التحية والسلام لقد غضبت وأنا أطالع إستعداداتكم التي تقومون بها للذهاب للتفاوض في أديس في يوم الثالث عشر من الشهر الجاري .. في مكتوبكم الصادر بإسم المتحدث الرسمي لوفد التفاوض على صفحتك بالفيس بوك .. وأريد في هذه العجالة أن أرد عليك وأنت رئيس هذا الوفد .. لييييه يا ياسر يا أخوي !! ... لماذا الحركة الشعبية فقط وليست الجبهة الثورية وأنتم جزء منها .. ولا خلاص عاوزين يفرتقوكم .. وهل تعتقد أن الحوار مع هؤلاء سيأتي بنتيجة .. أو يكون مجديا ؟؟ أنظر للوضع في الخرطوم .. فالقيننا ووجعوا رأسنا بحوار حوار .. الملاحظ والشاهد اليوم إنه كل موضوع الحوار هذا .. الذين حوله ويروجون له هم رموز العصابة نفسها .. الوطني مع الشعبي .. والشعبي قال .. والترابي فعل .. وغازي صلاح الدين حايم يدور على الأحزاب .. والترابي وعلي عثمان يناقشون الإصلاحات في الحركة الإسلامية .. كل شئ تحس بأنه يصب في وضع المكياجات والفاونديشن للمؤتمر الوطني ويصب في تحسين صورتهم المشوّهة والمرفوضة والمكروهة .. حتى يجونا بصورة أخرى .. ويجونا بشيخهم الذي علمهم السحر مرة أُخرى .. رجاء رجاء رجاء أن تحاولوا كمعارضة محاولة الوصول لإتفاقيات ولو بالحد الأدنى مع بقية الأحزاب بإستثناء عصابة الدمار الشامل هذه .. لأننا ليست لنا ثقة في هؤلاء أبداً ولن تتبني مرة أخرى أبداً مهما فعلوا .. ليس من المعقول ولا يمكننا أن نصدّق أن يأتيك هؤلاء أمثال غازي وغيره وبعد 25 سنة ليقفوا في خانة المعارضة ويقولوا إنه اللي حاصل ده غير راضين عنه .. أين كانوا عندما أرتكب كل هذا الدمار بالبلد وبالمواطنين في كل شبر من السودان .. إن الحال في البلاد وقف ولم يعد هناك شئ يُفعل بشأنه لذلك لجأوا لإستخدام حيل جديدة لكسب الوقت حتى يتوحد حزبهم من جديد .. لن يكون هناك حوار جاد إلا بذهاب هؤلاء نهائيا .. أن ينقلعوا نهائيا .. ومن جذورهم .. وكل من شارك واستفاد من هذا الدمار لمصالحه الشخصية .. لذلك .. وبعد أن أدركوا أن الوضع صار مستحيلا .. قرروا هذه التمثيلية السخيفة المكررة .. إلا أنها تختلف قليلا .. وحتى يجرجروا المعارضة ويخففوا من الضغوط التي عليهم .. قاموا بإزاحة علي عثمان والنافع من الكراسي الأمامية ليحتلوا المقاعد الأمامية من خلف الكواليس ويحركون الركب من خلف ستار وهما من أبرز رموزهم حتى يعتقد الجميع بأنهم جادين (رغم أنه الموضوع باقي إليهما صعيب شوية لذلك تجد في كل يوم تصريحات لهما).. ولكن هؤلاء لن يذهبوا بأخوي وأخوك .. وانتم من المفترض أن تكونوا أدرى الأجسام الموجودة بذلك بعد تجربة نيڤاشا التي يحصد الجنوب نتائجها في أبشع الصور ويعاني الشمال نتائجها كذلك في أبشع الصور .. فكيف تُقيِّيمك لأن يذيع النافع بيان التشكيل الجديد بنفسه .. دون وجوده به .. وبأيّ صفة .. إذا هو أصلاً كان مُغال مسبقا !!! إن لم يكن هو من وراء هذا المخطط الجديد .. وجميعنا يعرف مدى كنكشته في السلطة والتي كان لا يفتأ من نطقها بلسانه في أي مجمع .. والتسجيلات موجودة .. أتمنى أن تضعوا مجهوداتكم المقدرة مع المجهودات الشعبية والجماهيرية والحزبية حتى تسقطوا عصابة الدمار والخراب .. ولن يكون هناك سلام في البلاد إلا بقلع هؤلاء المسخ من الجذور من أرضنا وإلا على الأرض السلام .. كما أود تذكيرك في الأخير أن "قوتنا في وحدتنا" وهذا نظام لا يُحاور ولا يُجلس معه .. إنه يكسب في الزمن حتى يرمم نفسه ويعيدنا إلى المُربّع الأول .. مربع شيخهم الذي يحلم بالسيطرة على العالم بأسره وليس السودان وحده .. أنظر له وهو يخاطب الطلاب في الجامعات ويقول لهم لابد من استخدام عقولكم .. ويقوم ببعض الوصايا لهم والتي تقع تحت طائلة الإستخفاف بالرسول (ص) في حين أنه وقبل 25 سنة كان يقول لهم اخرجوا للجهاد والعين الحور والشجر يكبّر وهلم جرا .. ألم تلاحظ أنهم يحاولون استغلال الشباب والمواطنين من جديد بإعتناقهم للعلمانية فجأة بعد أن شعروا بأنهم قرفوا الناس بإستغلال الدين .. إنهم يريدون الإستخفاف بعقولنا من جديد .. والآن وعلى مستوى شيخهم ورئيس حكومتهم عاوزين يقلبوا كل مفاهيمهم .. لدرجة أن خطاب الرئيس والذي وهموا به الناس من خلال إعلامهم المضلل بأنه يحمل مفاجآت وربما تنحي الرئيس .. كان جديدا عليه هو نفسه .. حتى أنه لم يستطع قرأته .. وكان أجوفا .. وصار يعدد في فشلهم تارة وفي مخاطبة حزبه تارة أُخرى .. وكأننا لا نرى هذا الفشل .. ومخاطبة حزبه كانت ممكن أن تتم في إحدى مؤتمراتهم التي يعقدونها في كل يوم من دون سبب ويصرفون فيها من أموالنا ما يكفي حوائجنا لسنين عدة .. ولا تحتاج لأن يتلتلوا كبارنا ليأتوا ليستمعوا لهكذا مهازل .. إذن أخي لماذا نصدقهم مجددا .. لماذا تريدون إعطائهم فرصة أخرى .. هل لدينا العمر أو هل لدينا الريسورسيس لنقوم بالتجارب ونقوم بهدرها من جديد .. هل سينتظر هذا الشعب المغلوب على أمره مفاوضاتكم وحواراتكم مع الطرش .. وهو يتلوى جوعاً وتشردا في كل بقاع العالم ومن تبقى منه بالداخل .. فثلثهم بمعسكرات اللاجئين .. يا أخي فوقوا أرجوكم .. فهناك بصيص .. وأكرر فقط بصيص للخروج بالسودان إلى بر الأمان .. ولك الشكر وأعتذر من التطويل عليك .. وتقبل تحاياي وسلامي .. سهير شريف Warmest of regards Suhair Sharif [email protected]
