طالعت احدي المقالات القديمة عن العنوسة والتي جاءت بصحيفة حريات والتي ورد فيها ) يقدر عدد من فاتهن قطار الزواج في البلاد ب (1.5) مليون ، أي ما يعادل 20% من مجموع النساء في سن الزواج ، حسب دراسة نشرتها إذاعة هولندا العالمية 21 يوليو الجاري حول نسب (العنوسة) في الدول العربية .) يمكن القول بان الزواج اصبح مشكلة لوجود مشكلة البوبار وعدم اعتراف الاسر المستعففه بالوضع الحالي (اكثرهن بركة اقلهن مهراَ) وفي تلك الزحمة يظهر الفقر المدقع في السودان الذي اصاب مفاصل الاسر السودانية الاقتصادية عن بكرة ابيها وحولها الى دمية تبحث عن ابجديات الحياة، بالاضافة الى ظاهرة هروب الشباب الى اوربا والغرب من اجل الزواج من الاجنبيات،لانهن اقل تكلفة بالمقارنة الى وضع السودانيات الحالي كما اسلفت الذكر في مقالي السابق(ستات الشاي في السودان والفقر المدقع) لذا نجد ان العنوسة في السودان اصبحت علامة استفهام كبيرة في خارطة الحياة الاجتماعية للاسر السودانية ولكن اهل علم الاجتماع ذكروا بالمقابل هناك ازدياد في حالات الطلاق في السودان كما وردت في صحيفة حريات الالكترونية(إضافة إلى العنوسة فإن الأخطر في السودان مقارنة بالبلدان العربية الأخرى إزدياد حالات الطلاق بسبب الأزمة الإقتصادية والإجتماعية .وأوردت صحيفة (الإنتباهة) 16 مارس 2013 انه بحسب آخر دراسات مراكز البحث في السودان فان (30%) من حالات الطلاق في السودان لظروف اقتصادية . ووفقاً لسجلات المحاكم لعام 1988م جاءت لمحكمة الأحوال الشخصية بأمدرمان حوالى (888) امرأة فقط يطلبن الطلاق. وفي العام 1989م ارتفع عدد الحالات إلى (1107) حالات، ما يعني أن عدد الحالات في تزايد مستمر وحسب آخر إحصائية للسلطة القضائية في السودان التي توضح قضايا الأحوال الشخصية للعام 2008م، فعدد حالات الطلاق بلغت حوالى (57.870) حالة طلاق.وأكد عبد الرحيم الخير المحامي زيادة معدلات الطلاق بالخرطوم وقال ان نسبة قضايا الطلاق بالمحاكم الشرعية أكثر من (70%) من جملة القضايا التي تنظرها المحاكم كل يوم !وقال مأذون شرعي بالخرطوم لصحيفة (حكايات) مايو 2013 إن معدلات الطلاق في زيادة مضطرة بمحليات الخرطوم ، قائلاً (الواحد بقا يطلق للناس أكثر مما يعرس ليهم!)) يمكن القول نعم ضيق العيش اصبح نافذة لانهيار وتدمير مفاصل البنية الاجتماعية للمجتمع السوداني والتي في ادناها الاسر والتي كانت عماد المجتمع السوداني ، فلم يعد في السودان اي اهتمام بهذا المكون الاجتماعي الكبير كما كان في السابق، بل اصبح حبل التماسك والتكاتف والتعاضد الذي كنا نثمن او نعول عليه مهتريء ومتباعد عن بعض في ظل الظروف الاقتصادية الخاصة باقتصاد العواسة والكسرة،حتى ان جداول الزيارات الاسرية فيما بينهم اصبحت في عداد المفقودات وغير الضروريات(الا من رحم الله) فالبحث عن لقمة العيش جعلت العديد من افراد المجتمع السوداني حبيس(قفه الخضار) . كما يجب في هذه الحالة ان ندلف الى العنوسة في الوطن العربي لكي تعيش او نعيش حالة من التفاؤل والامل بالمقارنة الى حالة العنوسة في الوطن العربي وما وصلنا اليه ونحن نعيش ونتعايش مع اقتصاد الويكة والكسرة يمكن القول بان دولة فلسطين تسجل اقل نسبة في الوطن العربي بالمقارنة الى النسب الكبيرة والمخيفة في لبنان ودول الخليج العربي والتي في صدارتها دولة الامارات العربية المتحدة،ثم المملكة العربية السعودية،اما دول شمال افريقيا ياتي في مقدمتها الجزائر،والمغرب،ثم ليبيا،اما بقية الدول العربية الاخرى فياتي في صدارتها سوريا ثم العراق للوضع الامني في الدولتين ثم مصر . ان ارتفاع المهور في دول الخليج العربي فهو اكبر بالمقارنة الى وضعنا السابق الذي كنا نعيشه على اضواء التكاتف والمحبة التي اطفأ نورها عجلات الانقاذ التي لم تهتم باوضاع الاسر الاقتصادية كما اسلفت الذكر وجعلت الحبل معلق على اقتصاد الكسرة والويكة الذي اصاب جسم الاسر السودانية بالانيميا الاجتماعية وفقر الزواج. ومن هذا المنبر نوجه رسالة ونرفعها الى اولياء الامر في السودان ان يهتموا بالاسر من الناحية الاقتصادية لكي ييسروا مراسيم الزواج وان نحث الاسر لكي ترجع الى الفاتحة (ياناس بالفاتحة ما حلال)وان نترك لغة البوبار والمظاهر الخداعة حتى لا تزيد نسبة البورة في مجتمع الذكوره ايضا( لا تستغرب اخي القاريء الكريم من هذا المصطلح) وبالمقابل يركبن بناتنا قطار العنوسة والتعاسة ، اللهم اني بلغت فاشهد ... [email protected]