو بور بينما اتجهت قوات مشار نحو ملكال وجوبا وقد اصبحت ملكال مدينة اشباح اذ خرج منها المواطنين زرافات ووحدانا ووصل كثير منهم الرنك التي تبعد عنها حوالى مائتي كيلومتر مما يشئ بان (موسم الهجرة الي الشمال) قد بدا في ذات الوقت توقفت المفاوضات في اديس واصبحت التغطية الخبرية للحرب في زيل النشرات غير الرئيسية في القنوات العالمية . فالسؤال هنا لماذا اهتم العالم ببداية هذة الحرب ثم اضرب عن الاهتمام بها بعد اشتدادها ؟ هل لان دولة الجنوب قليلة الاهمية استراتيجيا وسياسيا ؟ هل هناك طبخة ما في الطريق ؟ هل سوف تصبح هذة الحرب حربا منسية مثل تيمور الشرقية ؟ حاجة تحير
من محيرات هذة الحرب الخط الاحمر الذي وضعه الرئيس سلفاكير امام اطلاق سراح المعتقلين بالتحديد باقانان اموم ودينق الور وكوستا مانيمبي وفي نفس الوقت اصرار رياك مشار على عدم التفاوض الا اذا اطلق سراحهم وكانما وفده المفاوض بقيادة تعبان دينق قد ذهب الي اديس ليس لوقف الحرب انما لاطلاق سراح المعتلقين هل ابقاء ثلاثة اشخاص في الحبس يبرر ذهاب الالاف الانفس الي الاخرة ؟ اغرب مافي الامر انه عندما تكاثرت الضغوط الخارجية على سلفا اقترح ان تنقل المفاوضات الي جوبا لكي يشترك فيها المعتقلون ثم يعودون بعد نهاية الجلسات الي زنازينهم .هل تخوف سلفا منهم يرجع الي انهم قادة ميدانيين ام لمكانتهم الدولية ؟ وهل اصرار مشار على اطلاق سراحهم القصد منهم احراج سلفا ام انه في حاجة حقيقية لهم لتعزيز وضعه العسكري والسياسي ؟ حاجة تحير
ومن غرائب اخبار حرب الجنوب ان طرفى التفاوض في اديس قد اتفقا لاول مرة على ايقاف المفاوضات لان السلطات الاثيوبية امرتهم باخلاء قاعة التفاوض الي ملهى ليلي شهير بحجة ان لديها –لدى اثيوبيا – مفاوضات هامة تتعلق بالطاقة الكهربائية مع وفد ياباني رفيع المستوى (ياربي يكون دا سد النهضة ؟) قال المفاوضون الجنوبيون ان المكان الذي نقلوا اليه مزعج جدا . وهنا تترى الاسئلة هل من قلة الفنادق الفخمة في اديس ؟ هل سئمت اثيوبيا جرجرة المتفاوضين وارادت الضغط عليهم بهذة الوسيلة ؟ وبالنسبة للمفاوضين ايهما اكثر ازعاجا غناء استرا ام لعلعة الرصاص في مدن الجنوب ؟ حاجة تحير
اما اخر الاخبار وهذا المقال قيد النشر ان الرئيس سلفاكير لديه خطاب هام للامة الجنوبية اليوم الاربعاء فالسؤال هل سوف يعلن سيادته العفو العام عن المعتقلين والذين حملوا السلاح وينطلق التفاوض من اديس او غيرها ؟ ام انه سيطلق عددا من اللاءت مثل لا لاطلاق سراح المعتلقين ولا للتفاوض ولا لوقف لوقف اطلاق النار حتى اخر متمرد عليه ؟ ام سوف يتخذ موقفا بين بين ؟ حاجة تحير
(د )
سر (الليالي ام السودان ؟ )
كانت ليلة المولود ومازالت من الليالي التي يحتفي بها اهل السودان حبا في نبينا المصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم وهو احتفال منطلقة روحانيا ولكنه اكتسب بعدا اجتماعيا اي نسجت حوله ممارسات انسانية تحولت الي عادات وتقاليد مما يتيح الفرصة لقراءة سيسيولجيا ولعل شاعرنا الفطحل محمد المهدي المجذوب قد ابتدر هذا المزج بين الروحاني والاجتماعي في قصيدته الاشهر (ليلة المولد يا سر الليالي ) التي طبقت شهرتها الافاق بسبب تغني الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي بها اذ جعلها ايقونة من ايقونات الغناء الاجتماعي الديني
ابتدر المجذوب القصيدة باشارة روحانية عالية ( صلي ياربي على المدثر / وتجاوز عن ذنوبي واغفر /واعني يالهي بمتاب اكبر/ فزماني ولع بالمنكر) ثم يمضي في تاملاته الروحية الفلسفية وبسلاسة فائقة يدخل على السودان (ليلة المولد ياخير الليالي والجمال/وربيعا فتن الانفس بالسحر الحلال /وطني المسلم في ظلك مشبوب الخيال) ثم يمضي الي ان يصل (ميدان عبد المعنم ذلك المحسن حياه الغمام) ويسترسل في وصف المنظر البديع من الشيخ الذي (يضرب النوبة ضربا فتئن ...) الي الفتى الذي (في حلبة الطار تثني وتانى) ثم (فتاة لونها الاسمر من ظل الحجاب /تتهادى في شباب وارتياب ) الي حلاوة المولد التي (جلاها التجار) وصنعوا منها اميرة (ما احيلاها صغيرة ) ثم يعود للروحانيات لختم القصيدة (رب في موطني المسلم عدنا اليك/ ما اعتمدنا الا عليك/وذكرنا الهادي المختار ذكرى/ملات ارواحنا طهرا وصبرا /صل يارب عليه/ وتجاوز عن ذنوبي واغفر)
لقد اصبحت ليلة المولد ليلة ترفيه كبرى يسود فيها الفلكلور النابع من صميم التدين في السودان اكرر التدين وليس الدين ثم ظهرت الفكرة ومن ثم الجماعة السلفية التي رات في هذا الشكل من التدين بدعة غير حميدة ففكرت في محاربتها بالنص الديني واخذت تنصب خيامها في الميادين التي تقام عليها الاحتفالية ومن خلال المايكرفونات تبث ما تراه من راى في الظاهرة فالذي يمر بتلك الندوات ياخذ وقفته ويسمع ما تيسر له ثم يمضي في احتفالية ويتفرج على حلقات الذكر وقد يشترك فيها ثم يشتري حلاوة المولد ويمضي الي حال سبيله فبدلا من ان تنسف خيام السلفية حلقات الذكر اصبحت اضافة نوعية لها ومكون جديد من كرنفالات ليلة المولد. انه سر من اسرار التدين في السودان مفتاحه التسامح
للاسف الشديد في السنوات الاخيرة بدا هذا النسيج الديني الرائع في التهتك واصبحنا نسمع اخبار الاشتباكات بالايدي والكراسي وحرق الخيام والتكفير المتبادل بين اصحاب حلقات الذكر واصحاب الندوات ليدفع رواد ليالي المولد الثمن اذ يبدو ان الضيق بالاخر قد زحف على كل شئ في حياتنا ويالها من مصيبة . من كل قلبي اتمنى تمضي احتفالات اليوم بليلة المولد في كل مدن السودان بسلام ليعود لها صفائها وبهائها ورونقها وبالتالي تعود لليالي السودان قاطبة اسرار جمالها المستمد من سر ليلة المولد(ياسر الليالي )
(ه )
التبخيس , متلازمة مهنية
قبل ان يفتح جهاز التلفزيون الموضوع امامه بنية اصلاح عطب فيه سال الفني صاحبه عماذا اذا كان قد تعرض لاي عطب قبل هذا وتم عرضه على فني تلفزونات فرد صاحب الجهاز بالنفي فشرع الفني في فتح صندوق الجهاز وهو يقول (اكان كدا نشوف الحاصل لاني حالف ما ادخل ايدي في اي جهاز الا يكون شركة لانه البلد ما فيها فني كلهم هواه واي واحد يدخل يده في اي جهاز يلخبط اي حاجه فيهو الناس دي ما عندها علم ولافكرة بس شغالة طبيظ بس )
اوقف سيارته امام الميكانيكي لاصلاح عطب بسيط يتعلق بالبلوتين فما كان من الاخير وهو يقوم بعمله الا واخذ يلعن في سنسفيل الميكانيكي السابق الذي اصلح ذات البلوتين لانه ربطه خطا مما تسبب في العطب الاني والتفت الي صاحب العربة قائلا (ياحاج مش اي واحد شائل شنطة مفاتيح ولافي في الشارع بيعرف في العربات ,, ديل شماسه فمن فضلكم ما تلعبوا بعربياتكم وزمنكم وقروشكم لو حصلت حاجة للعربية وديها لميكانيكي صاحب ورشة حتى ولو جريتها جر ) استحى صاحب العربة ان يقول له ان هذة اول مرة يقف امام ميكانيكي لاصلاح عطب في السيارة لانها مازلت جديدة
بعد ان خرج من الستارة واجلس المريض امامه قال له اول حاجة انا عاوز منك ان تتوقف عن اي دواء انت بتستعمل فيهو الان مش كدا وبس بل تكب كله في في برميل الزبالة حتى الصيدلية الاشتريتو منها تاني ما تدخلها والله انا ماعارف ديل اطباء ولاجزارين ؟ ديل هم الخربوا سمعة الطب في السودان ثانيا دايرك تعمل لي الاشعة دي والموجات الصويتية في العيادة التشخيصية البقول ليك عليها وتلغي نهائيا كل الصور العملتها من قبل لانني انا ما بثق الا في العيادة دي طبعا انت عارف ان التشخيص الصحيح هو المدخل الصحيح لاي علاج ناجع والتشخيص الخطا هو سبب كل الكوارث الحاصلة اليومية ديل ولدهشة المريض ان العيادة التشخيصية التي اشار اليها الدكتور هي نفس العيادة التي اجرى فيها فحوصاته السابقة كما امره الطبيب السابق ولكن طبيبه الحالي لم يكلف نفسه بالاطلاع على اسمها
تمجيد الذات واظهار التفرد والبراعة عن طريق تبخيس وتخطئة و ذم الاخر قد تكون ظاهرة انسانية عامة خاصة عندما يتعلق الامر بالمنافسة السوقية واكل العيش ولكننا في السودان اصبحنا نبالغ فيها لضيق السوق لقد اصبحت من متلازمات اي مهنة تقريبا ولاشك ان هذة الثقافة لها مردود سلبي على اجتماعيات الناس وتسئ اساءة بالغة لذات المهنة التي ينتمي اليها المبخبس وتجعل المواطن يفقد الثقة فيها فالهجوم الشديد على الاطباء مثلا والكلام الكثير عن الاخطاء الطبية اول من يقوم به هم ذات الاطباء وبطريقة فردية ومباشرة كتلك المشار اليها اعلاه بينما في الاعلام وبعقلية العقل الجمعي يدافع الاطباء عن انفسهم فما هذة الازدواجية وما هذا التناقض النابع من عدم الامانة المهنية ؟ اما المبخسون في المهنة ديك ,, فاسكت سكت 0 هسي في زول جاب سيرة السياسة ؟؟؟
(4 )
كله بتمنه
اذا اختار السودان الحياد السلبي فهذا يعني انه سوف يتفرج رافعا شعار (ما خصاني) يموت اليموت ويحيا اليحي اما اذا اختار الحياد الايجابي فمطلوب منه ان يقف على مسافة واحدة من كل الاطراف ويدعم التفاوض والحل السلمي بكل ما يملك من قوة ويعتبر ذلك واجبا انسانيا ليس بدافع النفط او حتى كبح طموحات موسفيني ولكن مشكلة الحياد الايجابي ان هناك ثمنا لابد من ان يدفع والاخطر من كل هذا ان يبنى موقف السودان على تقاطعات شخصية وليس مرتكزات وطنية –الحتة دايرة شرح ولاشنو ؟ - لنتركها جانبا الان بعد ان نفرغ من حكاية فتح البيوت التي دعا لها ود مولانا في الفقرة الاولى .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.