* كثيراً ما أستعيد سؤال العزيز أمانويل تعبان الذي كان يعمل معنا في (السوداني) قبل أن يغادرنا إلى وطنه الجديد: لماذا أنت تكتب )كلام الناس( ولا تكتب "كلامك" أنت؟!!. * هأنذا أحاول عزيزي أمانويل أن أكتب كلامي، وأنا أكثر حزناً على ما يجري في دولتكم الوليدة، نتيجة للنزاع حول السلطة والثروة، وإن كنت لا أستطيع التفريق بين كلام الناس وكلامي، لأن الهم واحد. * أكتب لك عزيزي القارئ كي أوضح لك لماذا توقفت عن الكتابة الأيام الماضية، ولماذا أعاود الكتابة إليك مرة أخرى، خاصة أن فترة توقفي تزامنت مع إفادات لرئيس مجلس الإدارة قبل يومين عن إقالته لرئيس التحرير، رغم أنه لم يكن يعنيني، لأنني لم أكن مسؤولاً عن رئاسة التحرير عند نشر الخبر موضوع القضية. * لست في حاجة للحديث عن أوضاع الصحافة السودانية الصعبة التي فاقمتها الأزمة الاقتصادية، والقرارات الأصعب التي اتخذها وزير المالية السابق، فزاد طين الأوضاع الاقتصادية بلة، وأثرت تأثيراً سالباً على حاجات المواطنين الأساسية، ولم تسلم منها الصحافة. * قبل أن أتولى مهام رئيس التحرير بهذه الصحيفة، أعلنت مسبقاً أنني لست مسؤولاً عن جلب الإعلانات، رغم علمي بأن بعض موازين المهنية قد اختلت في عالم الصحافة اليوم، وبعض رؤساء التحرير يلهثون خلف المُعلنين ويأخذون عمولاتهم من الإعلان، بل أن بعضهم أسس مؤسسات إعلانية خاصتهم. * أنا لا أنكر أهمية الإعلان للمؤسسات الصحافية، خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الأصعب، لكنني من مدرسة صحافية ترى ضرورة الفصل بين العمل التحريري والعمل الإعلاني، رغم الحاجة الماسة للإعلان للصحف، لكن الواقع الصحافي الآن اختلف تماماً وأصبحنا غرباء فيه، ولعلها فرصة للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات كي يعقد ورشة عمل عاجلة حول الأوضاع الصحافية الصعبة للصحافة السودانية التي تجابه تحديات مالية ومؤسسية وأمنية، تُلقي بظلالها السالبة على الأداء الصحافي. * هأنذا عزيزي القارئ.. أعود إليك وكلي أمل أن تتحسن الأوضاع الصحافية.. ليس لنا، وإنِّما للأجيال الصاعدة من الصحافيين والصحافيات الذين يتطلعون إلى غد أفضل يمارسون فيه رسالتهم المهنية في بيئة صحافية صحية. [email protected]