شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تدشن أغنيتها الجديدة (أخوي سيرو) بفاصل من الرقص المثير ومتابعون: (فعلاً سلطانة)    نائب وزير الخارجية الروسي من بورتسودان: مجلس السيادة يمثل الشعب السوداني وجمهورية السودان    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    بالفيزياء والرياضيات والقياسات العقلية، الجيش السوداني أسطورة عسكرية    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    السودان..البرهان يصدر قراراً    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.سلمان محمد سلمان خبير المياه الدولي 2-2
نشر في سودانيل يوم 06 - 02 - 2014

لكي يستعيد السودان حلايب لابد له من بناء إستراتيجية قانونية وسياسية ومخاطبة المجتمع الدولي
مصر تحتاج السودان أنه حليفها الأوحد ، والأمور قد تتصعب بين مصر وإثيوبيا
دول حوض النيل الأخرى ليس لديها احتياجات مائية تؤثر على حصة السودان مصر
أثارت قضية بناء سد النهضة الأثويبى جدلا واسعا فى أوساط الخبراء السودانيين والمصريين ، حيث ترفض مصر بناء السد جملة وتفصيلا لانها تحاذر من اى اقتراب من حصتها فى مياه النيل ، فى حين ساد الانقسام اوساط الخبراء السودانيين مابين مؤيد ومعارض ، ومابين فوائد السد ومضاره دلق حبر كثير وكانت الغلبة لتأييد السد واعلن ذلك رئيس الجمهورية ، واحد من الذين حازوا قصب السبق فى مضمار تاييد السودان للسد لمنافعة المتمثلة فى زيادة الدورات الزراعية واستفادة السودان من الكهرباء وتنظيم جريان نهر النيل الازرق الدكتور سلمان محمد سلمان الخبير الدولى فى المياه والذى التقته المشهد الآن فى حوار صريح تبقى ان نذكر ان الدكتور سلمان هو علم سودانى من خريجى كلية القانون بجامعة الخرطوم ، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراة في القانون من جامعة ييل بالولايات المتحدة. عمل محاضراً بكلية القانون بجامعة الخرطوم، انتقل بعدها للعمل مستشاراً قانونياً بالصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة بروما.، وتقاعد عام 1994
عمل بعد ذلك مستشاراً بالبنك الدولي لقوانين وسياسات المياه عام2009
يعمل الآن خبيراً غير متفرغ لقوانين وسياسات المياه بعدد من المنظمات الدولية والإقليمية والجامعات ومنظمات المجتمع المدني.
ألف وحرر عشرة كتب عن قوانين المياه، ترجم بعضها إلى اللغات العربية والفرنسية والروسية والصينية ، كما نشر له أكثر من خمسين مقالاً عن قوانين المياه في دوريات عالمية، وأكثر من سبعين مقالاً في الصحف السودانية والمواقع الإلكترونية.
اختير مديراً لدورة القانون الدولي للمياه بأكاديمية لاهاي للقانون الدولي في هولندا عام 2001 .
فألى مضابط الحوار :
* هل تستشعر مصر خطورة من التحالف المائى والأقليمى بين السودان وأثيوبيا ؟
- بدون أدنى شك لأنه فى الماضى الحليف الأساسى الوحيد لمصر كان السودان ، وقبل اتفاقية 1959 كانت السودان ومصر هما الدولتان الوحيدتان اللتان تحتكران حوض النيل لظروف الاستعمار فى بعض دول الحوض مثل كينيا وتنزانيا ويوغندا ، وتعيش اثيوبيا فى مشاكلها ، ولذلك دائما كان النزاع على ماء النيل بين السودان ومصر ، ومنذ عام 1913 عندما ارادت السودان اقامة مشروع الجزيرة ومصر وقفت ضد قيام المشروع بصورة كبيرة وحادة جدا لأنها كانت تعتقد ان ارواء المشروع سيكون خصما على حصتها من مياه النيل ، هذا بالأضافة الى ان القطن الذى سينتج من مشروع الجزيرة سينافس القطن المصرى ولذلك وقفوا ضد المشروع ، وبدات المفاوضات التى استمرت زمنا طويلا وقدم السودان ابان الحكم الانجليزى المصرى تنازلات ببناء خزان سنار لتكوين مشروع الجزيرة ، ولذلك تعطى مصر خزان جبل اولياء الذى بنى لمصلحة مصر حصرياً والسودان لم يستفد من خزان جبل اولياء اطلاقا لا لرى ولا لكهرباء ولا لمياه شرب ول لأى شىء ، والاتفاق كان يقضى باستخدام السودان لمياه النيل الأزرق فترة الفيضان، فى هذه الفترة يحجز الخزان مياه النيل الأبيض ، وعندما تخلص مياه النيل الازرق فى ديسمبر ويناير تفتح البوابات لتذهب المياه لمصر وليس للسودان ، وهذا كان المقابل ولولا خزان جبل الاولياء لم تكن مصر لتوافق على مشروع الجزيرة ، وعندما قام مشروع الجزيرة ونجح واصبح مصدر رزق السودان والخير والتعليم والصحة ومياه الشرب والأدارة بدا السودان التوسع فى المشروع وعندما قرر ان يضيف أمتداد المناقل فى عام 50-1951 اعترضت مصر لأن ذلك يعنى استخدام مياه اضافية ، واستمرت المفاوضات مرة اخرى حتى عام 1954 حتى عام 1959 ، وفى النهاية سابقة سد مقابل سد تكررت مرة اخرى فى خزان الروصيرص لتوسعة مشروع الجزيرة مقابل السد العالى ، ولذلك طوال هذه الفترة كان النيل بين السودان ومصر ، حتى جاءت اتفاقية مياه النيل عام 1959 والتى خلقت حلف بين السودان ومصر وتقاسموا مياه النيل ، وكونوا الهيئة الفنية وعزلوا بقية الدول وكونوا تكتل ، هذا التكتل ولد التكتل الجديد بين دول الحوض الأخرى التى وبعد التخلص من الاستعمار ونيل استقلالها التفتت لتجد النيل متقاسم بين دولتين ، وبعد ان كبر هذا التكل وقوى ويريد حقه فى النيل من خلال عنتبى .
بالنسبة للسودان يمكن ان يخلق علاقة قوية مع اثيوبيا بحكم قرب الجوار ، والكهربا ، والتشابه ، وغيرها من الاشياء المشتركة بيننا وبين اثيوبيا ، ولذلك مصر ليس لديها حليف الآن .، لأن السودان ايضا يمكنه ايضا ان يقوى علاقته مع جنوب السودان بسبب البترول الذى قد تمتد للمياه ايضا رغم ان جنوب السودان ليست فى حاجة للمياه فى الوقت الحاضر ، ويمكن ان تمتد علاقاتنا الجيدة عن طريق جنوب السودان الى كينيا وتنزانيا ويوغندا ، لكن مصر ليس لديها حليف ، ولذلك هى تحتاجنا وهذا يدلل ان اجتماعات سد النهضة الثلاثة فى نوفمبر وديسمبر ويناير كانت فى الخرطوم ، لان مصر ليس لديها غير الخرطوم لن دول الحوض الأخرى وقعت على عنتبى وتاييد سد النهضة ، ولكن رغم ان السودان ايد سد النهضة الا ان الاجتماعات ايضا تمت فى الخرطوم ولعب السودان دور الوسيط وهذا رهان السودان لانه يعلم انه المتبقى لمصر رغم تاييده سد النهضة فالسودان يعلم انه يمكنه لعب دور الوسيط بين مصر واثيوبيا ويقرب وجهات النظر .
وانا اعتقد ان السودان يمكنه ان يلعب دور من خلف الكواليس لتقريب وجهات النظر ، ولا زال السودان يستطيع لعب هذا الدور اذا لعب كروته بطريقة جيدة عن طريق فريق عمل يفكر بصورة استرتيجية ، السودان يستطيع تقريب وجهات النظر بين مصر واثيوبيا .
*د. سلمان نريد ملامح عن مستقبل اعادة التفاض حول اتفاقية مياه النيل 1959على ضوء اتفاق عنتبى ؟
- اتفاقية عنتبى ليس فيها محاصصة ولكنها تضع مبادىء اساسية بان اى دولة لها الحق فى الانتفاع من مياه النيل وهى مسألة القانون الدولى الأساسية لكن السؤال هل دول حوض النيل الأخرى لديها احتياجات مائية تؤثر على حصة السودان مصر من مياه النيل ، الأجابة لا ، لأن احتياجات دول البحيرات الاستوائية وهى كينيا وتنزانيا ويوغندا وبروندى ورواندا وهذه الدول احتياجاتها للمياه ضعيفة ومحدودة جداً جداً ، هذا بالأضافة الى ان لديهم امطار ، واراضيهم الزراعية صغيرة ، لكن هنالك دعينى أوضح نقطة هامة جدا وهى ان مستنقعات جنوب السودان الضخمة هى من تقرر كمية المياه التى تعبر المستنقعات وتذهب الى شمال السودان ، هنالك كمية مياه تتبخر وتتسرب الى 30 او 31 مليار كل عام ، ولذلك مهما زادت كمية المياه او قلت المستنقعات هى التى تقرر ، بالتالى استعمالات كينيا ويوغندا وبروندى ورواندا ضعيفة لدرجة ان السودان قد لا يحسبها وليس هنالك اى خطورة على السودان ومصر . ، ولذلك المسألة فى النهاية تعود الى التعاون لأن الغبن يولد الغبن لأنه انسانيا من حق هذه الدول الحصول على مياه لشربها ، لكن الخوف الحقيقى من اثيوبيا ، ولذلك يجب على السودان ومصر مواصلة الحوار والتفاوض والتعاون مع اثيوبيا لحل اى مشاكل معها لأن اثيوبيا لديها برنامج طموح وكبير جداً وستنجزه طال الزمن أو قصر ، وقد نجحت أثيوبيا فى تصوير سد النهضة كشىء يمثل العز والكبرياء الوطنى ولذلك نال التاييد الكامل من حتى المعارضين للنظام مثل سد العالى بالنسبة للمصريين ورغم تضرر السودان من السد العالى ال انه لم يتجرأ حزب سودانى واحد معارضته ولا حتى الحزب الشيوعى نسبة لأن السد العالى بناه الأتحاد السوفيتى فى ذلك الوقت ولا يعقل فى العام 1959 ان يعارض الحزب الشيوعى اى شىء من الاتحاد السوفيتى .
* د. سلمان هنالك سلفة مائية من السودان لمصر متى تسترد البلاد هذه السلفة وهل نحتاج اليها الآن ؟
- قصة السلفة قصة غريبة وأنا أول من اثرتها فى مقالاتى ولم يكن احد يعرفها ، والقصة بدأت فى اتفاقية 1959 بعد ان تم الاتفاق على ان ياخذ السودان 18.5 مليار وتاخذ مصر 55 مليار اصرت مصر انها تحتاج 57 مليار فقاموا بمعالجة الموضوع بان يقوم السودان بتسليف مصر 1.5 مليار من نصيبه ، لكن هذه السلفة لم ترد فى الاتفاقية ولكن فى ملحق للأتفاقية ، والملاحق هى توسع الاتفاقيات المضمنة ، ولكن السلفة غير مضمنة فى الاتفاقية ولكنها مكتوبة فى الملحق وتقول ان السودان وافق على اعطاء مصر 1.5 مليار كل عام حتى عام 1977 ليساعدها فى برنامجها الزراعى وليس هنالك اشارة لأى تاريخ ترد فيه هذه السلفة وكيف ، لكن المشكلة الآن ان مسألة هذه السلفة اصبحت مسألة أكاديمية لأنه بمقتضى الأتفاقية فان السودان لدية 18.5 مليار متر مكعب فى العام ، والسودان من عام 1959 لم يستخدم اكثر من 12 مليار متر مكعب فى السنة والباقى يواصل ذهابه الى مصر ، وبالتالى اذا كنا سنويا نعطى مصر 6.5 مليار مكعب سنويا يبقى الحديث عن استرداد السلفة حديث أكاديمى ماذا نفعل بها اذا كنا نصيبنا الاساسى لانستخدمه ، ولذلك مسألة استرداد السلفة يهزمه فشل السودان فى استخدام نصيبه الكامل من مياه النيل وهذا فى رأيى يمثل تهديد للأمن المائى السودانى فشله فى استخادم نصيبه من مياه النيل لأن هذه المياه ذهبت الى مصر خلال الخمسين عام الماضية واعتمدت عليها وبالتالى فان مصر فى السياسية الصعبة الراهنة من الوارد ان تقول ان هذه المياه حق مكتسب لها وتنكر انها للسودان وهذا وارد ، وانا قلت هذا الحديث قبل 12 عاما ، لأن اليوم عندما تتفاوض فى عنتبى او غيرها فان السودان لن يستطيع المطالبة ب18.5 مليار مكعب لنه عندما يسأل عنها فانه لم يستخدمها واستخدمتها مصر التى قد تأتى وتقول انها حق مكتسب لها لأنها تعتمد عليها منذ ذلك الوقت .
* بالنسبة للأراضى الزراعية التى منحها السودان للمصريين هل ارواء هذه الاراضى ايضا من نصيبنا فى المياه ؟
- طبعا ، وهذه واحدة من المشاكل ، وليس المصريين فقط ، بل حتى الاراضى التى تؤجر لأزمان طويلة تمتد الى 50 عاما مثلا للسعودية السعودية تمتلك اراضى هناك ولكنها تاتى الى هنا من اجل المياه ، ذات الشىء بالنسبة لكوريا ، والصين جميعهم يحتاجون المياه ، وهذا يعود بنا الى نقطة اننا لا نستخدم نصيبنا كاملا من المياه ، ولذلك انا اكرر خلال ال12 عاما الماضية ان المهدد الاساسى للمن المائى هو فشل السودان فى استخدام نصيبه كاملا من المياه .
* بالنسبة لبروز دولة جنوب السودان كدولة جديدة لها رؤيتها فى اتفاقية مياه النيل وانها لم تكن جزءا منها واتجاهها نحو عنتبى ، هل ستكون طرفا فى نزاع النيل ، وما مستقبل قناة جونقلى بالنسبة لمصر ؟
- أهمية جنوب السودان بالنسبة لمصر والسودان يتمثل فى النقطة الثانية وهى تبخر 31 مليار متر مكعب وتتسرب فى مستنقعات جنوب السودان ، والنظرة لهذه المستنقعات ليست جديدة بل منذ العام 1904 بمجرد احتلال السودان من قبل الانجليز والمصريين ، وقد اعدت مجموعة دراسات وصلت الى نتيجة تسرب كمية كبيرة من المياه من مستنقعات جنوب السودان ، وركزت على حفر4 قنوات للأحتفاظ بهذه المياه هى جونقلى 1 ، جونقلى 2 ، السوباط ، وبحر الغزال وهى توفر حوالى 22 مليار متر مكعب ، وبعد اتفاقية سلام اديس ابابا 1972 وبعد توقف الحرب فكرت مصر ان هذا الوقت المناسب لبناء قناة جونقلى ووقعت اتفاقات مع السودان ووقعوا اتفاقية مع شركة فرنسية وبدأ الحفر عام 1978 ، ولكن الخطأ الذى وقعت فيه السودان ومصر فى قناة جونقلى هو عدم الألتزام بتنفيذ المشاريع المصاحبة لقناة جونقلى بالاضافة الى عدم التفكير فى تعويضات للمتضررين من قناة جونقلى ، ولذلك ثار الجنوبيون وخرجوا مظاهرات تصدى لها الجيش ومات عدد من الجنوبيين ، وفى النهاية عدل الاتفاق ببناء القناة لكن بصحبة كمية من المشاريع التنموية لم تلتزم بها الحكومة ، ولذلك فى العام 1983 اكتمل ثلثى بناء القناة ولكن الحركة الشعبية ضربت القناة وطردت الشركات المنفذه ، بسبب ان القناة مضرة تغير نمط البيئة ، وهذه جزء من اخطاء المفاوض السودانى والمصرى ، الآن هنالك دولة والمسألة تعقدت ولذلك بناء القناة لابد ان تستفيد منه جنوب السودان ، لكن المشكلة ان منطقة القناة نفسها منطقة مشاكل امنية وتمرد الآن .
* هل نستطيع ان نقول ان قناة جونقلى انتى امرها ؟
- نعم يمكننا ان نقول ان قناة جونقلى تجاوزها التاريخ لاسباب أمنية ،لأسباب بيئية ولأن المجتمعات المحلية لن توافق عليه ، وهنالك عدد كبير من منظمات المجتمع المدنى العالمية تعتقد ان قيام قناة جونقلى وتجفيف المستنقعات ستغير فى بيئة المنطقة وستقلل المطار ، وقد اعلنت مستنقعات جنوب السودان محميات دولية يجب حمايتها بواسطة منظمات عالمية ، ولذلك اى حديث عن قناة جونقلى قفز على الحقائق .
* يادكتور نتحدث عن حلايب وشلاتين ، وبرايكم لماذا تصمت الحكومة والمعارضة عن موضوع حلايب ولاتبدى اى موقف واضح فى الوقت الذى يتضح فيه موقف مصر بان حلايب سودانية ؟
- هذا السؤال انا نفسى اساله ، ومايحيرنى ان السيد الصادق لديه مبادرة لحل اى مشكلة فى السودان الا حلايب لم يقدم فيها مبادرة ، ايضا الشارع السودانى غير مهتم ، ولذلك انا ارى ضرورة اتفاق الدولتين على التحكيم الدولى ، ولذلك حديث كرتى باننا سنلجأ الى الجهات العدلية كان حديث استهلاك محلى .
* لكن مصر لاتعتبر حلايب منطقة نزاع ولذلك ليست مستعدة للذهاب للتحكيم ؟
- لا هى منطقة نزاع من حيث القانون الدولى لانه حتى عام 1992 لم يكن لمصر وجود فى حلايب ، وكانت عام 1958 انسحبت منها ، وكان لابد من توقيع اتفاق بالانسحاب وارجاع حلايب لمصر ، وانا اندهشت ان هذه المسألة فاتت على المحجوب فى ذلك الوقت وهو رجل قانونى .
* لماذا تصعد مصر قضية حلايب الآن ، ماذا تريد مصر ؟
- انا اعتقد ان هذا رد على تاييد السودان لسد النهضة ، وهذا غبن وزعل من السودان لان موقف السودان كان متذبذب ، وفى النهاية اعلنه الرئيس بحضور رئيس الوزراء المصرى واصبح موقف السودان الرسمى من سد النهضة وقضى الأمر الذى فيه تستفتيان .
* هل تمتلك السودان كروت ضغط تمكنها من حمل مصر على الانسحاب من حلايب ؟
- المسألة نريد معالجة صمت الحكومة والمعارضة عن حلايب فى البداية ، لكن السودان ولكى يتسعيد حلايب لابد له من بناء استراتيجية قانونية تقوم على جزءين ، الاول : تصعيد القضية والكتابة الى مصر والجامعة العربية ، والامم الافريقية ، والامم المتحدة ، ومجلس الامن ، ونصعد الآمر ونخطر الجميع ان مصر تحتل حلايب نحن نحتج على ذلك ن لأنه لو الوضع استمر لمدة عشرة سنوات اخرى ستأتى مصر وتقول انها تجلس فى حلايب منذ العام 1992 ولم يسألنا احد ، ولذلك لابد من خلق وضع احتجاجى ليبين ان المنطقة متنازع عليها .
الجزء الثانى لابد من تكوين فريق عمل قانونى وتاريخى وسياسى يقوم بتجميع معلومات ووثائق والضغط على مصر لقبول التحكيم الدولى مثلما حدث فى طابت ، وهاهى مصر تطالب بطرف دولى فى سد النهضة ، هذه كلها نقاط لابد ان نثيرها مع الجهات ذات الأختصاص .
* هل هذا بالضرورة عمل الحكومة وحدها ، ام هنالك دور لنشطاء ومنظمات ومعارضة ؟
- لا ليس عمل الحكومة وحدها ولكن لابد ان تبدأه الحكومة ، لن الشخوص لايستطيعون مخاطبة المجتمع الدولى ، ولذل نحتاج الحكومة لتقود هذا العمل .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.