Whma Yaman [email protected] صدق من قال ان الذهب لا يصدى بل يزيد لمعاناً وتزداد قيمته كل ما تقدم به الزمن ينطبق هذا القول على الدكتورة آمنة صالح ضرار تلك المرأة الحديدة والإدارية والسياسية المحنكة والتي تخرجت من جامعة الخرطوم ونالت الدكتوراة في الإدارة المتخصصة من جنوب أفريقيا كيف لا وهي حفيده أسرة متعلمة ومستنيره نجد أن أباها كان مؤرخاً – كتب أسفاراً تعرف من لا يعرف بان من هم البجا وكافة أهل الشرق وما هي قبائلهم – وحدودهم – وثقافتهم وتاريخهم القديم والجديد ... الخ . استطاعت د. آمنة ضرار ومن خلال موقعها كأستاذة جامعية تسخير كل قدراتها وإمكانياتها الإدارية في نشر وتعريف قضية البجا والشرق عبر كل المنابر والمنتديات ومشاركتها في أكثر من 100 مؤتمر دولي و؟؟ بفضل علاقاته المتميزة بمنظمات المجتمع المدني مما أعطى اثر جديد وتفاعل الجميع مع قضية إنسان الشرق فأصبحت هذه القضية من ثوابت أزمات السودان التي تحتاج لحلول جذرية . مقتطفات من خطاب الدكتورة في مؤتمر جوبا :- دعت الدكتور آمنة ضرار للانتباه للسياسات الجديدة في الاتجار بالبشر والسلاح مبينة بأن الشرق مهدد أمنياً بذلك . ومن المعروف أن هناك وجود أجنبي في البحر الأحمر بحجة محاربة القرصنة . هذا تمهيد للتدخل الأجنبي في الشرق كما قد ينتهي ذلك بفصل الشرق عن السودان ، بحجة مكافحة القرصنة وتهريب السلاح والبشر لدول الجوار . وسبق أن أشارت وسائل الإعلام إلى أن صائدي الأسماك والأصداف السودانيين يتعرضون للقتل من قبل الغواصات الأجنبية خاصة الغواصة الإسرائيلية دولفين التي زارت البحر الأحمر مرتين . ورحبت الدكتورة آمنة ضرار باتفاقية السلام الشامل لأنها ترى فيها ام لجميع الاتفاقيات وطالبت بتنفيذ الاتفاقيات أفعالا لا أقوالاً . وأنهم عندما وقعوا اتفاق الشرق وقعوه مع حكومة الوحدة الوطنية التي تعتبر الحركة الشعبية شريك أساسي فيها وانتقدت الحركة لموقفها السلبي من تنفيذ اتفاق الشرق . وقالت مخاطبة الحركة في كل مرة تدعوننا لنبكي على ليلاكم ، (اما حمزة ، أي الشرق ، فلا بواكي له) . ودعت آمنة لإجراء المصالحة الوطنية الحقيقة وذلك بتضميد الجراح خاصة جراح سكان مناطق الشرق في جنوبطوكر وهمشكوريب وقرى الشريط الحدودي مع ارتريا وبورتسودان الذين تضرروا من الحرب بسبب قتال الحركة والتجمع للحكومة ، وإنه لولا استغلال الشرق لما تحققت نيفاشا فلقد سيطرت الحركة على مساحات شاسعة في الجنوب ، إلا ان الحكومة لم تستجب لها إلا بعد ان تحولت الى الشرق وهددت الطريق البري وخط انابيب البترول ، والآن بعد نيفاشا بالرغم من كل هذا ، لم تساهم لا الحكومة ولا الحركة ولا التجمع في إعادة تأهيل مناطق الشرق التي دمرتها الحرب بين هذه الفصائل ، ولم يتم تعويض قتلاه او محاسبة من ارتكبوا المجازر ، وقد نادت بالاعتذار لأهل الشرق المتضررين ، كما أكدت بان محور المحاسبة والتعويض المادي والمعنوي وتمنت ان يكون المؤتمر الوطني حاضر وأن ملتقى جوبا لا يعني المعارضة بل جمع الأحزاب ، لأن الوطن ملك للجميع ، والشرق جزء أصيل من هذا الوطن الذي كان الشرق له درعا واقيا طوال قرون ضحى فيها بخيرة شبابه . وأكدت رغبتها في التحول الديمقراطي الحقيقي الذي ينعكس ايجاباً في تحسين معيشة الناس ورفع المعاناة عن النساء وفي كيفية توفير مقعد في فصل دراسي وتامين صحي ، وضمان اجتماعي ، ووظيفة مناسبة ، وتحرير الناس من الفقر نسبة لأن الديمقراطية إذا لم تحل مشاكل معظم الشعب لا يكترث احد بها .واقترحت آلية تضم الحكومة والمعارضة وكافة الحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني وممثلين للنازحين واللاجئين بالمعسكرات دون تقسيم او توزيع او تشتيت من اجل حل مشكلة دارفور وقالت إن نتائج التعداد السكاني الأخير بها معضلة حقيقية مرت بنا في البحر الاحمر وكسلا ، وقالت اتينا بعدد التلاميذ زايد الأم والأب وجدناهم أكثر من نسبة التعداد بالولايتين مطالبة بمعالجة الإحصاء بعيداً عن النظر للانتخابات . كما طالبت بإعادة دائرة البني عامر في جنوبطوكر ، ودائرة البشاريين حتى لا تذهب حلايب .وقالت ان أطراف السودان تتآكل بدءا من حلايب التي تقع تحت الاحتلال وتبحث الدولة المحتلة مع شركات النفط العالمية طرقا لاستخراج النفط من مثلث حلايب ولقد استجاب المؤتمرون في مؤتمر جوبا لهذه المطالبة وضمنوها في توصياتهم مما نتج عنه قرار مفوضية الانتخابات بإعادة دائرة حلايب للبشاريين السودانيين ، كما قالت الدكتورة بأن اثيوبيا تحتل منطقة الفشقة وتحرم المزارعين السودانيين من استغلالها . وقد أكدت بانهم مع خيار الجنوب في اختيار ما يريد ونوهت انه يرى البعض ان خيار انفصال الجنوب سابقة قد تتبعها مناطق أخرى من السودان خاصة الشرق الذي فاض به الكيل وطفح ، ولكن عادت لتقول ، سنكون اكثر سعادة إذا كانت الوحدة هي الخيار . وقالت انه حتى الآن قانون الطوارئ مطبق بالشرق مما أحال حياة الناس الى جحيم بالرغم من توقيع اتفاقية اسمرا وصدور قرار جمهوري بإلغائه . وطالبت المؤتمرين الاتفاق لإلغاء الطوارئ فعلا وليس قولا وأشارت آمنة الى ان معظم أهل الشرق يعملون في الموانئ منذ إنشائها في العام 1905م وقد ضحوا بالعمل الشاق فيها من اجل رفعة السودان ، وقد اقيم الميناء في الأرض التي كانوا يسكنونها منذ آلاف السنين ، وتم ترحيلهم قسرياً منها دون تعويض الى مناطق نائية واحياء فقيرة ، وبدلاً من تعويضهم على أراضيهم التي انتزعها منهم الاستعمار فإن الحكومة الوطنية تطبق الخصخصة وتشردهم وهذا الأمر يحتاج منا للإنتباه ، فلا يعقل ان يتم تشريد آلاف الأسر بين يوم وليلة ، ويجب تعويضهم وايجاد فرص عمل بديلة لهم وإعالة أسرهم حتى يتم توفيق اوضاعهم ويدر عليهم العمل الجديد دخلاً مناسباً ، فلقد ساهم هؤلاء العمال البسطاء في نهضة السودان ومن العار التخلي عنهم الآن وإلقاءهم على قار عة الطريق ، وقالت إن علينا جميعاً أن نعمل لإنقاذ مشروع دلتا طوكر الذي كان مشروعاً رائداً منذ العام 1943م وكانت مدينة طوكر مربوطة بخط هاتفي مباشر مع كل البورصات العالمية التي تتاجر في القطن ، ولكن المشروع تحول الآن الى غابات من المسكيت ، وأيضا مشروع القاش ليس أحسن حالاً من طوكر ويحتاج لإعادة تأهيل كما تحتاج مدينة كسلا الى مشروع للتحكم في نهر القاش الذي يدمر المساكن بصورة أصبحت شبه سنوية . هنا يتضح لنا الفرق بين د. آمنة في تفوقها وتأثيرها أكثر من قيادات الكفاح المسلح لمؤتمر البجا منذ 1998م الى اليوم . الدكتورة نجحت بامتياز عبر الكفاح السلمي المدني في نشر وتوضيح أزمة شرق السودان وذلك أيام الحرب والسلم معاً اما جنرالات ما يسمى بالكفاح المشلح وبعد عودتهم من أرتريا اثبتوا انهم (كمندرات من ورق ) نسو وتناسو قضية أوشيك – وضرار – وهمد الذين يعانون من الثالوث (الفقر- المرض – الجوع ) والكثير من المشاكل ام الدكتورة آمنة لها شرف القتال وحده من اجل اسعاد إنسان الشرق ورفع الظلم عنه . مثلما منحت اللجنة النرويجيه في اوسلو الرئيس الأمريكي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام سوف نمنح نحن شعب شرق السودان الدكتورة آمنة ضرار –جائزة المرأة الحديدية التي تقاتل من اجل حقوق اهله واضعين في الاعتبار صعوبة المعركة ولكنها على قدر المسئولية وبرغم محاربتها من وكلاء وسماسرة قضية الشرق اصدقاء الامس أعداء اليوم مثل موسى محمد احمد رئيس مؤتمر البجا ومساعد رئيس الجمهورية . خطاب الدكتورة آمنة ضرار في مؤتمر جوبا شبيه بتقرير القاضي الجنوب افريقي غولدستون والذي اتهم فيه قيادات اسرائيلية بارتكاب جرائم حرب في غزة وطالب بتقديمهم لمحكمة الجنايات الدولية بلاهاي . فخطاب الدكتورة تحدث عن الوضع المأساوي في شرق السودان ولكن موقف موسى محمد احمد مساعد رئيس الجمهورية الذي طالب بمقاطعة مؤتمر جوبا يمثل دور الرئيس الفلسطيني عباس الذي له مصالح تجارية واستثمارية مع اسرائيل لذا طالب بوقف التقرير فموسى يرتجف خوفاً من نتائج جوبا التى تحدثت عن سودانية حلايب وبطء تنفيذ اتفاق الشرق ... الخ . وايضا لموسى مصالح وصفقات مع الوطني حتى و إن جاءت على حساب تعطيل قضايا الشرق المصيرية التي كان يتبناها بالأمس . هذا وقد عمت الفرحة كافة ارجاء شرق السودان خاصةً منسوبي مؤتمر البجا الذين عبروا عن سعادتهم بحضور الدكتورة آمنة وتمثيلها للشرق في مؤتمر جوبا الذي شخص ازمات المشكلة السودانية وعبر عن أسفهم لموقف قيادات مؤتمر البجا وطالبوهم بتقديم استقالاتهم . وقد تحدثت بعض قيادات مؤتمر البجا عبر الصحف والبيانات والندوات عن ضعف القيادة وقال بعضهم أننا سوف نمنح موسى وصحبه ( وسام ركلات الحذاء ) عبر الديمقراطية القادمة تقديراً وعرفاناً لمواقفهم المخزية والجبانة والسالبة تجاه شعب شرق السودان . موسى عثمان أدروب