المريخ يكسب تجربة البوليس بثلاثية و يتعاقد مع الملغاشي نيكولاس    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    قرار مثير في السودان    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    البرهان يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان    راشفورد يهدي الفوز لبرشلونة    ((سانت لوبوبو وذكريات التمهيدي يامريخاب))    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.سلمان محمد سلمان خبير المياه الدولي 2-2
نشر في سودانيل يوم 06 - 02 - 2014

لكي يستعيد السودان حلايب لابد له من بناء إستراتيجية قانونية وسياسية ومخاطبة المجتمع الدولي
مصر تحتاج السودان أنه حليفها الأوحد ، والأمور قد تتصعب بين مصر وإثيوبيا
دول حوض النيل الأخرى ليس لديها احتياجات مائية تؤثر على حصة السودان مصر
أثارت قضية بناء سد النهضة الأثويبى جدلا واسعا فى أوساط الخبراء السودانيين والمصريين ، حيث ترفض مصر بناء السد جملة وتفصيلا لانها تحاذر من اى اقتراب من حصتها فى مياه النيل ، فى حين ساد الانقسام اوساط الخبراء السودانيين مابين مؤيد ومعارض ، ومابين فوائد السد ومضاره دلق حبر كثير وكانت الغلبة لتأييد السد واعلن ذلك رئيس الجمهورية ، واحد من الذين حازوا قصب السبق فى مضمار تاييد السودان للسد لمنافعة المتمثلة فى زيادة الدورات الزراعية واستفادة السودان من الكهرباء وتنظيم جريان نهر النيل الازرق الدكتور سلمان محمد سلمان الخبير الدولى فى المياه والذى التقته المشهد الآن فى حوار صريح تبقى ان نذكر ان الدكتور سلمان هو علم سودانى من خريجى كلية القانون بجامعة الخرطوم ، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراة في القانون من جامعة ييل بالولايات المتحدة. عمل محاضراً بكلية القانون بجامعة الخرطوم، انتقل بعدها للعمل مستشاراً قانونياً بالصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة بروما.، وتقاعد عام 1994
عمل بعد ذلك مستشاراً بالبنك الدولي لقوانين وسياسات المياه عام2009
يعمل الآن خبيراً غير متفرغ لقوانين وسياسات المياه بعدد من المنظمات الدولية والإقليمية والجامعات ومنظمات المجتمع المدني.
ألف وحرر عشرة كتب عن قوانين المياه، ترجم بعضها إلى اللغات العربية والفرنسية والروسية والصينية ، كما نشر له أكثر من خمسين مقالاً عن قوانين المياه في دوريات عالمية، وأكثر من سبعين مقالاً في الصحف السودانية والمواقع الإلكترونية.
اختير مديراً لدورة القانون الدولي للمياه بأكاديمية لاهاي للقانون الدولي في هولندا عام 2001 .
فألى مضابط الحوار :
* هل تستشعر مصر خطورة من التحالف المائى والأقليمى بين السودان وأثيوبيا ؟
- بدون أدنى شك لأنه فى الماضى الحليف الأساسى الوحيد لمصر كان السودان ، وقبل اتفاقية 1959 كانت السودان ومصر هما الدولتان الوحيدتان اللتان تحتكران حوض النيل لظروف الاستعمار فى بعض دول الحوض مثل كينيا وتنزانيا ويوغندا ، وتعيش اثيوبيا فى مشاكلها ، ولذلك دائما كان النزاع على ماء النيل بين السودان ومصر ، ومنذ عام 1913 عندما ارادت السودان اقامة مشروع الجزيرة ومصر وقفت ضد قيام المشروع بصورة كبيرة وحادة جدا لأنها كانت تعتقد ان ارواء المشروع سيكون خصما على حصتها من مياه النيل ، هذا بالأضافة الى ان القطن الذى سينتج من مشروع الجزيرة سينافس القطن المصرى ولذلك وقفوا ضد المشروع ، وبدات المفاوضات التى استمرت زمنا طويلا وقدم السودان ابان الحكم الانجليزى المصرى تنازلات ببناء خزان سنار لتكوين مشروع الجزيرة ، ولذلك تعطى مصر خزان جبل اولياء الذى بنى لمصلحة مصر حصرياً والسودان لم يستفد من خزان جبل اولياء اطلاقا لا لرى ولا لكهرباء ولا لمياه شرب ول لأى شىء ، والاتفاق كان يقضى باستخدام السودان لمياه النيل الأزرق فترة الفيضان، فى هذه الفترة يحجز الخزان مياه النيل الأبيض ، وعندما تخلص مياه النيل الازرق فى ديسمبر ويناير تفتح البوابات لتذهب المياه لمصر وليس للسودان ، وهذا كان المقابل ولولا خزان جبل الاولياء لم تكن مصر لتوافق على مشروع الجزيرة ، وعندما قام مشروع الجزيرة ونجح واصبح مصدر رزق السودان والخير والتعليم والصحة ومياه الشرب والأدارة بدا السودان التوسع فى المشروع وعندما قرر ان يضيف أمتداد المناقل فى عام 50-1951 اعترضت مصر لأن ذلك يعنى استخدام مياه اضافية ، واستمرت المفاوضات مرة اخرى حتى عام 1954 حتى عام 1959 ، وفى النهاية سابقة سد مقابل سد تكررت مرة اخرى فى خزان الروصيرص لتوسعة مشروع الجزيرة مقابل السد العالى ، ولذلك طوال هذه الفترة كان النيل بين السودان ومصر ، حتى جاءت اتفاقية مياه النيل عام 1959 والتى خلقت حلف بين السودان ومصر وتقاسموا مياه النيل ، وكونوا الهيئة الفنية وعزلوا بقية الدول وكونوا تكتل ، هذا التكتل ولد التكتل الجديد بين دول الحوض الأخرى التى وبعد التخلص من الاستعمار ونيل استقلالها التفتت لتجد النيل متقاسم بين دولتين ، وبعد ان كبر هذا التكل وقوى ويريد حقه فى النيل من خلال عنتبى .
بالنسبة للسودان يمكن ان يخلق علاقة قوية مع اثيوبيا بحكم قرب الجوار ، والكهربا ، والتشابه ، وغيرها من الاشياء المشتركة بيننا وبين اثيوبيا ، ولذلك مصر ليس لديها حليف الآن .، لأن السودان ايضا يمكنه ايضا ان يقوى علاقته مع جنوب السودان بسبب البترول الذى قد تمتد للمياه ايضا رغم ان جنوب السودان ليست فى حاجة للمياه فى الوقت الحاضر ، ويمكن ان تمتد علاقاتنا الجيدة عن طريق جنوب السودان الى كينيا وتنزانيا ويوغندا ، لكن مصر ليس لديها حليف ، ولذلك هى تحتاجنا وهذا يدلل ان اجتماعات سد النهضة الثلاثة فى نوفمبر وديسمبر ويناير كانت فى الخرطوم ، لان مصر ليس لديها غير الخرطوم لن دول الحوض الأخرى وقعت على عنتبى وتاييد سد النهضة ، ولكن رغم ان السودان ايد سد النهضة الا ان الاجتماعات ايضا تمت فى الخرطوم ولعب السودان دور الوسيط وهذا رهان السودان لانه يعلم انه المتبقى لمصر رغم تاييده سد النهضة فالسودان يعلم انه يمكنه لعب دور الوسيط بين مصر واثيوبيا ويقرب وجهات النظر .
وانا اعتقد ان السودان يمكنه ان يلعب دور من خلف الكواليس لتقريب وجهات النظر ، ولا زال السودان يستطيع لعب هذا الدور اذا لعب كروته بطريقة جيدة عن طريق فريق عمل يفكر بصورة استرتيجية ، السودان يستطيع تقريب وجهات النظر بين مصر واثيوبيا .
*د. سلمان نريد ملامح عن مستقبل اعادة التفاض حول اتفاقية مياه النيل 1959على ضوء اتفاق عنتبى ؟
- اتفاقية عنتبى ليس فيها محاصصة ولكنها تضع مبادىء اساسية بان اى دولة لها الحق فى الانتفاع من مياه النيل وهى مسألة القانون الدولى الأساسية لكن السؤال هل دول حوض النيل الأخرى لديها احتياجات مائية تؤثر على حصة السودان مصر من مياه النيل ، الأجابة لا ، لأن احتياجات دول البحيرات الاستوائية وهى كينيا وتنزانيا ويوغندا وبروندى ورواندا وهذه الدول احتياجاتها للمياه ضعيفة ومحدودة جداً جداً ، هذا بالأضافة الى ان لديهم امطار ، واراضيهم الزراعية صغيرة ، لكن هنالك دعينى أوضح نقطة هامة جدا وهى ان مستنقعات جنوب السودان الضخمة هى من تقرر كمية المياه التى تعبر المستنقعات وتذهب الى شمال السودان ، هنالك كمية مياه تتبخر وتتسرب الى 30 او 31 مليار كل عام ، ولذلك مهما زادت كمية المياه او قلت المستنقعات هى التى تقرر ، بالتالى استعمالات كينيا ويوغندا وبروندى ورواندا ضعيفة لدرجة ان السودان قد لا يحسبها وليس هنالك اى خطورة على السودان ومصر . ، ولذلك المسألة فى النهاية تعود الى التعاون لأن الغبن يولد الغبن لأنه انسانيا من حق هذه الدول الحصول على مياه لشربها ، لكن الخوف الحقيقى من اثيوبيا ، ولذلك يجب على السودان ومصر مواصلة الحوار والتفاوض والتعاون مع اثيوبيا لحل اى مشاكل معها لأن اثيوبيا لديها برنامج طموح وكبير جداً وستنجزه طال الزمن أو قصر ، وقد نجحت أثيوبيا فى تصوير سد النهضة كشىء يمثل العز والكبرياء الوطنى ولذلك نال التاييد الكامل من حتى المعارضين للنظام مثل سد العالى بالنسبة للمصريين ورغم تضرر السودان من السد العالى ال انه لم يتجرأ حزب سودانى واحد معارضته ولا حتى الحزب الشيوعى نسبة لأن السد العالى بناه الأتحاد السوفيتى فى ذلك الوقت ولا يعقل فى العام 1959 ان يعارض الحزب الشيوعى اى شىء من الاتحاد السوفيتى .
* د. سلمان هنالك سلفة مائية من السودان لمصر متى تسترد البلاد هذه السلفة وهل نحتاج اليها الآن ؟
- قصة السلفة قصة غريبة وأنا أول من اثرتها فى مقالاتى ولم يكن احد يعرفها ، والقصة بدأت فى اتفاقية 1959 بعد ان تم الاتفاق على ان ياخذ السودان 18.5 مليار وتاخذ مصر 55 مليار اصرت مصر انها تحتاج 57 مليار فقاموا بمعالجة الموضوع بان يقوم السودان بتسليف مصر 1.5 مليار من نصيبه ، لكن هذه السلفة لم ترد فى الاتفاقية ولكن فى ملحق للأتفاقية ، والملاحق هى توسع الاتفاقيات المضمنة ، ولكن السلفة غير مضمنة فى الاتفاقية ولكنها مكتوبة فى الملحق وتقول ان السودان وافق على اعطاء مصر 1.5 مليار كل عام حتى عام 1977 ليساعدها فى برنامجها الزراعى وليس هنالك اشارة لأى تاريخ ترد فيه هذه السلفة وكيف ، لكن المشكلة الآن ان مسألة هذه السلفة اصبحت مسألة أكاديمية لأنه بمقتضى الأتفاقية فان السودان لدية 18.5 مليار متر مكعب فى العام ، والسودان من عام 1959 لم يستخدم اكثر من 12 مليار متر مكعب فى السنة والباقى يواصل ذهابه الى مصر ، وبالتالى اذا كنا سنويا نعطى مصر 6.5 مليار مكعب سنويا يبقى الحديث عن استرداد السلفة حديث أكاديمى ماذا نفعل بها اذا كنا نصيبنا الاساسى لانستخدمه ، ولذلك مسألة استرداد السلفة يهزمه فشل السودان فى استخدام نصيبه الكامل من مياه النيل وهذا فى رأيى يمثل تهديد للأمن المائى السودانى فشله فى استخادم نصيبه من مياه النيل لأن هذه المياه ذهبت الى مصر خلال الخمسين عام الماضية واعتمدت عليها وبالتالى فان مصر فى السياسية الصعبة الراهنة من الوارد ان تقول ان هذه المياه حق مكتسب لها وتنكر انها للسودان وهذا وارد ، وانا قلت هذا الحديث قبل 12 عاما ، لأن اليوم عندما تتفاوض فى عنتبى او غيرها فان السودان لن يستطيع المطالبة ب18.5 مليار مكعب لنه عندما يسأل عنها فانه لم يستخدمها واستخدمتها مصر التى قد تأتى وتقول انها حق مكتسب لها لأنها تعتمد عليها منذ ذلك الوقت .
* بالنسبة للأراضى الزراعية التى منحها السودان للمصريين هل ارواء هذه الاراضى ايضا من نصيبنا فى المياه ؟
- طبعا ، وهذه واحدة من المشاكل ، وليس المصريين فقط ، بل حتى الاراضى التى تؤجر لأزمان طويلة تمتد الى 50 عاما مثلا للسعودية السعودية تمتلك اراضى هناك ولكنها تاتى الى هنا من اجل المياه ، ذات الشىء بالنسبة لكوريا ، والصين جميعهم يحتاجون المياه ، وهذا يعود بنا الى نقطة اننا لا نستخدم نصيبنا كاملا من المياه ، ولذلك انا اكرر خلال ال12 عاما الماضية ان المهدد الاساسى للمن المائى هو فشل السودان فى استخدام نصيبه كاملا من المياه .
* بالنسبة لبروز دولة جنوب السودان كدولة جديدة لها رؤيتها فى اتفاقية مياه النيل وانها لم تكن جزءا منها واتجاهها نحو عنتبى ، هل ستكون طرفا فى نزاع النيل ، وما مستقبل قناة جونقلى بالنسبة لمصر ؟
- أهمية جنوب السودان بالنسبة لمصر والسودان يتمثل فى النقطة الثانية وهى تبخر 31 مليار متر مكعب وتتسرب فى مستنقعات جنوب السودان ، والنظرة لهذه المستنقعات ليست جديدة بل منذ العام 1904 بمجرد احتلال السودان من قبل الانجليز والمصريين ، وقد اعدت مجموعة دراسات وصلت الى نتيجة تسرب كمية كبيرة من المياه من مستنقعات جنوب السودان ، وركزت على حفر4 قنوات للأحتفاظ بهذه المياه هى جونقلى 1 ، جونقلى 2 ، السوباط ، وبحر الغزال وهى توفر حوالى 22 مليار متر مكعب ، وبعد اتفاقية سلام اديس ابابا 1972 وبعد توقف الحرب فكرت مصر ان هذا الوقت المناسب لبناء قناة جونقلى ووقعت اتفاقات مع السودان ووقعوا اتفاقية مع شركة فرنسية وبدأ الحفر عام 1978 ، ولكن الخطأ الذى وقعت فيه السودان ومصر فى قناة جونقلى هو عدم الألتزام بتنفيذ المشاريع المصاحبة لقناة جونقلى بالاضافة الى عدم التفكير فى تعويضات للمتضررين من قناة جونقلى ، ولذلك ثار الجنوبيون وخرجوا مظاهرات تصدى لها الجيش ومات عدد من الجنوبيين ، وفى النهاية عدل الاتفاق ببناء القناة لكن بصحبة كمية من المشاريع التنموية لم تلتزم بها الحكومة ، ولذلك فى العام 1983 اكتمل ثلثى بناء القناة ولكن الحركة الشعبية ضربت القناة وطردت الشركات المنفذه ، بسبب ان القناة مضرة تغير نمط البيئة ، وهذه جزء من اخطاء المفاوض السودانى والمصرى ، الآن هنالك دولة والمسألة تعقدت ولذلك بناء القناة لابد ان تستفيد منه جنوب السودان ، لكن المشكلة ان منطقة القناة نفسها منطقة مشاكل امنية وتمرد الآن .
* هل نستطيع ان نقول ان قناة جونقلى انتى امرها ؟
- نعم يمكننا ان نقول ان قناة جونقلى تجاوزها التاريخ لاسباب أمنية ،لأسباب بيئية ولأن المجتمعات المحلية لن توافق عليه ، وهنالك عدد كبير من منظمات المجتمع المدنى العالمية تعتقد ان قيام قناة جونقلى وتجفيف المستنقعات ستغير فى بيئة المنطقة وستقلل المطار ، وقد اعلنت مستنقعات جنوب السودان محميات دولية يجب حمايتها بواسطة منظمات عالمية ، ولذلك اى حديث عن قناة جونقلى قفز على الحقائق .
* يادكتور نتحدث عن حلايب وشلاتين ، وبرايكم لماذا تصمت الحكومة والمعارضة عن موضوع حلايب ولاتبدى اى موقف واضح فى الوقت الذى يتضح فيه موقف مصر بان حلايب سودانية ؟
- هذا السؤال انا نفسى اساله ، ومايحيرنى ان السيد الصادق لديه مبادرة لحل اى مشكلة فى السودان الا حلايب لم يقدم فيها مبادرة ، ايضا الشارع السودانى غير مهتم ، ولذلك انا ارى ضرورة اتفاق الدولتين على التحكيم الدولى ، ولذلك حديث كرتى باننا سنلجأ الى الجهات العدلية كان حديث استهلاك محلى .
* لكن مصر لاتعتبر حلايب منطقة نزاع ولذلك ليست مستعدة للذهاب للتحكيم ؟
- لا هى منطقة نزاع من حيث القانون الدولى لانه حتى عام 1992 لم يكن لمصر وجود فى حلايب ، وكانت عام 1958 انسحبت منها ، وكان لابد من توقيع اتفاق بالانسحاب وارجاع حلايب لمصر ، وانا اندهشت ان هذه المسألة فاتت على المحجوب فى ذلك الوقت وهو رجل قانونى .
* لماذا تصعد مصر قضية حلايب الآن ، ماذا تريد مصر ؟
- انا اعتقد ان هذا رد على تاييد السودان لسد النهضة ، وهذا غبن وزعل من السودان لان موقف السودان كان متذبذب ، وفى النهاية اعلنه الرئيس بحضور رئيس الوزراء المصرى واصبح موقف السودان الرسمى من سد النهضة وقضى الأمر الذى فيه تستفتيان .
* هل تمتلك السودان كروت ضغط تمكنها من حمل مصر على الانسحاب من حلايب ؟
- المسألة نريد معالجة صمت الحكومة والمعارضة عن حلايب فى البداية ، لكن السودان ولكى يتسعيد حلايب لابد له من بناء استراتيجية قانونية تقوم على جزءين ، الاول : تصعيد القضية والكتابة الى مصر والجامعة العربية ، والامم الافريقية ، والامم المتحدة ، ومجلس الامن ، ونصعد الآمر ونخطر الجميع ان مصر تحتل حلايب نحن نحتج على ذلك ن لأنه لو الوضع استمر لمدة عشرة سنوات اخرى ستأتى مصر وتقول انها تجلس فى حلايب منذ العام 1992 ولم يسألنا احد ، ولذلك لابد من خلق وضع احتجاجى ليبين ان المنطقة متنازع عليها .
الجزء الثانى لابد من تكوين فريق عمل قانونى وتاريخى وسياسى يقوم بتجميع معلومات ووثائق والضغط على مصر لقبول التحكيم الدولى مثلما حدث فى طابت ، وهاهى مصر تطالب بطرف دولى فى سد النهضة ، هذه كلها نقاط لابد ان نثيرها مع الجهات ذات الأختصاص .
* هل هذا بالضرورة عمل الحكومة وحدها ، ام هنالك دور لنشطاء ومنظمات ومعارضة ؟
- لا ليس عمل الحكومة وحدها ولكن لابد ان تبدأه الحكومة ، لن الشخوص لايستطيعون مخاطبة المجتمع الدولى ، ولذل نحتاج الحكومة لتقود هذا العمل .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.